محاكمة تاريخية لمنفذي انقلاب 1980 في تركيا
٤ أبريل ٢٠١٢
بدأت اليوم الأربعاء (04 أبريل / نيسان) في أنقرة محاكمة الرئيس التركي الأسبق، الجنرال المتقاعد، كنعان إيفرين الذي يرمز لحقبة هيمن فيها الجيش على السياسة التركية، وذلك عن دوره في قيادة انقلاب عام 1980 الذي شكل ملامح البلاد لثلاثة عقود، إلى أن قلصت إصلاحات من سلطات قادة الجيش. ويحاكم مع ايفرين (94 عاما) في نفس القضية رفيقه تحسين شاهينكايا (87 عاما) قائد القوات الجوية سابقا. ولم يحضر الرجلان المسنان والمريضان الجلسة الأولى من محاكمتهما بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الدولة" من خلال هذا الانقلاب.
وتجمع مئات المتظاهرين أمام قصر العدل استجابة لدعوة العديد من الأحزاب اليسارية الصغيرة للمطالبة بتحقيق العدالة لضحايا الانقلاب. ورفعوا لافتة كتب عليها "ضمير الانقلابيين أمام القضاء" كما رفع بعضهم صور رفاق لهم قتلوا في السجن.
وتم إعدام 50 شخصا واعتقال نصف مليون وتوفي المئات في السجون واختفى كثيرون آخرون خلال ثلاث سنوات من الحكم العسكري بعد انقلاب 12 سبتمبر أيلول 1980، والذي كان ثالث انقلاب تشهده تركيا خلال 20 عاما.
وخضع إيفرين مؤخرا لجراحة في الأمعاء وذكرت وسائل إعلام تركية أمس الثلاثاء أن إحدى ذراعيه كسرت. وقال ايفرن إنه غير نادم على الانقلاب، مشددا على أنه أعاد النظام إلى تركيا بعد سنوات من الفوضى قتل خلالها خمسة آلاف شخص في أعمال عنف اندلعت بين اليمين واليسار. وقال في كلمة عام 1984 بعد عام من تسليم الحكم لحكومة مدنية "هل ينبغي أن نطعمهم في السجون طوال سنوات بدلا من إعدامهم؟"
وكان الجيش قد أطاح ثلاث مرات بحكومات منتخبة في أعوام 1960 و1971 و1980 باسم الدفاع عن مبادئ الجمهورية التركية التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك. كما أبعدوا حكومة نجم الدين أربكان الإسلامية عام 1997. لكن انقلاب 12 أيلول/سبتمبر 1980 كان الأكثر دموية.
(ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة: شمس العياري