صحفي ألماني "يتغزل" بشهرزاد الجعفري لمقابلة الأسد
٢٠ مايو ٢٠١٥كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في مقال على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء (20 مايو/ أيار 2015) بعنوان "رسائل حب إلى دمشق" عن أن الصحفي الألماني وعضو البرلمان السابق، يورغن تودنهوفر، كان قد أرسل مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني (إيميل) شهرزاد الجعفري مدح فيها الرئيس السوري بشار الأسد من أجل الحصول على تصريح بإجراء مقابلة صحفية معه.
وكان تودنهوفر، وهو الصحفي الغربي الوحيد حتى الآن الذي تمكن من القيام بزيارة دامت عشرة أيام إلى معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة السورية، بعد حصوله على "أمان" زعيم التنظيم، قد تعرض لانتقادات شديدة من موقع "ناو نيوز" اللبناني، الذي أعلن عن حصوله على مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها الصحفي الألماني إلى شهرزاد الجعفري، ابنة سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، والذي يعتبر أحد المقربين من الرئيس بشار الأسد.
وبحسب الموقع، الذي نقلت عنه "دير شبيغل"، فإن تودنهوفر حاول تقديم نفسه في هذه الرسائل، التي تم تبادلها بين ديسمبر/ كانون الأول 2011 ويناير/ كانون الثاني 2012 – في خضم الثورة السورية، على أنه صديق للأسد. هذا وتعتبر شهرزاد الجعفري، بحسب معطيات المجلة الألمانية، حلقة وصل رئيسية بين شخصيات رئيسية في النظام السوري والصحفيين الغربيين الذين يسعون لمقابلتهم.
"عزيزتي أميرة الشرق الأوسط"
وأوردت "دير شبيغل" مثالاً لإحدى تلك الرسائل المتبادلة، والتي وصف فيها يورغن تودنهوفر شهرزاد الجعفري بأنها "أميرة الشرق الأوسط"، مضيفاً: "دعينا نجعل من سوريا مثالاً للديمقراطية في العالم العربي، وسأقضي كل دقيقة حرة (من وقتي) في هذا البلد الرائع ومع الأميرة الرائعة".
وحول الأسد، كتب تودنهوفر في رسالة إلى الجعفري بتاريخ التاسع والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2012: "إنه (بشار الأسد) القائد الوحيد القادر على منح بلاده ديمقراطية عصرية ومستقبلاً مستقراً دون إملاءات خارجية. يجب علينا أن نوضح ذلك للعالم ولشعبك".
تودنهوفر يقر بصحة الرسائل
من جهته، أكد الصحفي تودنهوفر صحة تلك الرسائل، ولكنه قلل من أهميتها ومضمونها، مشيراً، في رده على أسئلة "دير شبيغل"، إلى أن هذه العبارات جزء من العمل الصحفي وأنها ضرورية من أجل الحصول على مقابلة صحفية. وقد تمكن تودنهوفر من إجراء مقابلة متلفزة مع بشار الأسد في الخامس من يوليو/ تموز 2012، وقامت ببثها آنذاك القناة الأولى في التلفزيون الألماني (ARD) والتلفزيون الحكومي السوري.
وأكد تودنهوفر في معرض رده: "لو أتيحت لي الفرصة سأقوم بذلك مرة أخرى دون تردد. ولو أتيحت لي الفرصة، لن أتردد في مغازلة مكتب (الرئيس الروسي) بوتين أو مكتب (الرئيس الأمريكي) أوباما من أجل خدمة السلام في الشرق الأوسط، حتى وإن كان الشيطان يجلس في تلك المكاتب. أنا أتحدث دائماً مع كل الأطراف".
يشار إلى أن الثورة السورية كانت لا تزال في بدايتها إبان فترة تبادل الرسائل بين يورغن تودنهوفر وشهرزاد الجعفري، ولكن رغم ذلك سقط من المواطنين السوريين نحو ستة آلاف شخص ضحية لقمع المظاهرات، ما أدى بالنهاية إلى تسلّح قوى المعارضة المختلفة وتحول المسيرات الشعبية إلى مواجهات مسلحة مع قوات النظام.
بقي أن نشير إلى أن تودنهوفر معروف في ألمانيا بدفاعه عن النظام السوري، كما ينتقد تغطية الإعلام الغربي للأحداث في سوريا ويعتبرها منحازة للمعارضة.
ي.أ/ أ.ح (DW)