مستشارو ألمانيا ـ من كونراد أديناور حتى انجيلا ميركل

أول سياسي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي يتولى منصب المستشار ( من عام 1969 إلى 1974). بعد انكشاف فضيحة تجسس لصالح نظام جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقا)، بطلها كان أحد معاونيه المقربين، فيما أعتبر حينها اكبر فضيحة تجسس في تاريخ ألمانيا، اضطر براندت إلى الاستقالة من منصبه.

شهدت فترة وجود هيلموت شيمت في منصب المستشار (من 1974 إلى عام 1982) بأحداث ماعرف بـ"خريف ألمانيا"، حيث نفذت منظمة الجيش الأحمر اليسارية المتطرفة هجمات عدة في البلاد.

أول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية بعد الحرب العالمية الثانية (من 1949 إلى 1963م). تولى المستشارية عندما كانت بلاده خارجة للتو من أتون الحرب، وكانت ألمانيا ترزح تحت سيطرة القوات الأجنبية المنتصرة في تلك الحرب. يعود الفضل لأديناور مع خلفه لودفيج إرهارد، الذي كان يشغل حينها وزير المالية والاقتصاد، في تحقيق النهضة الاقتصادية لتي شهدتها ألمانيا بعد الحرب والتي عرفت "بالمعجزة الاقتصادية".

ظل لودفيج إرهارد فقط ثلاث سنوات في منصب المستشار (من 196 إلى1966م)، حيث اضطر للإستقاله من منصبة بعد انهيار التحالف الحاكم مع الحزب الليبرالي. كان يوصف بـ"أبو المعجزة الاقتصادية" الألمانية، إلى حد أنه كان يلقب بالسيد مارك، نسبة إلى المارك الألماني.

تولى المستشارية كورت جورج كيسينجر من عام 1966 إلى 1969، وكان أول مستشار يشكل حكومة تحالف سياسي من الحزبين الكبيرين، الديمقراطي المسيحي والاشتراكي الديمقراطي.

ابرز ما شهدته فترة حكم هيلموت كول التي استمرت 16 سنة (1982 إلى 1998) كان إعادة توحيد شطري ألمانيا وتبني برنامج إعادة بناء واعمار الجزء الشرقي من البلاد. كذلك كانت لكول بصمات واضحة في إرساء دعائم البيت الأوربي.

قاد شرودر أثناء فترة وجوده في منصب المستشارية( 1998 إلى 2005م) حكومة ائتلافية مكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر. شهدت فترة شرودر فتور في العلاقات مع واشنطن وصل إلى حد القطيعة شبة الكاملة بسبب رفض المستشار الألماني المشاركة في حرب العراق. بعد تدهور شعبية الحزب الاشتراكي تقدم شرودر بطلب حجب الثقة عن حكومته، لفسح الطريق أمام انتخابات برلمانية مبكرة. لكن الحزب الاشتراكي خسر هذه الانتخابات بفارق بسيط لصالح الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة انجيلا ميركل، التي تولت حكومة ائتلافية من الحزبيين.

انجيلا ميركل هي أول امرأة تتولى منصب مستشار ألمانيا في تاريخ البلاد، وهو أعلى منصب سياسي تتقلده امرأة حتى الآن في ألمانيا. واستطاعت بنت الـ 54 ربيعا الآتية من شرق ألمانيا، أن تقود حزبها المحافظ بعد سلسلة من العثرات التي اعترته عقب انكشاف فضائح تبرعات استلمها الحزب وزعيمه السابق هيلموت كول. عقب انتخابات 2005 شكلت ميركل حكومة ائتلافية من الحزبين الكبيرين في البلاد (المسيحي الديمقراطي مع رديفه المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي الديمقراطي)، وعقب انتخابات عام 2009، التي فازت فيها ميركل بولاية ثانية، شكلت حكومة ائتلافية من الاتحاد المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الليبرالي الديمقراطي.