عراقيون يستأنفون التظاهر ضد مماطلة السلطات بتنفيذ الإصلاحات
١٩ يناير ٢٠٢٠استؤنفت الاحتجاجات اليوم الأحد (19 يناير/ كانون الثاني 2020) في بغداد ومدن جنوب العراق حيث قطع متظاهرون طرقات وجسورا بالإطارات المشتعلة لممارسة ضغوط على الحكومة والبرلمان لتنفيذ إصلاحات سياسية يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتشهد بغداد ومدن جنوبية عدة منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر احتجاجات غير مسبوقة تطالب بـ "تغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ نحو 17 عاماً." واحتشد المئات من الشباب في ساحتي الطيران والتحرير في قلب بغداد، بعدما تراجع الزخم خلال الأيام الماضية تأثراً بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة. وقطع المتظاهرون بالإطارات المشتعلة طرقا رئيسية تصل وسط المدينة بشرقها.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشق القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص، بينهم عدد من عناصر الأمن بجروح، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
المتظاهرون يحذرون الحكومة من المماطلة
وكان المتظاهرون منحوا الحكومة الأسبوع الماضي سبعة أيام لتنفيذ مطالبهم الإصلاحية، ملوحين بالتصعيد في حال التسويف. وفي الناصرية جنوباً، توافد مئات المحتجين إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة. وقام متظاهرون بقطع طرقات وجسور رئيسة في المدينة حيث استمر إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.
كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريعة التي تربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مروراً بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة المماطلة.
وفي الوقت نفسه تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى، بينها النجف والديوانية والكوت والعمارة وجميعها في جنوب البلاد. وقد شهدت غالبيتها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية. وفي مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة خرجت أعداد كبيرة من الطلاب دعماً للمتظاهرين في جنوب البلاد.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها المظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً، غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وتعرض الناشطون أيضا لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة.
ومن المرتقب أيضاً أن تشهد البلاد في 24 كانون الثاني/يناير، مظاهرة "مليونية" دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، للتنديد بالوجود الأميركي في العراق.
وتتجه الأنظار إلى العراق الذي تحول الى ما يشبه ساحة صراع بين واشنطن وطهران، بعد اغتيال الولايات المتحدة بواسطة طائرة مسيّرة مطلع كانون الثاني/يناير الحالي، الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
ويشهد العراق شللاً سياسياً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي مطلع كانون الأول/ديسمبر. وما تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لايجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية.
م.أ.م/ أ.ح ( أ ف ب)