Carter Mission: Ist Hamas bereit für Frieden?
٢٢ أبريل ٢٠٠٨أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية/ حماس يوم أمس على لسان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة عن موافقتها على مقترح يتضمن هدنة مع إسرائيل لمدة عشر سنوات وإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 دون الاعتراف بالدولة العبرية. وقد تمت هذه الموافقة خلال محادثاته مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في العاصمة السورية دمشق قبل نحو أسبوعين. واشترط مشعل ضرورة موافقة الشعب الفلسطيني على أي اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من خلال استفتاء أو من خلال مجلس تشريعي جديد. وقد أثار إعلان الحركة علامات استفهام حول ما إذ كان هذا الموقف بمثابة تحول في سياستها نحو انتهاج سياسة واقعية، لاسيما بعد العزلة التي طبقت عليها محليا ودوليا.
وفي حوار مع موقعنا أعتبر المحلل السياسي شتيفان فوبل، الخبير في الشئون الإسرائيلية بمؤسسة بيرتلسمان الألمانية، أن موافقة حماس على المقترح لا يمكن اعتبارها بمثابة تحول في سياسة الحركة التي أعلنت عن مواقف مشابهة في السابق. وأشار في هذا السياق إلى أن مواقفها السابقة بهذا الخصوص رُبطت أيضاً بشروط معينة، مثل ضرورة موافقة الشعب الفلسطيني على الاتفاقات قبل العمل بها.
"فشل سياسة العزلة والتجاهل"
وحول تقييمه لعملية الوساطة التي يقوم بها حاليا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، يقول فوبل إنها أحيت التساؤل الأساسي عما إذا كان يجب التفاوض مع حماس أم لا. و يشير الخبير الألماني إلى أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة أثبتت أن "سياسة العزلة والتجاهل" ليست الوسيلة المثلى للتعامل مع حماس، فالوضع الإنساني هناك أزداد سوءا، لكن ذلك لم يقود إلى تراجع شرعية حماس في الأوساط الشعبية، بل ربما على العكس من ذلك أعطاها المزيد من الدعم. وهو ما يعني أن سياسة العزلة والتجاهل لم تنجح".
"مخاوف إسرائيلية من لبننة قطاع غزة"
السؤال الذي تطرحه الأوساط المعنية حاليا حسب قول فوبل هو: ما هي الوسيلة المثلى للتعامل مع هذا الوضع؟ هل ينبغي الاستمرار في التصعيد العسكري مع ما يحمله ذلك من مخاطر اتساع دائرة العنف، أم ينبغي التفاوض مع حماس؟ ويتابع فوبل قائلا إن المخاوف قائمة لدى الجانب الإسرائيلي من "لبننة الوضع في قطاع غزة" إذا استمر التصعيد العسكري، هذا التصعيد سيقود إلى نوع من سباق التسلح بين حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى.
"مفاوضات السلام دون حماس ليست واقعية"
ويعتقد فوبل أنه ومن خلال التجربة وبالنظر إلى تردي الوضع الإنساني في غزة، ليس هناك وسيلة أخرى لتجاوز ذلك دون اللجوء إلى المفاوضات مع حركة حماس. فالحركة ـ في رأيه ـ ليست فقط "منظمة إيديولوجية متطرفة، بل أيضا حركة اجتماعية" تحظى بدعم شعبي متزايد، سوا في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، ربما أكثر مما يحظى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب اعتقاد فوبل. من هذا المنطلق فإن مفاوضات السلام دون مشاركتها "ليست واقعية بشكل كبير".
لكن يظل السؤال المحوري والإستراتيجي من وجهة النظر السياسية البحتة، كما يقول، هو كيفية التفاوض مع حماس، ومن ثم أيضا تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، و في نفس الوقت التأكد من أنه لن يحدث المزيد من التسلح في القطاع.