لاجئو صقلية وتحديات الصوم في رمضان
لأول مرة يصومون رمضان بعيداً عن وطنهم وعائلاتهم، هذا هو حال الكثير من المهاجرين الجدد على جزيرة صقلية الإيطالية. وبينما يحن البعض إلى طقوس بلدهم في هذا الشهر، يرى آخرون أنها فرصة للتكيف مع التحديات الثقافية.
حتى هذا العام 2017 تلقت إيطاليا حوالي 85 بالمئة من المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا، معظم القادمين الجدد مسلمون. بالنسبة للكثيرين منهم، كان هذا أول شهر رمضان يقضونه وهم بعيدون عن بلدهم، لكن البعض وجد الراحة النفسية في المساجد مثل مسجد الرحمة في كاتانيا حسبما يظهر في الصورة.
في المجتمعات المسلمة، يتميز شهر الصيام بالترابط الاجتماعي أثناء الصيام. لكن أكثر ما أثار استغراب غالاديما (16 عاما) منذ وصوله من نيجريا هو "أنك على مدار أشهر تقابل ذات الأشخاص دون أن تتعرف عليهم أوحتى تعرف أسمائهم"، وهو أمر "غريب جدا"، على حد اعتبار غالاديما.
بالنسبة لكثير من المسلمين الجدد الذي قدموا إلى أوروبا. فإن الاختلافات في شهر رمضان ليست ثقافية فحسب بل اختلافات جغرافية أيضا. فبعد أوروربا عن خط الاستواء يجعل ساعات الصيام أطول. وهو ما لم يضعه النيجيري غالاديما بالحسبان "لم أكن أعتقد أبدا أن يتمكن المرء من الصوم من الساعة الثالثة صباحا وحتى الثامنة مساء". لكن ذلك لم يمنع غاديملا عن الصيام فهو يريد "أن يجرب ذلك بنفسه".
يصل المهاجرون من دول جنوب الصحراء الكبرى وإفريقيا الشرقية إلى إيطاليا عن طريق التهريب في ليبيا. وبحسب معلومات من وزراة الداخلية الايطالية، فإن هذه الوسيلة السائدة مؤخرا، تشهد تزايد هائلا في أعداد المهاجرين من بنغلاديش.
تنوع جنسيات المهاجرين الواصلين إلى جزيرة صقلية، دفع إمام مسجد الرحمة إسماعيل بوشناقة المغربي الأصل إلى توزيع نسخ قرآن مترجمة إلى لغات مختلفة على رفوف مكتبة المسجد.
صحيح أن هناك الكثير من المصلين في المسجد، لكن بوشناقة يقول أن صقلية هي مجرد مكان للعبور وأن قليل من المهاجرين يستقرون هنا بسبب عدم توفر فرص للعمل. ويحاول القائمون على المسجد مساعدة المهاجرين لكن بوشناق يشكو من ضيق الوقت وقلة الموارد المالية، مشيرا إلى أنهم غالبا ما يحاولون إيجاد مأوى للمشردين منهم.
اختلاف كبير بين ثقافة البلدان التي أتى منها المهاجرين والثقافة الإيطالية، لكن سعيد خان وهو جزار باكستاني لا يرى مشكلة في ذلك مبررا ذلك بقوله "ايطاليا ليست بلدا اسلاميا وأنا لست مسيحيا ولكن هذا الأمر غير مهم طالما أننا التعامل بيننا قائم على الاحترام المتبادل".
في جنوب إيطاليا تغلق المحلات التجارية في فترة الظهيرة من أجل "القيلولة"، باستثناء المحلات التي أصحابها من بنغلاديش، فهم يعملون لساعات طويلة حتى أثناء الصيام مثل الشاب مؤمن ماتوبار (25 عاما) قدم من بنغلاديش منذ 8 أشهر ويرى أن العمل غير متعب حتى ولو كان صائما ويضيف بالقول "هكذا هو ديننا".
بالنسبة لكثير من المهاجرين، يرتبط رمضان بعض الأطباق التقليدية في بلدانهم. لكن صوم رمضان في الخارج يعني تجربة أطعمة جديدة ربما تكون غريبة أحيانا "في إفريقيا يستخدمون الدجاج و الأرز فهم لا يعرفون اللحم أو المعكرونة" على حد قول سعيد اسماعيل جمعة الذي يضيف: "في البداية لم أكن أستسيغ طعم المعكرونة".
يشعر بعض المهاجرين الجدد على جزيرة صقلية بالوحدة في شهر رمضان مثل الشاب مالا الذي وصل إلى صقلية عبر ليبيا ويتذكر عائلته بالقول "هذا أول رمضان لي وأنا بعيد عن عائلتي حن غرباء ونشعر بالإرهاق في البلد الجديد" ولكن ما يزيد الأمر صعوبة هو "بعدنا عن عائلتنا". الكاتب دييغو كوبولو (د.ص)