صحف أوروبية: تسليح المعارضة السورية لعب بالنار أم دعم للثوار؟
١٨ مارس ٢٠١٣صحيفة زوددويتشه تسايتونغ الألمانية عارضت في تعليقها مقترح تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وكتبت تقول:
"الحرب الأهلية في سوريا تشبه جرحا متعفنا يهدد بأن تنتقل عدواه في مطلع السنة الثالثة للنزاع إلى كافة أنحاء المنطقة، فدول جارة مثل العراق الذي يعاني أصلا من انعدام الاستقرار، ولبنان والأردن هي جميعها مهددة، إضافة إلى المنطقة المحيطة بها وإسرائيل وكذلك. والمستقبل يشبه الاختيار بين الطاعون والكوليرا. وإذا تمكن الرئيس بشار الأسد من البقاء في السلطة، فإنه سيحكم حقولا من قبور. وفي حال انهيار نظامه، فالبلاد قد تتلاشى وتسقط في الفوضى...
وفي مثل هذا الوضع يكون تسليح المتمردين مثل اللعب بالنار. ففي أفغانستان وليبيا جاء ذلك الخيار بنتائج مريبة. فبعض صواريخ ستينغر المضادة للصواريخ التي منحتها المخابرات الأمريكية سي آي إي للمجاهدين الأفغان الذين استخدموها في إسقاط طائرات هليكوبتر سوفيتية كانت الولايات المتحدة مجبرة على شرائها فيما بعد حتى لا تتحول إلى خطر على الملاحة الجوية الدولية. ومن يمكن له أن يضمن اليوم أن لا تتحول الأسلحة الجديدة لصالح الثورة إلى أيدي رفاق من تحاول فرنسا حاليا القضاء عليهم في مالي؟
صحيفة أوسنابروكر تسايتونغ الألمانية سلطت الضوء على مقترح الرئيس الفرنسي تسليح المعارضة السورية، وكتبت تقول:
"مخطط رئيس فرنسا فرانسوا أولاند لتزويد المتمردين السوريين بالأسلحة يعد جنونا. بدون شك من الصعب تحمل الشعور المؤلم بالعجز الذي ينتاب المراقب بسبب إراقة الدماء المتواصلة في بلد الحرب الأهلية. وقد تثير هذه المساندة لمعارضي النظام الانطباع بأن هناك تحرك يحصل عوض التفرج بدون تحريك ساكن. لكن هذا التحرك سيساهم في أن يتسبب السوريون في ألم أكبر لبعضهم البعض. وهذا لا يحق أن يكون خيارا. فبمبادرته الأخيرة يعزز أولاند الانطباع بأن فرنسا تتطلع إلى لعب دور قيادي في السياسة العالمية".
صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ السويسرية تساند في تعليقها فكرة تقديم الأسلحة الضرورية للمعارضة السورية، وتدعو إلى تغيير النهج السياسي الغربي تجاه سوريا، وكتبت تقول:
"السياسة الواقعية والمصالح الإنسانية تحتم تغييرا للموقف الغربي تجاه ما يحصل في سوريا. لكن التصور الخاطئ هو الجزم بعدم وجود خيارات إضافية بين الموقفين المتشددين؛ أي الاقتصار على مساعدة اللاجئين من جهة واحتلال عسكري للبلاد من جهة أخرى. فمن خلال تسليح بعض المجموعات المتمردة المنتقاة يمكن تصعيد الضغط على نظام الأسد وكسب قوة التأثير في ساحة الحرب. ويصبح من الضروري في تلك الحال إنشاء مناطق محمية للمدنيين لا ُيسمح فيها باستخدام السلاح الجوي السوري. والأمثل أن يحصل ذلك باعتماد تفويض من مجلس الأمن الدولي. لكن يجب على الغرب أن يوضح بأنه لن يسمح إلى الأبد بعرقلة هذا النوع من الإجراءات القوية من قبل روسيا والصين اللتين تملكان حق الفيتو".
صحيفة دي فولكسكرانت الهولندية قالت في تعليقها بأن تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة لن يأتي بحل، وكتبت تقول:
"المشكلة تكمن في أن إيرادات الأسلحة قد تمنح شجاعة أكبر للمتمردين، لكنها قد لا تكفي لتحقيق اختراق. وإثرها قد تقف لندن وباريس أمام الخيار غير المنشود كثيرا، وهو هل ستتدخلان بفاعلية في هذا النزاع. وتتمثل إحدى المساوئ الأخرى في التسبب في القطيعة مع روسيا التي تعارض أي تدخل. وقد يتسبب ذلك في أن يأخذ النزاع منحى خطيرا. وكيفما كان الوضع محبطا، فإنه من الأفضل ممارسة الضغط على الطرفين بالإضافة إلى روسيا من أجل التوصل إلى تسوية".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ سلطت الضوء في تعليق إضافي لها على تباين المواقف الأوروبية تجاه تصدير أسلحة إلى أطراف النزاع في سوريا، وكتبت تقول:
"بعد مبادرة أولاند وكاميرون يعتقد دبلوماسيون أن فرص التوصل إلى تخفيف لحظر الأسلحة باتت ضيقة. فنظرا لمعارضة قوية في بلدان مثل النمسا أو فنلندا فإن الإجماع حول المسألة لن يحصل. والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل شددت على ذلك بالقول إن التوصل إلى "موقف مشترك ليس هدفا في حد ذاته"، فاعتبارا من شهر يونيو/حزيران من المرجح أن يلغى حظر تصدير الأسلحة إلى سوريا. لكن محاولة التوصل إلى موقف مشترك سيباشرها وزراء الخارجية الذين سيبدؤون التفاوض نهاية الأسبوع المقبل في دبلن من أجل إيجاد مخرج من الوضع الصعب الذي أقحمت فيه لندن وباريس الاتحاد الأوروبي".