شركة اتصالات ألمانية تبحث عن زبائنها بين المهاجرين
٢٧ ديسمبر ٢٠١٢يعيش على صعيد العالم أكثر من 200 مليون شخص خارج دولهم. ورغم ذلك، فإنهم في معظم الحالات على اتصال بشكل منتظم بأسرهم في أوطانهم، أي أنهم يجرون بانتظام مكالمات هاتفية معهم. إلا أن من يستخدم لهذا الغرض هاتفا أو هاتفا نقالا، يدفع في معظم الحالات مبالغ كبيرة مقابل ذلك، رغم أنه يوجد منذ 15 عاما العديد من شركات الاتصالات الخاصة المنافسة لشركة دويتشيه تيليكوم، الحكومية سابقا، التي كانت حتى ذلك الحين الشركة الوحيدة القائمة في هذا المجال.
تركيز الاهتمام على ركن معين
إحدى الشركات المنافسة، هي شركة موكس تيليكوم التي تتخذ من مدينة رانينغين الواقعة في غرب ألمانيا مقرا لها. وبينما تنخفض إيرادات الشركة الاحتكارية سابقا منذ سنين، ترتفع إيرادات شركة موكس تيليكوم من سنة لأخرى. "يجب أن تركز شركة صغيرة على ركن معين"، كما يقول مؤسس شركة موكس تيليكوم غونتر شاميل. "ركزنا اهتمامنا منذ البداية على المواطنين من الأجانب".
يشكل بيع بطاقات الهاتف التي تمكن الشخص من الاتصال بدول أجنبية بسعر منخفض، أساس نشاط شركة موكس تيليكوم. ورغم أن سعر هذه البطاقات منخفض نسبيا، "إلا أن عروض شركتنا لا تشكل في كافة الحالات أرخص ما هو متوفر في السوق، إذ إننا نريد أيضا تقديم عروض من نوعية عالية"، كما يقول شاميل، مشيرا إلى أن ذلك ليس بديهيا عند الاتصال بدول بعيدة معينة. وتقول مراكز حماية المستهلكين إنه يمكن أيضا للمهاجرين أن يستخدموا لمكالماتهم الشبكات الهاتفية الثابتة، إذ أن شركات الاتصالات الكبيرة في ألمانيا تتيح لزبائنها الفرصة لإجراء مكالمات هاتفية دولية بلا حدود مقابل رسوم ثابتة منخفضة نسبيا.
عروض في جميع أنحاء العالم
عرضت شركة موكس تيليكوم بطاقاتها الهاتفية في البداية في ألمانيا فقط، وخاصة على المهاجرين من الأتراك والألمان الروس. إلا أن نشاط الشركة يشمل في هذه الأثناء دولا أخرى أيضا. ونشاطها هناك أيضا مركز على المهاجرين. ووصل عدد فروع الشركة في الخارج إلى ثمانية فروع. وتباع منتجات شركة موكس تيليكوم في 45 دولة. وأهم سوق لها، هي الولايات المتحدة.
وبلغت إيرادات شركة موكس تيليكوم في السنة الماضية 210 ملايين يورو. ووصل عدد زبائنها الدائمين إلى 20 مليون شخص، كما يقول رئيس مجلس إدارة الشركة شاميل.
تحويل الأموال الإلكتروني
لا يجري المهاجرون مكالمات هاتفية كثيرة فقط، وإنما يحولون أيضا أموالا لا بأس بها إلى أسرهم في أوطانهم. وتبلغ قيمة هذه الأموال على الصعيد العالمي أكثر من 300 مليار دولار أمريكي سنويا. وإذا حول المهاجرون مخصصاتهم لأسرهم بالسبل التقليدية، يجب عليهم في معظم الحالات أن يدفعوا رسوما عالية.
وفي هذا المجال أيضا تعرض شركة موكس تيليكوم على المهاجرين بديلا أرخص، فبالتعاون مع شركة ماستركارد (Mastercard) لبطاقات الائتمان يباع في ألمانيا منذ بضعة أشهر نوع خاص من بطاقات الائتمان المدفوعة مسبقا، كما يمكن الحصول على بطاقة ائتمان ثانية. وتمتاز هذه البطاقة أن صاحبها يستطيع تحويل أموال من حسابه بواسطة إرسال رسالة قصيرة SMS.