ماكدونالدز بالعربي- وجبات بطعم السياسة!

عندما افتتح الأخوان ديك وماك مطعما صغيرا في أربعينات القرن الماضي، كانت بداية ترسيخ فكرة "الوجبات السريعة" المسيطرة على ثقافة الطعام في الولايات المتحدة، والتي خرجت إلى العالمية عام 1967، مع افتتاح أول فروع خارج الولايات المتحدة لماكدونالدز في كندا وبورتو ريكو.

ويزيد عدد مطاعم ماكدونالدز، التي ترمز لـ"أسلوب الحياة الأمريكي"، حول العالم الآن عن 34 ألف مطعم في أكثر من 115 دولة، تقدم الطعام لنحو 70 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم يوميا.

ولم يقتصر التوسع على دول الغرب ذات إيقاع الحياة السريع والتي من الطبيعي أن يتناول فيها الموظف وجبته وهو يجري ليلحق بالقطار، بل امتد أيضا إلى الدول العربية التي تسود فيها ثقافة أخرى لتقاليد الطعام. وكالعادة قدم ماكدونالدز نفسه في العالم العربي بطريقة تناسب طبيعة هذه المنطقة، بداية من أنواع اللحوم المستخدمة وحتى فكرة "ماك آرابيا"، المحضّر باستخدام خبز عربي.

واختلف استقبال المواطن العربي لماكدونالدز، إذ تحول من مكان للخدمة السريعة إلى شكل للتنزه، يمكن لأفراد الأسرة الجلوس فيه طويلا أو حتى الاحتفال بأعياد ميلاد أطفالهم. ونظرا لاختلاف معدل دخل الفرد في الدول العربية عن الولايات المتحدة والغرب، فإن ساندوتش ماكدونالدز يعد نوعا من "الرفاهية" لا يتحملها الجميع في الدول العربية.

وإلى جانب الانتقادات التي تواجهها وجبات ماكدونالدز حول العالم، بسبب ارتفاع نسبة الدهون فيها، واجهت سلسلة المطاعم الشهيرة مشكلات أخرى تتعلق بالسياسة في العالم العربي، إذ ينظر إلى ماكدونالدز كرمز للعولمة والهيمنة الأمريكية. ويتصدر اسم "ماكدونالدز" غالبا جميع دعوات مقاطعة المنتجات الأمريكية من قبل المعترضين على سياسات واشنطن فيما يخص منطقة الشرق الأوسط ولاسيما موقفها من القضية الفلسطينية.

ا.ف/ف.ي