إقصاء تونس"معجزة كروية" أم"فضيحة تحكيمية"؟
١ فبراير ٢٠١٥
قدم عضوان من الاتحاد التونسي لكرة القدم استقالتهما من الاتحاد الإفريقي بعد توديع المنتخب التونسي لبطولة كأس الأمم الأفريقية، اعتراضا على أداء الحكم في مباراة دور الثمانية أمام غينيا الاستوائية. وأعلنت تقارير إعلامية في تونس الأحد (الأول من فبراير/ شباط 2015) عن استقالة رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء من الهيئة التنظيمية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بالإضافة لإعلان شهاب بلخيرية العضو باللجنة المالية عن استقالته الأحد أيضا. وتأتي الاستقالتان ردا منهما علىما يعتبرونه مجاملة من الحكم راجيندرا سيشورن لمنتخب غينيا الاستوائية ضد المنتخب التونسي السبت بمنحه ضربة جزاء "غير صحيحة".
رئيس تونس يدعو للدفاع عن الكرة التونسية
وقال متحدث باسم الرئاسة التونسية لوكالة الأنباء التونسية الأحد إن "الرئيس الباجي قايد السبسي طلب من وديع الجريء رئيس بعثة المنتخب في غينيا الاستوائية العمل عبر كل الوسائل الرياضية والقانونية للدفاع عن حقوق الرياضة التونسية والرياضيين التونسيين في المسابقات الإفريقية، حتى لا يهضم جانب تونس في أي من المحافل الرياضية".
وخسرت تونس يوم السبت (1 / 2) أمام غينيا الاستوائية بعد أن كانت متقدمة حتى الوقت بدل الضائع من المباراة بهدف نظيف قبل أن يحتسب الحكم ضربة الجزاء المثيرة للجدل، لتعود غينيا الاستوائية إلى المباراة من جديد، ثم تسجل هدفا ثانيا في الوقت الإضافي عبر ركلة حرة مباشرة.
وعقب المباراة سادت حالة من الغضب والحزن في شوارع تونس، فيما وجه الإعلاميون التونسيون انتقادات شديدة لرئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو وطالبوا باستقالته من رئاسة الاتحاد.
وقال اللاعب السابق لمنتخب تونس سمير السليمي: "من سوء حظ تونس أنها واجهت منتخب البلد المضيف الذي أنقذ في آخر لحظة سمعة الكاف (الاتحاد الإفريقي لكرة القدم) السيئة بقبوله استضافة البطولة بعد اعتذار المغرب بسبب مرض إيبولا". وأضاف السليمي: "اختيار حكم المباراة الذي يخوض آخر مشواره خلال هذه الدورة بحكم السن كان موجها ومدروسا ومقصودا".
"ألاعيب وأعمال قذرة"
وأدان الاتحاد التونسي لكرة القدم الأحد "ألاعيب" الاتحاد الإفريقي للعبة غداة خروج منتخبه من ربع نهائي أمم إفريقيا 2015 -المقامة في غينيا الاستوائية حتى الثامن من فبراير/ شباط 2015- بخسارته أمام منتخب الدولة المضيفة 1-2 بعد التمديد. وقال رئيس الوفد التونسي إلى البطولة وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد هشام بن عمران: "هذه ليست سرقة. هذا انتهاك. هناك نوع من الاعتداء لإرضاء المنتخب المحلي. الاتحاد الإفريقي عين حكما محليا (من موريشيوس) ككل مرة في أعماله القذرة". وتابع بن عمران: "إنه (الحكم) خال من الشرف والإيمان والقانون. يتعين على الاتحاد الإفريقي أن يوقف ألاعبيه".
وشنت وسائل الإعلام التونسية الأحد هجوما عنيفا على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" وعلى حكم مباراة تونس وغينيا الاستوائية عقب خروج المنتخب التونسي من دور الثمانية من بطولة كأس أمم أفريقيا. وكتبت صحيفة "لابراس" الناطقة بالفرنسية اليوم "تونس تغادر كأس أمم إفريقيا مع شعور بالظلم مع أنها كان تملك كافة الإمكانيات للإطاحة بالمنتخب المحلي الضعيف". وعلقت صحيفة "الصباح" على المباراة بعنوان كبير "الفضيحة" وأشارت إلى أن التحكيم الإفريقي عبث مرة أخرى بنتيجة مباراة كانت كلها لصالح تونس. ونقلت "الصباح" عن عضو الاتحاد التونسي لكرة القدم هشام بن عمران قوله إن الاتحاد التونسي كان يتوقع المهزلة التحكيمية قبل انطلاق اللقاء. وأضاف بن عمران: "لقد لعبنا ضد الجمهور وضد الكونفدرالية الإفريقية وضد الحكم".
ودعا مهاجم منتخب تونس أحمد العكايشي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو إلى الرحيل تعبيرا عن غضبه بعد الخطأ التحكيمي الذي أخرج "نسور قرطاج" من ربع نهائي كأس إفريقيا السبت أمام غينيا الاستوائية. وقال العكايشي: "إنه أمر غير طبيعي، إنها علامة استفهام حول الاتحاد الإفريقي، حول عيسى حياتو (رئيس الاتحاد). لا يمكنه البقاء في كرة القدم الإفريقية ويجب أن يرحل". وأضاف: "الحكم فعل كل شيء لكي تفوز غينيا الاستوائية". وتابع: "للأسف، نحن كلاعبين محترفين في أوروبا نشارك لتطوير منتخبنا والبطولة لكي نظهر أن هناك لاعبين يمكنهم المنافسة مع جميع لاعبي العالم لكن بعد الذي حصل لا يمكننا فعل ذلك أبدا". وأوضح: "إذا أكمل الحكام على هذا النحو، فأعتقد أن غينيا الاستوائية ستفوز بالكأس".
واعتبر البلجيكي جورج ليكنز مدرب منتخب تونس لكرة القدم أن ما حصل السبت في ربع نهائي كأس إفريقيا أمام غينيا الاستوائية يعتبر أمرا سيئا للعبة وأن فريقه لا يستحق الخسارة بهذه الطريقة. وقال ليكنز: "من الصعب تقبل قرار الحكم، فوز غينيا الاستوائية لم يكن مستحقا على الإطلاق، ليس بهذه الطريقة، فنحن كنا الفريق الأفضل". وتابع: "إنه أمر سيء لكرة القدم، وتونس لا تستحق ذلك". وأضاف المدرب البلجيكي: "النتيجة فرضت علينا، لقد كانوا يلعبون على أرضهم، وأنا قلت أمس (الجمعة) إنني آمل أن يكون الحكم بمستوى هذه المهمة، لكن لم يكن كذلك بكل بساطة، إنه أمر مخزٍ".
مدرب غينيا الاستوائية: "كانت معجزة وأنا أسعد رجل في العالم"
من جانبه وصف الأرجنتيني أستيبان بيكر مدرب منتخب غينيا الاستوائية لكرة القدم الفوز على تونس في ربع نهائي كأس إفريقيا بأنه أشبه بالمعجزة، رافضا الدخول في جدل حول الخطأ التحكيمي. وقال بيكر: "تونس لعبت بشكل جيد جدا، فلديها بعض اللاعبين الذين يلعبون على مستوى عالٍ، بينما نحن نضم لاعبا واحدا فقط في أحد الدوريات الأوروبية البارزة هو خافيير بالبوا". وعن الغضب التونسي على النتيجة بعد ركلة الجزاء التي احتسبت في الثواني القاتلة قال بيكر: "أتفهم غضب التونسيين بسبب الخسارة، لأنه كانت لديهم القدرة على الفوز بفارق من الأهداف ولكنهم لم ينجحوا بذلك وفي النهاية كانت المباراة في مصلحتنا". ولم يُخفِ فرحته بالقول: "في هذه اللحظات أنا أسعد رجل في العالم".
وتلتقي غينيا الاستوائية في نصف النهائي مع غانا.
وكان مقررا أن يستضيف المغرب هذه البطولة لكنه طلب تأجيلها بسبب انتشار وباء إيبولا القاتل في عدد من الدول الإفريقية، فطار رئيس الاتحاد الإفريقي، الكاميروني عيسى حياتو، إلى غينيا الاستوائية واتفق مع رئيسها على تنظيم البطولة في اللحظة الأخيرة، وبذلك عاد المنتخب الغيني الاستوائي إلى المنافسات بدلا من نظيره المغربي بعد أن كان (المنتخب الغيني الاستوائي) مستبعدا من التصفيات لإشراكه لاعبا غير مؤهل.
ع.م/ م.س (د ب أ ، أ ف ب)