شجب فلسطيني للاحتلال قبيل زيارة البابا للأراضي المقدسة
٢٣ مايو ٢٠١٤إنها الزيارة الرابعة لأعلى مرجعية دينية للمسيحيين الكاثوليك في العالم، والبابا فرانسيس الأول هو رابع بابا يصل المنطقة منذ عام 1965، بعد أول تقارب حصل آنذاك بين الجناحين الكبيرين للكنيسة المسيحية في المنطقة، والذي تتوج بلقاء بين بابا الفاتيكان و بطريرك الروم الارثوذكس، حيث كانت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني.
غير أن مسار رحلة البابا الحالية أزعجت الفلسطينيين، حيث ستحط طائرته المروحية القادمة من الاردن في بيت لحم مباشرة، وهناك سيلتقي بالقادة الروحيين المسيحيين وأيضا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما إنه سيلقي كلمة في قداس في ساحة كنيسة المهد، وسيتفقد آلاف المؤمنين من كافة انحاء الضفة هناك. ومن القرر أن يزور مخيمي عايدة والدهيشة القريبين، في إشارة الى تعاطفه مع اللاجئين الفلسطينيين. كل تلك الفعاليات تتم خلال سبع ساعات فقط.
وبدل أن ينتقل البابا بالسيارة أو بالمروحية الى القدس البعيدة عن بيت لحم بتسعة كيلومترات فقط، فإنه سيتوجه أولا إلى مطار بن غوريون في زيارة لاسرائيل، ومنها الى القدس. ويعني ذلك أن البابا سيدخل القدس من البوابة الأسرائيلية مما يعتبره بعض الفلسطينيين تحولا في الموقف البابوي الذي اعتبر القدس الشرقية ارضا محتله حتى الآن. ويقضي البابا ليلة في القدس حيث سيزور الأماكن المقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود، ويلتقى بقادتهم الروحيين، كما إنه سيلتقي بالرئيس الاسرائيلي في مقره بالقدس الغربية وبرئيس الوزراء الاسرائيلي في فندق نوتر دام الواقع بين شطري القدس.
مطلب الرعية للبابا: فلسطين تنشد العدالة
خلال احتفالهم بأحد الشعانين، عبر المسيحيون الفلسطينيون عن ترحيبهم بزيارة البابا، وأكدوا أنهم ينتظرون قداسته في كنيسة القيامة حيث سيزور قبر السيد المسيح، وهم مسرورون بمباركته. وقالت سامية سالم ، القادمة من نابلس " إنها لبركة عظيمة تحل علينا وتبشرنا بالسلام والأمان، مما يعمق إيماننا." أما الشاب جورج صليبا فيقول إنه سيحاول الاقتراب من قداسته ليسلمه رسالة تعكس موقف الرعية المسيحية في فلسطين مفادها " أن الأرض المقدسة تريد العدالة والحق والإنصاف، بعد ستة وستين عاما من النكبة واللجوء والاحتلال والتحكم الاسرائيلي ببوابة السماء، أي مدينة القدس التي لن تنعم بالسلام في ظل الاحتلال"
الاب عطالله حنا: مسلمون ومسيحيون يرحبون بالبابا
يرى رئيس أساقفة الروم الارثوذكس في سبسطية ، والناشط المناهض للسياسة الاسرائيلية، أن زيارة البابا تعمق الاخوة المسيحية بين الكاثوليك والروم الأرثوذكس وتساهم في تثبيت صمود المسيحيين في الاراضي المقدسة، والذين يعانون مثل المسلمين من سياسة الاحتلال ويضيف:" إنها رحلة إيمانية بمدلول سياسي ، حيث إن قداسته يرفض الظلم والتعسف ويسعى الى السلام والتعايش بين الاديان الثلاثة، وحصول المظلومين على حقوقهم. إننا نرحب بقداسته وننتظره ليحمل معه روح المسيح وإنسانية الكنيسة" .
أما حنا عيسى الامين العام للهيئة الاسلامية المسحية لنصرة القدس والمقدسات فيرى أن البابا " يأتي في رسالة طمأنه لحوار الاديان وليطالب بتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ، كما إنها رسالة إيمانية، ورسالة دفء ومحبة ودعوة لأطراف النزاع لاحلال السلام". وحول الرسالة الفلسطنينية للبابا يقول عيسى "إن الاحتلال يقتل الاطفال ويهدم المنازل ويصادر الارض ويوسع المستوطنات ويحاصر المقدسات ويمنع رعيته من لقائه في القدس ويسمح للمستوطنين المتطرفين بالاعتداء على الكنائس وترويع المسيحيين" .
مفتي القدس : وئام وأخوة عميقين بين المسيحيين والمسلميين
كما شدد مفتي القدس الشيخ محمد حسين، الذي سيستقبل مع شخصيات أخرى، قداسته في المسجد الاقصى على أن رسالته للبابا تتجلى في الإشارة إلى أن الاحتلال يمنع حرية الاديان ولا يسمح لاهالي الضفة الغربية وقطاع غزة بالوصول الى المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ويضيف: " حتى اثناء زيارة قداسته، يرفض المحتلون منح المسيحيين تصاريح للقاء الحبر الأعظم في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة تحت ذريعة توفير الحماية لقداسته". وقال حسين "إن الاحتلال يوفر الحماية للمتطرفين الإسرائيليين في اعتداءاتهم على المسجد الاقصى، كتمهيد لتقسيمه والاستيلاء عليه وبناء الهيكل اليهودي المزعوم مكانه". وشدد المتحدث على ان البابا سيلمس مدى عمق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين وفي القدس تحديدا.