اوروبا وسوريا
١٣ نوفمبر ٢٠٠٦
احتفل مركز الأعمال السوري الأوربي SEBC في العاصمة دمشق مؤخرا بمرور عشر سنوات على إنشائه. وجاء إطلاق المركز في نيسان/ أبريل من عام 1996 ليكون أحد أول المشاريع التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في سوريا ضمن عملية برشلونه. هذا ما قاله الدكتور فرانك هيسكه رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في سوريا في حديث لموقعنا. وقد جاء تأسيس المركز الذي يعد من المراكز القليلة من نوعها في الوقت المناسب آنذاك لإنهاض بيئة الأعمال السورية من ركود نسبي مرت به خلال فترة هيمنة الدولة على معظم القطاعات الاقتصادية.
أكثر من 3500 شركة استفادت من خدمات المركز
ركز المركز منذ إنشائه على تقديم ونقل خبرات الأعمال والاستشارات الأوروبية والدولية للشركات والمؤسسات السورية الخاصة بغية تنمية مهارات العاملين فيها وتطوير منتجاتها وخدماتها إلى المستويات المعروفة عالميا. وهنا تمت مساعدتها على تحديث الإدارة والتسويق والإنتاج والتمويل وأنظمة الجودة. وقد بلغ عدد الشركات التي استفادت من خدمات المركز حتى الآن أكثر من 3500 شركة. ولا تقتصر أنشطة المركز على نقل الخبرات المذكورة بشكل مباشر فقط، بل تشمل أيضا سلة متنوعة من الخدمات الأخرى كإعداد الدراسات التشخيصية للشركات الراغبة بتطوير أعمالها وإعداد النشرات والكتيبات الخاصة بالترويج والتسويق باللغتين العربية والإنجليزية.
دعم مؤسسات الدولة في تطوير العمل المؤسساتي
غير أن تركيز المركز على دعم القطاع الخاص تم بالتزامن مع تقديمه الدعم الفني والاستشاري لمؤسسات الدولة والمؤسسات الرسمية الأخرى ذات النفوذ الواسع في سورية. وقد اتضح للمركز منذ البداية إنه لا يمكن تنمية بيئة الأعمال السورية دون التعاون مع هذه المؤسسات. وعلى هذا الأساس وثق المركز علاقاته معها بغية مساعدتها على إنجاز عمليتي إعادة الهيكلة والتطوير المؤسساتي بنجاح. وفي هذا الإطار ساهم في صياغة السياسات التي ينبغي إتباعها لمواجهة التبعات السلبية لعلمية الإصلاح الاقتصادي في المجال الاجتماعي. وكان له فضل كبير في إعادة هيكلة الغرف التجارية والصناعية السورية ونقل الخبرات العالمية لها، وذلك على حد قول الدكتور راتب الشلاح رئيس اتحاد غرف التجارة السورية. ولعل من أهم الأعمال التي قام بها المركز في إطار العمل المؤسساتي تأسيس الحاضنة المؤسساتية السورية لدعم الشركات والاتحادات المهنية الناشئة، على حد قول الدكتور هيسكه.
مساعدة الشركات الخاصة على دخول الأسواق العالمية
بجانب دعم العمل المؤسساتي اهتم المركز أيضا بوضع سوريا على خارطة التجارة العالمية من خلال مساعدة الشركات السورية الخاصة على دخول الأسواق الأوروبية. وعلى هذا الأساس قام بتنظيم ما يزيد على 35 ندوة متخصصة بجودة المنتجات والتغليف والتسويق شارك فيها ما يربو على 1700 شخص من ممثلي قطاع الأعمال السوري الخاص. كما نظم مشاركة عشرات الشركات في المعارض الأوروبية مثل معرض دوسلدورف العالمي للأنسجة والألبسةCPD . ويشير الشلاح إلى أن جهود المركز حققت نتائج مهمة في مجال تحسين القدرات التنافسية وعوائد التصدير في الأسواق الأوروبية والعالمية. وعلى ضوء ذلك ازدادت صادرات الشركات التي قدم لها المركز خدماته الى نحو 67 بالمئة، كما حاز 21 بالمئة منها على عقود عمل دولية عن طريق المركز أيضا. وكانت صناعة الأنسجة والملابس والأغذية والمنتجات الحرفية في مقدمة القطاعات المستفيدة.
تحويل المركزالى مؤسسة وطنية
بعد عشر سنوات من تقديم الخبرات والخدمات إلى الجانب السوري يستعد مركز الأعمال والخدمات السوري الذي تم تأسيسه مؤخرا للحلول محل مركز الأعمال السوري الأوروبي الذي سينهي أعماله في سوريا خلال الأشهر الثلاثة القادمة على أساس أنه حقق المهام التي تم تأسيسه من أجلها. وسيقوم المركز الجديد بمهام سلفه وتوسيعها بالاعتماد الكامل على الكوادر السورية التي تم تدريبها وإعدادها خلال السنوات العشر الماضية. أما الجانب الأوروبي فسوف يستمر في دعم المركز الجديد من خلال تقديم الاستشارة والدعم المالي عن طريق بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق ومؤسسات المفوضية في بروكسل. وسيتركز هذا الدعم على الشركات الصغيرة والمتوسطة. وفي هذا الإطار ذكرت السيدة نهى شق، المدير الوطني لمركز الأعمال السوري الأوروبي إن المؤسسة الجديدة ستشكل حافراً على تطوير القطاع الخاص بمشاركة جميع الأطراف الرئيسية في عملية التنمية، أي الجهات المستفيدة والحكومة السورية والاتحاد الأوروبي.
عفراء محمد - كاتبة سورية