صحيفة ألمانية تكشف معلومات عن ثلاث منشآت نووية مشتبهة في سورية
٢ ديسمبر ٢٠١٠كشفت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن سوريا بصدد تطوير برنامج نووي سري عبر ثلاثة مواقع في البلاد، تطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء عمليات تفتيش لها على خلفية الاشتباه في وجود برنامج نووي سري، يُكشف عنه بهذه الكيفية للمرة الأولى.
واستنادا إلى معلومات الصحيفة الألمانية التي نشرتها اليوم الخميس ( 02 ديسمبر / كانون الأول) بالتعاون مع معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، فإن سورية بصدد بناء برنامج نووي سري عبر ثلاثة مواقع أحدها يوجد في الضاحية الشرقية للعاصمة دمشق، بينما يوجد الثاني بالقرب من مدينة مصياف غربي البلاد والثالث شمال مدينة حماة غربي سورية. وحسب الصحيفة فإن معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن يستند إلى صور التقطتها أقمار صناعية لمجمع مباني بالقرب من مصياف، يحتمل أن يكون أحد المنشآت المشتبه فيها.
وذكرت الصحيفة الألمانية، الليبرالية المعروفة برزانتها، أن معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن يعتزم نشر تقرير مزود بصور أقمار صناعية حول هذا الأمر اليوم الخميس. ولم يصدر، إلى حد كتابة هذا التقرير، رد فعل سوري على المعلومات الجديدة التي نشرت بشأن واحتمال جود ثلاثة مواقع لمنشآت نووية، وتنفي سورية عادة امتلاكها لمثل هذه البرامج.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قالت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي إن السلطات السورية رفضت دخول مفتشي الوكالة من جديد إلى موقع صحراوي يطلق عليه "الكبر" كانت إسرائيل قد قصفته في عام 2007، بعد أن كانت دمشق سمحت بزيارته لمفتشي الوكالة وذلك إثر الغارة الإسرائيلية على الموقع.
شكوك دولية ونفي سوري
ورغم أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يكشفوا لحد الآن عن تلك المنشآت أو وظيفتها، فإن بيانات الوكالة الدولية تشتبه في أن للمنشآت الثلاث "علاقة وظيفية" بمفاعل "الكبر" السوري المشتبه فيه، الذي قصفته إسرائيل في أيلول/سبتمبر عام 2007. ويوجد لدى الوكالة معلومات، بينها صور التقطتها أقمار صناعية، بأنه كان يتم نقل مواد بين المواقع الثلاثة والمفاعل الذي تم قصفة.
وذكرت الصحيفة نقلا عن دبلوماسي غربي في فيينا أن إحدى المنشآت الثلاث على الأقل، محتمل أن يكون لها علاقة بـ"إنتاج الوقود"، إلا أنه أوضح أنه لا يوجد لحد الآن "دليل على أنشطة حساسة" في إشارة إلى تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجته، وهي الخطوة التي يمكن استخدامها في صنع قنبلة ذرية.
وحسب تقرير لوكالة المخابرات الأميركية (سي. آي. إيه) في نيسان /ابريل 2008، فمن المحتمل أن هذه المنشآت كانت تستخدم كمستودعات لمواد وعتاد مخصص للمفاعل. ولم يعرف لحد الآن ما إذا كانت أنقاض المفاعل الذي تم قصفه من قبل إسرائيل، والتي من الممكن ان تحتوي على أدلة مفيدة، تم تخزينها في المواقع الثلاثة. كما تشير تقارير وكالة المخابرات الأميركية إلى أن المنشاة المشتبه بها ربما تكون كوريا الشمالية قد قامت ببنائها لصالح سورية بهدف إنتاج وقود يستخدم في صنع قنبلة نووية.
واشتكى مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأسابيع الماضية من رفض السلطات السورية السماح لهم بدخول بعض المواقع وخصوصا موقع" الكبر" الصحراوي.
(م.س / د.ب.أ، دويتشه فيله)
مراجعة يوسف بوفيجلين