صحف ألمانية: "براءة المسلمين" فيلم رديء لا يبرر العنف أوالقتل
١٣ سبتمبر ٢٠١٢أدان عدد من رؤساء الحكومات العربية الفيلم الأمريكي المسيء للنبي الكريم محمد، مؤكدين أن "الرسول الكريم خط أحمر لا يجوز المساس به"، مشددين في الوقت نفسه، مثل الرئيس المصري محمد مرسي على "حرمة النفس" وأن الإسلام يرفض التعدي على الممتلكات العامة والخاصة أو على البعثات الدبلوماسية. وفي هذا السياق لاحظت صحيفة دي فيلت أن الفيلم الذي تسبب في خروج مظاهرات غاضبة في كل من مصر وليبيا عبارة عن "إنتاج رخيص يصعب تحمله"، وكتبت تقول:
"الإنتاج رخيص، والممثلون السيئون يتحركون أمام ديكور خلفي متحكم فيه بواسطة الكومبيوتر. الصوت هو الآخر سيء، مصحوب أحيانا بصدى خفيف ويبدو أحيانا مملا. لكن الرسالة المعادية للإسلام لفيلم براءة المسلمين واضحة. مدة الفيلم الزمنية ساعتان، لكن حتى العرض الأولي الذي يستمر حوالي ربع ساعة من الوقت على موقع يوتوب لا ُيطاق".
صحيفة تاغستسايتونغ الصادرة في برلين لاحظت على إثر الاعتداء الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في بنغازي أن بعض القوى الإسلامية الراديكالية تحاول فرض نفسها في المشهد السياسي كقوة فاعلة، واعتبرت أن محاولات إثارة التوتر لا تتم فقط في شمال إفريقيا، بل أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ُأشعل فتيل العنف. وشددت الصحيفة على أن فيلما بهذه الرداءة لا يبرر العنف أو القتل، وكتبت تقول:
"يجب أن ننطلق من أن الواقفين خلف الفيلم المعادي للإسلام برمجوا لردة الفعل ووافقوا عليها. السياسة وعلى وسائل الإعلام في بلدانهم أن تقدمهم للمحاسبة. أكيد أن حرية التعبير لها وزنها الكبير، لكن الطبخة بمدة 14 دقيقة هي على درجة من العنصرية ومعاداة الإسلام على غرار النسخة المزيفة من برتوكولات حكماء صهيون المعادية للسامية. وعلى هذا الأساس يجب نبذ أصحاب الفيلم. لكن حتى لو أن حكومات ووسائل إعلام غربية نأت بنفسها الآن عن هذا الفيلم، فإنها لن تتمكن من تفادي رواجه على الإنترنت".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ لاحظت أن الولايات المتحدة الأمريكية بذلت في الآونة الأخيرة جهدا لتحسين سمعتها في العالم الإسلامي، وأنها وقفت بدعم من الأوروبيين إلى جانب الثوار الليبيين أثناء انتفاضتهم ضد الحكم السابق في ليبيا، مؤكدة أن التعديل الحذر للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط قد تدهور، وكتبت تقول:
"في بنغازي تحديدا حيث انطلقت حركة المقاومة الليبية واحتفل الثوار بموت القذافي رافعين الأعلام الأمريكية تم قتل السفير الأمريكي وثلاثة من موظفيه. لكن عملية الاغتيال هذه تحمل بعدا يتجاوز حدود ليبيا. إنها تحيي الأرواح القديمة الخامدة منذ الـ11 من سبتمبر 2001، وتنتظر فقط الاتصال بها في كل لحظة: إنهم المتشددون والمتطرفون في المعسكرات السياسية والدينية، ومشعلو الفتن والمستفزون ودعاة الكراهية وهدامو التسامح... فمنذ أحد عشر عاما والطرف المعتدل في العالم يحتار في كيفية وقف المتطرفين. والجواب هو أنه لا يمكن وقفهم، يجب فقط وعي أن الدمار الذي يسببونه لا ترغب فيه الغالبية، وبأننا سنقدم لهم أكبر خدمة عندما نضع أعمالهم في صلب اهتمام السياسة، سواء كان ذلك في الحملة الانتخابية الأمريكية أو في التعامل مع الحكومة الليبية الجديدة".
الموضوع الثاني الذي تناولته غالبية تعليقات الصحف الألمانية والأوروبية مع حلول الذكرى السنوية الحادية عشرة لهجمات الـ 11 من سبتمبر 2001 تمثل في الوضع القائم في أفغانستان ومستقبلها، وفي هذا الصدد كتبت صحيفة دير تاغسشبيغل قائلة:
"إنه الموضوع الذي لا يثير أدنى أهمية بين القضايا المطروحة في الحملة الانتخابية الأمريكية. لا أحد يتكلم عنه، ويتم إغفاله وتجاوزه والسكوت عنه. لا عجب في ذلك، لأن كلا من الديمقراطيين والجمهوريين يقعدون داخل أفغانستان في نفس السفينة الغارقة. فبعد الاعتداءات الإرهابية في الـ 11 من سبتمبر 2001 صوتت غالبية كبيرة من نواب الكونغرس من الحزبين لشن الحرب. وسواء تعلق الأمر بجورج بوش أو بباراك أوباما، فكلاهما ساندا بقوة المهمة المعلنة....إنه الموضوع الأقل أهمية بين كافة الموضوعات المطروحة. لا أحد يتكلم عنه، لأن هذه الحرب التي كان الجميع يريدها ولا أحد يرغب فيها الآن لا تساعد في تحقيق نجاحات في الحملة الانتخابية الحالية. وفي حال طرح السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية، فإن الحديث يدور عن إيران وإسرائيل وسوريا ومصر وأزمة الديون في أوروبا. الحرب، أية حرب؟ أسامة بن لادن مات. وأمريكا تسحب جنودها. وكيف سيتطور الوضع في أفغانستان، ذلك يظهر من خلال ما يحصل حاليا في العراق".
صحيفة غارديان البريطانية اعتبرت في تعليقها أنه من الضروري الدخول في مفاوضات مع حركة طالبان لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في أفغانستان، وكتبت تقول:
"يجب أن نكون منفتحين على الخبر الذي يفيد أن طالبان مستعدة على ما يبدو لإبرام وقف إطلاق نار مبدئي، بل حتى اتفاقية سلام. عملية السلام في أفغانستان تتعرض للتدمير من كل الجهات، وهي أمام تحديات. لكننا ندين للشعب الأفغاني ولجميع من تألم في هذا النزاع بالقيام بمحاولة. وسيكون خطأ فادحا الاعتقاد أن طالبان مستعدة لعقد أي اتفاق إلا بتولي السلطة الكاملة. زعماء طالبان يدركون أنهم لن يستلموا زمام السلطة الآن ولا في المستقبل المنظور... وحتى لو أنهم وصلوا إلى السلطة، فإنهم سيتعرضون للمطاردة بالطائرات بدون طيار وهم يظلون مرتبطين بباكستان. غير أن قيادتهم تريد عكس ذلك أي الأمان والاستقلالية".
صحيفة أفتينبوستن النرويجية تستبعد هي الأخرى عودة السلم والأمان إلى أفغانستان في مستقبل قريب، وكتبت تقول:
"التدخل العسكري في أفغانستان أدى على ما يبدو إلى فقدان القاعدة القدرة على إقامة قواعد جديدة. ويمكن أن نأمل أيضا في أن لا تتولى طالبان مجددا السلطة. الوضع الأمني للأسف سيء جدا. وآفاق تأسيس أفغانستان حديثة وديمقراطية تبقى كما في السابق مثل حلم لمستقبل بعيد. حصيلة أفغانستان تستدعي البحث طويلا عن نقاط إيجابية فيها".