قبيل القمة مع دول "آسيان" شولتس يدعو لـ"عالم متعدد الأقطاب"

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى تعاون دولي واسع النطاق لمواجهة التحديات العالمية الرئيسية. وقال شولتس في بيان حكومي أدلى به في البرلمان (بوندستاغ) اليوم الأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2022): "فكرة عصر ثنائي القطب، حيث يدور كل شيء حول الولايات المتحدة والصين، تتجاهل الواقع العالمي... سيكون عالم القرن الحادي والعشرين عالما متعدد الأقطاب".

وذكر شولتس أنه من أجل التوصل لحلول للقضايا العالمية الرئيسية مثل حماية المناخ أو الأوبئة أو التنوع البيولوجي أو الرقمنة، لا يتعين فقط تنويع سلاسل التوريد، بل أيضا العلاقات في جميع أنحاء العالم.

وأوضح شولتس أن الأمر يتعلق بشراكات وثيقة مع الدول الناشئة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مضيفا أن لدى الأوروبيين مجموعة واسعة من القيم والمصالح المشتركة مع أهم شريك عالمي لهم - الولايات المتحدة الأمريكية - ولكن لا يمكن استبعاد اختلافات في بعض القضايا.

وذكر شولتس أن الاستثمارات الأمريكية في حماية المناخ تمثل مساهمة رائعة في تحول الطاقة، وقال: "لكن لا ينبغي لهم إعاقة المنافسة العادلة"، مضيفا أنه بدلا من الوقوع في خلافات كبيرة، يجب التعاون بشكل أوثق وتقوية التجارة المشتركة والعادلة مع الولايات المتحدة.

وقال شولتس إن صعود الصين كقوة عالمية حقيقة يجب التعامل معها، موضحا أن التعامل مع هذه الحقيقة لا ينبغي أن يتمثل في "فك الارتباط"، مشيرا إلى أن الصين لا تزال مهمة كشريك اقتصادي وتجاري، ومع ذلك هناك العديد من القضايا العالمية التي يجب مناقشتها مع الصين - حتى في حالة وجود وجهات نظر مختلفة حول وقائع معينة.

"تجريم الجنس قبل الزواج في القمة مع آسيان؟"

وتأتي هذه التصريحات للمستشار الألماني قبيل أول قمة كاملة للاتحاد الأوروبي مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المقرر عقدها اليوم الأربعاء في بروكسل والتي تأمل أوروبا أن تعزز العلاقات التجارية والسياسية مع المنطقة. ويحضر قادة الاتحاد الأوروبي القمة مع نظرائهم من جنوب شرق آسيا للاحتفال بمرور 45 عاما على العلاقات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

ومن المقرر مناقشة العلاقات الاقتصادية والأمن الغذائي وتغير المناخ، وفقا لرسالة دعوة نشرها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إنه بالإضافة إلى مناقشة الوضع الأمني في جنوب شرق آسيا، في ضوء التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، سيسعى الاتحاد الأوروبي إلى إدانة مشتركة للغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن المقرر أيضا توقيع اتفاقية سفر جوي بين الاتحاد الأوروبي ودول الرابطة. ومن المتوقع أيضا أن تكون هناك التزامات بزيادة التعاون في مجالي التجارة والطاقة.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إنه من المتوقع أن يُطرح التشريع الأخير الذي تم تمريره في إندونيسيا لتجريم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج اعتبارا من عام 2025 في القمة، وهو قانون أثار انتقادات وجدلا واسعا في أوروبا. وتضم رابطة دول جنوب شرق آسيا 10 أعضاء هم بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام

ص.ش/ح.ز (د ب أ)