طرق جديدة لعلاج الوذمة اللمفية بالتدخل الجراحي

عامان من المعاناة عاشتها إرنستين يولي بسبب تورم حاد في ذراعها ويدها اليمنى. حيث لم يعد بإمكانها إغلاق يدها أو تحريك أصبع الإبهام ليصل الأصابع الأخرى، الأمر الذي تسبب لها بالكثير من الآلام والعجز عن استخدام يدها بشكل طبيعي. ذراعها اليمنىكانت متورمة بمقدار 4 سنتمرات عن الحجم الطبيعي وأثقل ب3 كيلوغرامات من يدها اليسرى، وذلك لأن السائل لم يعد يسيل عبر العقد اللمفاوية المستأصلة مما سبب انسداداً نتجت عنه مرض الوذمة اللمفية.

يتكون الجهاز اللمفي من الأوعية اللمفية، والسائل اللمفي، والعقد اللمفية. السائل اللمفي هو سائل شفاف اللون تقريباً، يقوم بتصريف الفضلات من الخلايا، وينتقل عبر الجهاز اللمفي المكون من قنوات وبنى تشبه حبة الفاصولياء، وتدعى العقد اللمفية التي تتواجد في الرقبة، وتحت الإبطين والصدر والبطن وأعلى الفخذ. ترتبط العقد اللمفية عبر قنوات خاصة تسمى الأوعية اللمفية. وتنتشر هذه القنوات في معظم أجزاء الجسم، مثل الأوعية الدموية. وفي حال انسداد هذه القنوات (الأوعية)، كحالة يولي، تحدث الوذمة اللمفاوية، بسبب تجمع السائل اللمفي في الأنسجة الضامة. وقد يحدث نتيجة عن علاجات السرطان السابقة أو الأشعة أو النمو الغير السوي للجهاز اللمفي.

توضح الدكتورة كاترين زيادنشتوكر لبرنامج "صحتك بين يديك" الذي تبثه قناة DWبأن السيدة يولي تعاني من الاستسقاء اللمفاوي مما يسبب لها معاناة كبيرة كجميع المرضى الذين يقصدونها: "هذا المرض يذكرهن عادة بإصابتهن، ففي حالة سرطان الثدي، يمكن لعملية التجميل إخفاء آثار عملية الإستئصال، أما الأذرع المتورمة فهي موجودة دائما، حتى لو غطيت بقفاز. والمحيطون يسألونها دائماً ما الذي حدث؟". لذلك اقترحت الدكتورة زيادنشتوكر تدخلاً جراحياً معيناً لاستئصال عقداً لمفاوية من المريضة وإعادة زرعها في تجويف الإبط، وذلك لكي يتزود النسيج المحتوي على العقد اللمفاوية بالدماء. الشئ المميز في هذا الأمر هو أنه من خلال العقد اللمفاوية المزروعة تنمو أوعية لمفاوية جديدة. وتستغرق هذه العملية الدقيقة 4 ساعات.

بعد مرور عدة أشهر على إجراءالعملية أصبح بإمكان يولي استخدام ذراعها ويدها بشكل طبيعي مجدداً كما تراجع محيط ذراعها بمعدل سنتمترين، وهي في حالة تحسن دائمة.

ر.ض (DW)