"فهم الموسيقى مبني على الإلمام بالتراث الموسيقي الأوروبي"
١١ يوليو ٢٠١١حين أفكر في سفري المقبل على ألمانيا، أتصور بلداً متطوراً بطبيعة خلابة وشعباً مثقفاً ومسالماً، يتذوق الموسيقى التي أحبها وأعزفها. كل من يعرف بسفري المقبل إلى هذا البلد وبأنني سأعزف أمام جمهور من شعبها، يحدثني عن ذلك الدور الثقافي الذي اضطلعت به ألمانيا خلال القرون الماضية وعن دورها في تقديم عباقرة الموسيقى والأدب والفلسفة. واستناداً على هذا الإرث الثقافي الضخم، اكتسبت الحياة الثقافية في ألمانيا اليوم جاذبية خاصة تميزها عن بقية دول أوروبا وجعلتها بأنشطتها المختلفة في هذا المجال قبلة لمحبي الفنون والثقافة. في ضوء معرفتي هذه عن ألمانيا التي تكونت من خلال المطالعة وما تنقله وسائل الإعلام عنها، أجد أن زيارتي إلى هذا البلد ستعود علي بالفائدة من خلال التعرف عن طبيعة شعبها وعاداته وتقاليده عن كثب.
قبل أن تكون الموسيقى الأوروبية جزءا من عملي المهني في الاوركسترا السيمفونية، فإنها تعني بالنسبة لي إحساساً وفهماً لمؤلفات الموسيقيين الأوروبيين، من أمثال بيتهوفن وباخ وموزارت وهايدن. لكن هذا الفهم لا بد أن يكون مبنياً على الإلمام بتراث الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية ونتاجات أعلامها. من الضروري الإطلاع عليها للوصول إلى فهم تام لهذه الموسيقى، بشكل يشرك مشاعرنا مع بقية الآلات الموسيقية، فبتهوفن مثلاً ألف سيمفونيته التاسعة التي عبر فيها عن تلاحم وترابط البشر فيما بينهم والعيش بسلام.
لاشك أن الموسيقي العبقري لودفيغ فان بيتهوفن هو الموسيقي المفضل لدي، لأن موسيقاه تمتاز بإنسيابية الألحان وتتقبلها الأذن بسهولة. وحتى عندما فقد هذا الموسيقي سمعه، فقد بقيت موسيقاه على هذا النحو. وهنا لا بد للمرء أن يسأل نفسه عن كيفية تمكن شخص أصم من أن يكتب السيمفونيات والقطع الموسيقية بأشكالها، هذا فقط لا يجعله موسيقياً فذا وحسب، وإنما فيلسوفاً أيضاً.
سعد وادي
مراجعة: عماد غانم