"كان" 2015: فازت الكوت ديفوار وخسرت إفريقيا
٩ فبراير ٢٠١٥استقبل عشرات الآلاف من مشجعي المنتخب الإيفواري لاعبي منتخب الفيلة الذي أحرز بجدارة لقب النسخة الثلاثين لبطولة كأس أمم إفريقيا التي جرت منافستها في جمهورية غينيا الاستوائية بين 17 من يناير/ كانون الثاني الماضي والثامن من شهر شباط/ فبراير الجاري. وقد اصطف عشاق المنتخب الإيفواري على طول أهم الشوارع الرئيسية المؤدية إلى ملعب أبيدجان، حيث خصص حفل لاستقبال بطل إفريقيا الذي أطاح في المباراة النهائية بالمنتخب الغاني، بعدما تغلب عليه بركلات الترجيح (8/9).
وقد استحق المنتخب الإيفواري الفوز باللقب، بعدما أبان على مستوى عالٍ في جميع المباريات التي أجراها في طريقه إلى المباراة النهائية. ويعتبر اختيار خمسة لاعبين من المنتخب الإيفواري ضمن "منتخب الأحلام" الإفريقي، دليلاً على تألق هذا المنتخب الذي سبق وأحرز اللقب الإفريقي في دورة السنغال عام 1992 أمام المنتخب الغاني أيضاً.
ويتقدم "فريق الأحلام" الإفريقي، وهو التقليد الذي دأب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) على ترسيخه بعد نهاية كل دورة من بطولة كأس إفريقيا، قائد المنتخب الإيفواري يايا توري الذي تمكن بعد طول انتظار من تحقيق حلمه بالتتويج باللقب القاري. وقال توري نجم فريق مانشستر سيتي في الندوة الصحفية، التي أعقبت نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا: "انتظرت لسنوات طويلة وكنت أحلم بهذا (اللقب). من الصعب الآن وصف شعوري كقائد للفريق. إنه أمر في غاية الخصوصية".
وكانت مظاهر الارتياح بادية على يايا توري، بعدما نجح أخيراً في إحراز اللقب القاري بعد ست محاولات فاشلة. وقد سبق للاعب خط الوسط البالغ من العمر 31 عاما الفوز بألقاب الدوري في ثلاث دول مختلفة، كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع برشلونة الإسباني وبكأس انكلترا مع فريق مانشستر سيتي، الذي فاز معه أيضاً مرتين في 2012 و2014 بلقب الدوري الإنكليزي.
ورغم إجماع معظم المراقبين الرياضيين على استحقاق منتخب الفيلة للفوز بلقب دورة غينيا الاستوائية رغم كل المساوئ التنظيمية، إلا أن هذا اللقب كان سيكون له طعم آخر إذا ما جرت البطولة في أجواء أخرى غير تلك التي عكرت صفو هذه الفعالية الرياضية التي ينتظرها عشاق الكرة الإفريقية كل عامين.
وقد كانت دورة غينيا الاستوائية دورة الفضائح بامتياز، حيث عرفت أخطاء على مستوى التنظيم واستقبال الوفود وشغب الجماهير، بالإضافة إلى معضلة التحكيم، الذي كان سبباً في إقصاء المنتخب التونسي من دور ربع النهائي على يد منتخب البلد المضيف غينيا الاستوائية.
ورغم محاولة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) فرض بعض العقوبات على المتسببين في هذه الفضائح، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الأصوات المنتقدة لطريقة تدبيره للشأن الكروي في القارة الإفريقية التي كانت سمعتها الكروية هي الخاسر الأكبر في دورة غينيا الاستوائية.